عبد الرزاق الشريف

تميزت مدينة الحلة الفيحاء في القرن التاسع عشر الميلادي، بنهضتها السياسية، حيث تأسست فيها الجمعيات والأحزاب الوطنية، وقد برزت فيها شخصيات سياسية ووطنية قادت المدينة باتجاه وطني، وقد تميزت هذه الكوكبة بالحنكة وقوة التدبير، الى جانب مظهر المدينة الثقافي والأدبي والإجتماعي، ومن تلك الشخصيات اللامعة في تلك المرحلة: عبد الرزاق محمد صالح مهدي حسن شريف الاسدي ولد عبد الرزاق سنة (1887م) في محلة جبران، بمدينة الحلة، وأكمل دراسته فيها، ويُطلِقُ عليه عامّة الناس لقب (ارزوقي الصالح). ذكر الدكتور ستار نوري العبودي في كتابه الأحزاب والنخب السياسية الحلية " اُعدم والده صالح شريف وعمّه سعيد عبود حسن في (دگّة عاكف) المشهورة التي وقعت في الحلة سنة 1916م، ولأن والده وعمه كانا معارضين لدخول قوات عاكف إلى المدينة وقاوموا الجيش التُركي الذي قاده هذا المجرم الطاغية لما قام به من جريمة نكراء وقتله الكثير من أهل المدينة في حادثَتِهِ المشؤومة ". ولوجاهة الصالح أولاً ولإنتمائه الى عائلة حاربت الأتراك, فقد عُهدَت إليه رئاسة بلدية الحلة في (7 آذار 1917م)، وحتّى مطلع سنة 1922م، ونسبة الى ذلك فقد سمي العَگد الذي كان يسكن فيه بعگد الريس في محلة جبران، إمتلك أول سيارة جابت شوارع الحلة حيث كان ثرياً ووجيهاً ورئيساً للبلدية, وقد استقبل بها فيصل الأول في 25 حُزيران 1921م، قبل تنصيبه ملكاً للعراق . في عام 1926م ساهم في كري نهر جدول النيل مع عبد المحسن الجريان وآخرين، كما شارك في التبرّع لبناء حُسينية إبن طاووس سنة 1926م، والتي كانت تحل فيها مواكب العزاء الحسيني نهاية الخمسينات, حيث اجتمع السيد محمد علي القزويني في داره مع وجهاء الحلة وقام بالتبرّع مع السادة القزاونة، وناجي الوهيب وعبد الرزاق الحسني عندما كان في الحلة وآخرون، كما تبرّع بأرض لبناء مُستشفى بالجانب الصغير سُميّت (المبرة الملكية)، وشارك كذلك مُتصرّف الحلة آنذاك سعد صالح جريو وقاما بإنشاء حديقة الجبل وتبرّع لها الصالح بأموال كثيرة. أصبح عبد الرزاق شريف عضواً في المجلس التأسيسي سنة (1924م)عن الحلة وكان فيها مُعارضاً للمعاهدة البريطانية العراقية، وأناب عن لواء الحلة بالمجلس التأسيسي فوقف الى جانب المصلحة الوطنية وقفة محمودة، وكانَ من المؤسّسين لحزب الأحرار فرع الحلة عام 1947م . ذَكَرَه د. صباح نوري المرزوق في كتابة حلة بابل " أنتُخِبَ عبد الرزاق الشريف نائباً في مجلس النواب عن الحلة في الدورة الإنتخابية الرابعة من 8/3/1933م إلى 4/9/1934م، والدورة الانتخابية الثانية عشرمن 21/6/1948م إلى 30/6/1952م " وفي سنة 1951م تم ترشيحه عضو الهيئة الإدارية لحزب الاتحاد الدستوري فرع الحلة . كان الصالح يقوم باستقبال زوار مدينة الحلة من ملوك وأمراء ورؤساء وغيرهم, باعتباره أحد وجهاء الحلة، وهو أحد أعضاء وفد الحلّة الى الوصي عبد الإله مطلع تشرين الثاني 1948م، بمُناسبة عقد قرانه وتقديمهم هدية له وكانت مصغر لتمثال أسد بابل من الذهب والفضة والأحجار الكريمة تذكاراً حسناً لمدينة بابل . توفي عبد الرزاق الشريف سنة 1959م، ودفن في النجف الأشرف .

صور من الموضوع ...