مقام للإمام جعفر الصادق (عليه السلام)

شرف المقدم المبارك للإمام جعفر الصادق صلوات الله عليه، الحلّة فأصبحت روضة يتغنّى بها الأدباء، وخصبت أرضها وأضحت روضة تسمو في أرض السواد، وأمست منتدًى للعلماء والمفكرين، وباتت جامعة للعلم والفضيلة فتحت أبوابها على مصراعيها لينهلوا من نمير علوم آل بيت الرسالة المحمديّة الشريفة، ودامت مدرستها العلميّة ما يربو على الأربعة قرون تمطر على أبنائها شآبيب الفقاهة. وجاء في كتاب (مزارات ومراقد الحلّة) قوله: "مقام الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، كان مكانه على حافّة نهر الحلّة، ونُقل سنة 1954م، بسبب تيار النهر الجارف وقتها، إلى داخل البستان فهو حاليا بالقرب من مرقد العلامة أبي المعالي الفارسيّ الهيتيّ المتوفى بحدود سنة 499هـ، ولايزال أثره باقيًا ليومنا هذا، يتبرك به الحلِّيون. وذكر مؤلف كتاب (المراقد والمقامات البهيّة في الحلّة السيفيّة): يبعد المقام الحالي، عن المقام الأصلي حوالي مائة وخمسون مترًا، ويتكون المقام من غرفة متوسّطة الحجم فوقها قبة كبيرة، إذ كان هذا المقام مسجدًا للإمام الصادق(عليه السلام) يتعبّد فيه، وقد ذكر اليعقوبيّ في (البابليّات) ذكره ابن شهراشوب ضمن المقامات الشيعية، وهو من أقدم المقامات، وهو رصينُ الوضع قديم البناء على ضفة فرات الحلّة الغربيّة جنوبي البلد". وأصبح البستان المجاور لهذا المقام الشريف يُسمى بستان الإمام الصادق عليه السلام وما زال سكان الحلّة يرتادون هذه البقعة المباركة من الأرض، وفي عام 2012م، قام الخيّرون ببناء قبّة بهية ومرقد جميل، في المكان نفسه الذي شيّد في عام 1954، وهو مزار مشهود ومعروف.

صور من الموضوع ...