المراقد والمقامات الدينية
الشيخ أحمد بن فهد الأحسائيّ

هو الشيخ العلَّامة شهاب الدين أحمد بن فهد بن حسن بن محمَّد بن إدريس ابن فهد المقرىء الأحسائيّ . ويُعدُّ الشيخ الجليل أحمد بن فهد الأحسائيّ من العلماء العاملين والفقهاء المجتهدين، فقد جاء ذِكره في كثير من كتب التراجم . قال الشيخ الفاضل ابن أبي جمهور الأحسائيّ المتوفَّى (بعد 901هـ) في (غوالي اللئالي) عند ذِكر طرقه: «عن الشيخ النحرير شهاب الدين أحمد بن فهد بن إدريس الأحسائيّ، عن شيخه العلَّامة خاتمة المجتهدين المنتشرة فتاويه في جميع العالمين، فخر الدين أحمد بن المتوَّج البحرانيَّ» . وقال الميرزا عبد الله الأفنديّ الأصفهانيّ (حدود 1130هـ): «الفاضل العالم من أجلَّة علماء الإماميَّة وفقهائِهم» . وعن الشيخ يوسف البحرانيّ (ت1186 هـ ): «الشيخ شهاب الدين أحمد بن فهد بن إدريس المقرئ الأحسائيّ الفاضل العالم المشهور بابن فهد أيضًا، من أجلَّة علماء الإماميَّة وفقهائهم، يروي عن الشيخ فخر الدين أحمد بن عبد الله المشهور بابن المتوَّج البحرانيّ، عن الشيخ فخر الدين وَلد العلَّامة، ويروي عنه الشيخ جمال الدين حسن الشهير بالمطوَّع الجروانيّ الأحسائيّ... إلخ» . وقال الشيخ عليّ البلاديّ (ت 1340هـ): «ومنهم0قدس سره): العالم العامل المحقِّق الكامل الأسعد الشيخ أحمد بن فهد بن إدريس الأحسائيّ» . اتِّحاده مع معاصره ابن فهد الحِلِّيّ: قال الشيخ يوسف البحرانيّ (1186هـ): «ومن غريب الاتِّفاق ما ذكره بعض أصحابنا بعد ذِكر هذا الرجل- أعني أحمد ابن فهد- قال: واعلم أنَّ ابن فهد هذا وابن فهد الأسديّ المشهور متعاصِران، ولكلٍّ منهما شرح على إرشاد العلَّامة، وقد يتَّحد بعض مشايخهم أيضًا، ومن هذه الوجوه كثيرًا ما يشتبه الأمر فيهما، ولاسيما في شرحَيهِما على الإرشاد، قال [البحرانيّ]: وقد وقع بيدي جلد من شرح الإرشاد للشيخ أحمد الأحسائيّ المذكور في كتاب النكاح في آخره مكتوب نقلًا من خطِّ الشارح المذكور ما صورته: (وحيث وفَّق الله سبحانه لتكميل ما أوردناه وتيـسَّر لنا الذي قصدناه من إيضاح الخطاب، وأعطانا من فضل رحمته كمال الأمنية، وسهَّل لنا ما ألفناه في الملَّة الحنيفيَّة، فلنحبس خطوب الأقلام، ونقبض عنان الكلام، حامدين لربِّنا على سوابغ النِّعم، مُصلِّين على سيِّد العرب والعجم وأهل بيته دعائم الإسلام ما كثر الضياء على الظلام، وصدعت في أفنانها وُرْق الحمام، ونبتهل إلى من لا تأخذه سِنة ولا نوم أن يؤتينا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة. تمَّ الكتاب الموسوم بخلاصة التنقيح في مذهب الحقِّ الصريح، في أواخر شهر رمضان في اليوم الثالث والعشرين منه، من إحدى شهور سنة ستٍّ وثمان مائة هجريَّة، على يد مؤلِّفه العبد الغريق في بحور المعاصي الخائف يوم يؤخذ بالنواصي أحمد بن فهد بن حسن بن محمَّد بن إدريس الأحسائيّ، حامدًا لله تعالى ومصلِّيًا على رسوله وآله. ربِّ اختم بالخير وأعن» . وقال أيضًا في إجازته للسيِّد بحر العلوم: «عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن فهد بن إدريس الأحسائيّ، ومن عجيب الاتِّفاق أنَّ الشيخ أحمد بن فهد هذا كان في عصر الشيخ أحمد بن فهد الحِلِّيّ، وكلٌّ منهما له شرح على الإرشاد» . وذكره السيِّد محمَّد باقر الخوانساريّ (ت 1313هـ) عند ترجمته للشيخ ابن فهد الحِلِّيّ: «.. ثمَّ إنَّ هذا الشيخ الكبير غير الشيخ العلَّامة النحرير شهاب الدين أحمد بن فهد بن حسن بن إدريس الأحسائيّ، وإن اتَّفق توافقهما في العصر والاسم