المراقد والمقامات الدينية

مسجـد الـجمجمة شاهدٌ على الماضي التليد والحاضر المُر

مسجـد الـجمجمة شاهدٌ على الماضي التليد والحاضر المُر

ورد ذكر المساجد في القرآن الكريم، في مواضع عدة، منها قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}. (الجن: 18). وتم ذكر المسجد أيضاً في الحديث الشريف: (أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها). والمسجد هو بيت الله يربط الإنسان بالخالق، فهي مواضع خلوة. فالمساجد بمآذنها المرتفعة في الجو مشيرة إلى السماء وقبابها الجميلة التي تضيف إلى منظرها جلالاً وجمالاً. إن مسجد الجمجمة معروف بأرض بابل، وقد بُنيَ المسجدُ على الموضع الذي كلَّمَ أميرُ المؤمنين (عليه السلام) الجمجمةَ، وهي التي تقع بالقرب من أنقاض مدينة بابل التاريخية على حافة نهر الحلة، حيث شيّد مكانها مسجداً في أخر بساتين القرية، عندما رجع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) من معركة النَّهروان عام (38هـ)، فشيَّد مسجدين الأولُ (مسجد الجمجمة) والثّاني سمِّي بـ (مسجد رد الشمس)، بعدها تجمع أهالي قرية الجمجمة حول هذا المسجد المذكور، فأنشأوا البيوت والمحلات وازدهرت العمارة وحملت قريتهم اسم (الجمجمة). وأن مسجد الجمجمة كان يزوره أكثر من يمر به من الحجاج وغيرهم. قد ذكر (ابن جبر) في نهج الإيمان: مشهد الجمجمة في أرض بابل وهذه الجمجمة لـ (جلندي بن كركر) ملك الحبشة صاحب الفيل الهادم لبيت أبرهة، القاصد لهدم البيت الحرام، روى ذلك جدي أبو عبد الله الحسين بن جبير (رحمه الله) في كتاب (مناقب آل أبي طالب). وجاء في كتاب الثاقب في المناقب لأبن حمزة الطوسي ما يلي: عن محمد بن عمير، عن حنان بن سدير، عن عبد الله عليه السلام، قال: لما صلى أمير المؤمنين (عليه السلام) صلاة الظهر بأرض بابل، ألتفت إلى جمجمة ملقاة، كلمها وقال: أيتها الجمجمة من أنت؟ فقالت: علي الخبر، وما كنت وما كان في عمرك فأقبلت الجمجمة وقصت خبرها، ما كان في عمرها من خير وشر. كذلك ورد في مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني: النصيرية هم أصحاب محمد بن نصير النميري، وسبب كفره أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما أراد عبور الفرات قال له: ناد يا جلندي يقول لك أمير المؤمنين أين (المخاض) وهو الخوض في الماء، فأجابه من في القبور ستمائة كلهم جلندي، فرجع هاربا، فقال له الأمير: ناد يا (جلندي بن كركر)، فناداه، فأجابه وقال له: قل لمولاك أني دفنت هنا منذ ثلاثة ألاف سنة، ولا يعلم أحد في الدنيا أن هنا مقبرة، فمن يعلم حالنا ونحيى له بعض البلاء أصابنا فيعزب عنه المخاض. وجاء في المناقب لابن شهر أشوب، قالت الغلاة نادى علي عليه السلام الجمجمة ثم قال: قم يا جلندي بن كركر أين الشريعة، فقال: ها هنا فبنى هناك مسجداً وسمي بمسجد الجمجمة. روى أبن بابوية في علل الشرائع بسند ذكره عن محمد أبن أبي عمير عن حنان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما لعلة في ترك أمير المؤمنين عليه السلام صلاة العصر وهو يحب أن يجمع بين الظهر والعصر فأخرها. وهنا نذكر حديث الجمجمة: قال: إنه لما صلى الظهر ألتفت إلى جمجمة ملقاة فكلمها أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: أيتها الجمجمة من أين أنت؟ فقالت: أنا فلان أبن فلان، ملك بلاد فلان. فقال لها أمير المؤمنين: فقصي على الخبر، وما كنت وما كان عصرك، فأقبلت الجمجمة تقص من خبرها وما كان في عصرها من خير وشر، وكلمها بثلاث أحرف من الانجيل لئلا يفقه العرب كلامها فلما فرغ من حكاية الجمجمة قال للشمس: أرجعي. قالت: لا أرجع وقد أفلت.. فدعا الله عز وجل .. فرجعت مكانها إلى أن أتم صلاته.. وفي هذه الحادثة قال الشاعر مخاطباً أمير المؤمنين عليه السلام: رددت الكف جهرا بعد قطع كرد العين من بعد الذهاب وجمجمة الجلندي وهو عظم رميم جاربتك عن الخطاب المسجد: إنّ مسجد الجمجمة لم يشهد أي عناية وعمران من الحكومات السابقة، حتى أصبح مسجد الجمجمة بمرور الأيام مهجورا خرابا. يذكر المعمرون من أهل القرية بانقطاع الزائرين عنه منذ بداية القرن الماضي، وبعد عام 1981م، لم يبقى أي أثر يذكر للمسجد بسبب الإهمال وعدم الترميم وتأثير الظروف الجوية طيلة القرون السابقة. ويذكر أهل القرية سبباً لتقديسهم تلك السدرةٌ: هو لاعتقادهم أن أمير المؤمنين هو من زرعها. ولما عرفوه من تعظيم الدين الحنيف للشجر عموماً والسدر خصوصاً، فقد ذكر في القرآن الكريم (سورة النجم: 14-16). وللحاجة الماسة إلى تفعيل دور المساجد ووظيفتها في إصلاح أحوال المسلمين؛ لأن المسجد ليس ديرًا ولا كنيسةً، وليس في الإسلام رهبانية تقطع المسلم عن مجريات الحياة، بل إنه دِين كامل شامل، ومن هذا المنطلق فإن البيت الذي اختص للعبادة في الإسلام لا بد أن يستوعب جميع المجالات، ويهتم بجميع عناصر المجتمع الإسلامي، ويقوم باستخدام طاقات الشباب ومواهبهم استخدامًا نافعًا للإسلام، ويزود أبناء الجيل الجديد بزادٍ من التقوى والإحسان والسلوك والمعرفة، ويغرس فيهم حب الإيمان والعمل الصالح. ولاستجابة دعوة الإسلام لطلب العلم عامة إلى جانب التفقه في الدين، فإن المسجد مثل الوجهة الأولى للمسلمين، منذ القدم، للنهل من علوم الدين والدنيا. فأقام علماء المسلمين حلقات للعلم على مدار السنة، يتلقى الطلبة الدروس وما جمعه أساتذتهم من تراث الأوليين والآخرين.

صور من الموضوع ...

يمكنم الاتصال بنا عبر الهواتف ادناه :
00964-7602320073
00964-7601179478
او مراسلتنا عبر البريد الألكتروني :
turathhi@gmail.com

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.


جاري التحميل ...

{{Msg.p}} ,
{{Msg.text}} .

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...