متاحف
متاحف حلّيّة

تُعد المتاحف من المراكز الثقافية المهمة في المجتمع الحلّي المعاصر, وقد باتت هذه المتاحف وسيلة إعلامية بارزة في مضمار الثقافة, فهي مرآة لتاريخ الأمة, توفر للزائر صورة صادقة عن مقومات الأمة الحضاريّة والتاريخيّة والفكريّة وعطائها الإنساني من خلال هذا الموروث الثقافي. ويوجد في مدينة الحلّة خمسة متاحف معروضة فيها بعض النماذج لأبنية بابل الأثريّة المهمّة, ونماذج أخرى من آثار حضارة وادي الرافدين, فضلاً عن التراث العظيم لعلماء هذه المدينة السامية بالعلم والأدب، من مخطوطات ونفائس, وبعض الأواني التراثية, وآلات حربية, ونذكرها حسب السبق الزمني، وما ذكر في آخره خير منه وأسمى فهو يحمل بين جدرانه عبق العلم والأدب وبين ثناياه الأصالة والتجديد: متحف نبوخذ نصر: يقع هذا المتحف في بداية مدينة بابل الأثرية, وأنشئ عام 1954م, وأجريت عليه الصيانة مرات عدة آخرها عام 1987م, ويحتوي هذا المتحف على مختلف المواد الأثرية الأصلية, التي تم العثور عليها في مدينة بابل وخاصة في زمن ملكها نبوخذ نصر الثاني, ويضم المتحف أربع قاعات رئيسية, ففي القاعة الأولى منها جداول لجميع السلالات التاريخية, وخارطة تمثل مدينة بابل في زمن نبوخذ نصر, فضلاً عن بعض كتاباته, أما القاعة الثانية فتحتوي على نموذج مصنوع من الجبس يمثل برج بابل ونصب لنبوخذ نصر حول بناء الزقّورة, فيما تضم القاعة الثالثة اثني عشر خزانًا يحتوي على مجموعات أثريّة تعود لعصور مختلفة من تاريخ بابل القديم, وتوجد في القاعة الرابعة جدارية تمثل صور أسد بابل, وماكيت يمثل مدينة بابل في زمن نبوخذ نصر وصورة زيتية تخيلية للجنائن المعلقة, وصورة حديثة من الجو لهذه المدينة الأثرية. متحف حمورابي: ويقع هذا المتحف في مدينة بابل الأثرية خلف باب عشتار, وتم افتتاحه خلال مهرجان بابل الدولي الأول الذي أقيم لأول مرة عام 1987م, ويحتوي المتحف على أعمال حمورابي وشريعته, ومسلته التي تمتاز بخصوية واضحة في هذا المتحف, ويزور المتحف العديد من السياح من داخل العراق وخارجه، وخصوصاً في المهرجان السنوي الذي يقام في المدينة، لما يمتاز به هذا المتحف من آثار مهمة تمثل الحضارة البابلية القديمة. متحف الحلّة المعاصر: حمل هذا المتحف الذي أنشأ في وسط مدينة الحلة اسم " متحف الحلة المعاصر" ليجمع التحف الأثرية التي تحمل عبق الحضارة البابلية العريقة، وتراث الحلّة القديم، ليكون شاهد حضاري يضم تاريخ الحلة الثقافي والفكري والعلمي. قال مدير المتحف علي عبد جليل خلال لقاءنا معه: " المتحف يضم ثمان قاعات ضخمة تحتوي على معرض للصور الفتوغرافية لعلماء الحلة والأسواق القديمة وأهم المعالم التاريخية، وضحايا النظام السابق، فضلاً عن تماثيل من الشمع لشخصيات ورموز الحلة، ومعرض لأهم الكتب العريقة ومفكريها، وأشار إلى أن الحلة بحاجة إلى متحف يليق بعراقة تراثها ليحفظه من العبث والضياع، موضحًا أنهم يسعون جاهدين لجمع كافة التحف الأثرية القيمة التي يعود تاريخها الى 400 سنة للحفاظ عليها"، وفي حديث آخر له قال: " الحلة كانت ولا تزال واحدة من أهم المدن والمراكز التنويرية في شتى الميادين وتركت بصماتها من خلال أدباءها وعلمائها ومبدعيها، موضحاً أن فكرة إنشاء المتحف تعود الى عام 2006م، من قبل هيئة الإحياء والتحديث الحضاري للحفاظ على ذاكرة المدينة وتراثها التي تمتد لأكثر 900 عام، وأضاف جليل أن المتحف استغل بناية قديمة يعود تاريخها الى عام 1920م، تم افتتاحها في 1935م، كبناية للمتصرفية، مشيرًا الى أن هذه البناية شهدت أهم اللقاءات خلال الفترة الملكية وبداية ثورة تموز واليوم تشهد أكبر متحف في منطقة الفرات الأوسط، وافتتح في 16/3/2014م، وتم تأهيله كمرحلة أولى بمبلغ 400 مليون دينار، وهناك مراحل أخرى منها تأهيل البنايات المجاورة والحديقة الأمامية ليكون في الحلة مركزاً ثقافياً متكاملاً تقام فيه الفعاليات الثقافية، لافتًا الى أن المواطنين تبرعوا بنحو (300) تحفة أثرية و(500) كتاب يؤرخ مدينة الحلة الى الآن والباب مفتوح للتبرع ". متحف مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية واحدٌ من المتاحف الحلية التي تضم بين جدرانها الجميلة مقتنيات الأجداد في سنين خلت لهذه المدينة المعطاء وقد آل على أبنائها إلا أن يزرعوا روضة يتنسم من خلالها أبناء الجيل الجديد عبق الماضي، وكانت جامعة بابل قد أنجزت هذا المتحف الرائع كخطوة لتوثيق الإرث الحلي وأحد مصادر التاريخ والحضارة، ويعتبر هذا الإنجاز مهم لمديتنا, حيث يتناول عرض لمختلف استخدامات الحليين عبر حياتهم, ومستلزمات معاشهم وأسلحة كانوا يستخدمونها للدفاع عن مدينتهم, واحتياجات خزن طعامهم, وأنواع أخرى من المعروضات التي وثقت مراحل مهمة من تاريخ المدينة. متحف مركز تراث الحلّة : المركز الذي اُسّس بمبادرة كريمة من لدن العتبةُ العباسية المقدسة تكرماً منها لإحياء التراث الحليّ الثرّ، وذلك ضمن سلسلة المراكز البحثية المتخصصة التي تم تأسيسُها في مدن العراق المختلفة، من أجل المحافظة على التراث الذي تكتنزه هذه المدن، حيث تحتلّ مدينة الحلة أهمية كبيرة من التراث الإسلامي العلميّ والأدبيّ, وهي راعية لكثير من الفعاليات الدينية والفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها, ويمكن القول أن هدف مركز تراث الحلّة من فتح متحف تختص به وحدة التراثيات في المركز لإحياء وإدامة التراث الحلي، وقد ضمّ المتحف المئات من المقتنيات والتُحف الأثرية, وأواني تراثية, وأسلحة قديمة من سيوف وخناجر مغولية وعثمانية، ومئات من الصور لعلماء وشخصيات أدبية وفنية، وصور فوتوغرافية لأبرز المعالم التاريخية, وبعض الحرف الشعبية، ويستقبل المركز ومتحفه بين الحين والآخر جمع كبير من الزائرين، ومنهم طلبة الكليات في جامعة بابل، ومن العاشقين للتراث.