والنسبة إلى فهد الذي هو جدُّ في الأوَّل وأبٌ في الثاني ظاهرًا، وكذا في روايتهما جميعًا عن الشيخ أحمد بن المتوَّج البحرانيّ المتقدِّم، وغير ذلك من المشترَكات..» . وقال الشيخ البلاديّ: «قد ذكر بعض الأصحاب أيضًا: أنّ لهذا الشيخ(رحمة الله) كتابًا في الدعاء سمَّاه (عدَّة الداعي) كشريكه وسميِّه الشيخ أحمد بن فهد الحِلِّيّ(رحمة الله) ، وقد علمتُ أيضًا أنَّهما اشتركا في التلمذة على العلَّامة الأمجد الشيخ أحمد بن متوَّج البحراني ، وشرَحي الإرشاد مع اتِّـحاد الاسمين والأبَوَين، فهو من غرائب الاتفاقات» . وجاء عن الشيخ أقا بزرك الطهرانيّ (ت 1389هـ) عند ذِكر كتاب (خلاصة التنقيح): «شرح لإرشاد العلَّامة الحِلِّيّ(رحمة الله) في الفقه، في مجلَّدين كبيرَين، من أوَّل الفقه إلى آخره، وهو تأليف الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمَّد بن فهد بن الحسن ابن محمَّد بن إدريس الأحسائي، معاصرًا سميّه الشيخ أحمد بن فهد الحِلِّيّ الذي توفِّي سنة 841 هــ، وقد فرغ من الشرح سنة 806هــ» . وقال العلَّامة السيِّد هادي كمال الدين: «أخذ ابن فهد عن الفاضل السيوريّ وتلمذ لتلامذة الشهيد ويروي عنهم، وهو غير ابن فهد الأحسائيّ الذي شاركه بالاسم والكنية واللقب، وفي شرحهما لكتاب الإرشاد، وروايتهما عن ابن المتوَّج البحرانيّ، وكلاهما دُفن غريبًا عن بلده، وهذا من غريب الاتِّفاق فابن فهد الحِلِّيّ مدفون في كربلاء، وابن فهد الأحسائيّ مدفون في الحِلَّة في المرقد المعروف الآن بــ: مقام أبو فهد» . مرقده: ذكره الشيخ محمَّد حرز الدين (1365هـ): «الشيخ شهاب الدين أحمد بن فهد بن حسن بن محمَّد بن إدريس بن فهد المقرىء الأحسائيّ، المتوفّى في أوائل القرن التاسع الهجري في الحِلَّة السيفية، مرقده في الحِلَّة معروف ومشهور، عليه قبة صغيرة الحجم» . وذكر خلاف ذلك العلَّامة الجليل السيِّد مهديّ القزوينيّ (1300هـ) في كتابه فلك النجاة، إذ نَسَبَ القبر الذي في الحِلَّة إلى معاصره أحمد بن فهد الحِلِّيّ ، وهو خلاف المشهور. وكذا الشيخ عليّ البلاديّ في أنوار البدرَين، إذ قال ما نصُّه: «والقبر الذي في كربلاء قريبًا من المخيَّم الحسينيّ المشتهر أنَّه قبر ابن فهد قبر هذا الشيخ الأحسائيّ كما ذكره بعض الأصحاب، وقيل: قبر الشيخ الحِلِّيّ سميُّه، والله العالم. تغمَّدهما الله برحمته وأفاض علينا وعلى آبائنا وعليهم وإخواننا سوابغ رضاه ومغفرته» . ويقع مرقده في محلَّة الطاق في شارع الكوَّازين سابقًا المعروف في هذه الأيام بـ(سوق الحطَّابات)، ويتكوَّن من حجرة ركنيَّة يتوسَّطها الضريح الذي يعلوه شبَّاك من الحديد المزيَّن بالزجاج الصغير الحجم، وتوجد هناك لوحة معلَّقة خلف الضريح كُتب عليها: (مرقد الفقيه أحمد بن فهد الحِلِّيّ صاحب كتاب عدَّة الداعي)، وهذا أحد الاشتباهات الحاصلة عند البعض من الناس، وذلك لتشابه سلسلة الأسماء مع معاصره الشيخ أحمد بن فهد الحِلِّيّ الأسديّ المدفون في مدينة كربلاء المقدَّسة قرب الحائر الحسينيّ ، كما ذكرنا ذلك آنفًا، والمرقد لا تعلوه قبَّة، والظاهر أنَّها تهدَّمت بفعل عوامل الزمن، علمًا أنَّ مرقد المترجَم له يقع على بُعد خطوات من مرقد الشيخ إبراهيم القطيفيّ(قدس سره). مصدر المعلومات كتاب مزارات الحِلَّة الفيحاء - تأليف حيدر السيِّد موسى وتوت الحسينيّ - مركز تراث الحِلَّة - قسم شؤون المعارف الإسلاميَّة والإنسانيَّة- العتبة العبَّاسيَّة المقدَّسة.
صور من الموضوع ...
نأسف ، لاتتوفر اي صور عن هذا الموضوع حاليا.