الشيخ إبراهيم القطيفيّ

هو الشيخ الجليل العلَّامة حسام الدين أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان القطيفيّ الأصل ، الغرويّ الحِلِّـيّ . ترجمته: كان الشيخ إبراهيم القطيفيّ من العلماء المجتهدين والفضلاء البارزين، ذَكَره أصحاب التراجم فأثنوا عليه، فقد ذَكَره صاحب لؤلؤة البحرين الشيخ يوسف البحرانيّ (ت 1186هـ) فقال: «والشيخ إبراهيم المذكور قطيفيّ الأصل، إلَّا أنَّه جاء العراق فقطن في الغريّ مدَّة ثمَّ في الحِلَّة، فلهذا نُسِب إلى كلٍّ منهما، وهو فاضل ورع، قد روى عنه جملة من الفضلاء» . وفي كتاب أنوار البدرين: «ومنهم العالم العامل المشهور الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفيّ الغرويّ... الحِلِّيّ، المعاصر للمحقِّق الشيخ عليّ الكَركيّ، المعارض له في كثير من المباحث، وقد انتقل من القطيف وقطن في النجف الأشرف، وكان أكبر علمائها، ثمَّ انتقل منها إلى الحِلَّة، فلهذا نُسِب إلى كلٍّ منهما» . قدومه للعراق: قال البحرانيّ: إنَّ مقدم الشيخ إلى العراق كان في أواخر جمادى الآخر سنة 913هـ . لقاؤه بالإمام الحجَّة(عج): قال البحرانيّ: «وقد رأيت بخطِّ بعض الفضلاء أنَّه حكى عن بعض أهل البحرين في حقِّ الشيخ هذا(قدس) أنَّ هذا الشيخ قد دخل عليه الإمام الحجَّة(عج) في صورة رجل يعرفه الشيخ، فسأله: أيُّ الآيات من القرآن في المواعظ أعظم؟ فقال الشيخ: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }فصلت40 . فقال(عليه السلام): صدقت يا شيخ. ثمَّ خرج، فسأل أهل البيت: خرج فلان؟ فقالوا: مارأينا أحدًا داخلًا ولا خارجًا» . من تلامذته: ذكر الشيخ البحرانيّ من تلامذته السيِّد شريف الدين الحسينيّ المرعشيّ التستريّ، والد القاضي نور الله التستريّ صاحب كتاب (مجالس المؤمنين)، والسيِّد الأمير نعمة الله الحِلِّيّ. مؤلَّفاته: وذكر البحراني مصنَّفاته، فقال: «وللشيخ إبراهيم المذكور من المصنَّفات ما قدَّمنا ذِكره، ومنها: رسالة في شرح عدد محرَّمات الذبيحة ، لطيفة مختصرة، وله الرسالة الصوميَّة ، نسبها إليه الفاضل الأردبيليّ رحمه الله تعالى في بحث صوم الإرشاد، ونقل منها بعض الفتاوى، وله شرح على ألفيَّة الشهيد على ما صرح به الشيخ عزّ الدين عبد الصمد العامليّ في حواشيه على الألفيَّة المذكورة ، وله تعليقات أيضًا على الشرائع ، وله حاشية على الإرشاد، نسبها إليه القاضي نور الله في كتاب مجالس المؤمنين ، وله كتاب الفرقة الناجية ، والظاهر أنَّه تحقيق الفرقة الناجية وأنَّـها الإماميَّة، وهذا الكتاب كان عندي ثمَّ ذهب فيما وقع على كتبي في بعض الوقائع، وكتاب نفحات الفوائد ومفردات الزوائد ، وهذا الكتاب في صورة الأجوبة والأسئلة، وله شرح أسماء الله الحسنى ، طويل الذيل جيِّد الفوائد، وقد فرغ منه في سنة أربع وثلاثين وتسعمائة، وله رسالة في الشكِّيَّات، وله إجازة لتلميذه الأمير معزِّ الدين محمَّد ابن تقيّ الدين الحسينيّ الإصفهانيّ. وقال البلاديّ: «وله كتاب نفحات الفوائد ومفردات الزوائد»، وهذا الكتاب في صورة الأسئلة والأجوبة ، وأضاف إلى المؤلَّفات التي ذكرها صاحب اللؤلؤة: «ووقفت لهذا الشيخ أيضًا زيادة على ما ذكره شيخنا المذكور على حاشية له على مختصر النافع في النجف الأشرف في يد سيدنا الأجل السيِّد مرتضى الكشميريّ(قدس سره)، مجلَّد لطيف ، وعلى رسالة لطيفة في طلب الرزق في القطيف استعرتها من بعض الإخوان ، ولم أقف على تاريخ لوفاته ضاعف الله حسناته» . تاريخ وفاته: لم يعثر على تاريخ وفاة شيخنا المترجَم له سوى أنَّه كان حيًّا سنة934هـ، وفي هدية العارفين أنَّه توفِّي بعد سنة 944هـ ، نَّور الله ضريحه. مرقده: يقع مرقده في محلَّة الطاق، في السوق المعروف بـ (سوق الحطَّابات)، بالقرب من مرقد العلَّامة ابن فهد الأحسائيّ، والمرقد ضمن مسجد للصلاة يقع على جانبه الأيسر ويتكوَّن من حجرة بأبعاد متوسِّطة، يتوسَّطها الضـريح، وقد فُرِش عليه قماش أخضـر، ولا يعلوه شبَّاك، وكانت هناك قبَّة صغيرة الحجم تعلو الضريح مكتوب عليها: (مرقد الشيخ إبراهيم القطيفيّ)، ولكنها تهدَّمت، وكذلك جانب من جدران الحجرة، وقد رُمِّم بشكل بسيط على أيدي بعض الفضلاء، والمرقد عمومًا يعاني من قلَّة الاهتمام. مصدر المعلومات كتاب مزارات الحِلَّة الفيحاء - تأليف حيدر السيِّد موسى وتوت الحسينيّ - مركز تراث الحِلَّة - قسم شؤون المعارف الإسلاميَّة والإنسانيَّة- العتبة العبَّاسيَّة المقدَّسة.