متاحف

مدينة برس

مدينة برس

لمدينة بابل تميزٌعن باقي المدن الأخرى بتراثها وعراقتها التي تمتد إلى الآف السنين , ومِنْ مدنها الأثرية مدينة(بورسيبا)، إذ تُعد إحدى مدن بابل القديمة، وتعود إلى سلالة أور الثالثة في زمن الملك (بخت نصّر)،وتقع جنوب غرب بابل القديمة، ولها عدّة تسميات حسب ما ذُكِر, فإنها تسمّى (بيرس) أو (بُرْس) أو (بيرس نمرود)، و فيها مقام ولادة سيدنا إبراهيم الخليل (عليه السلام)،أما الطاغية الذي عاصره النبي إبراهيم فيدعى (الضحّاك) وهو المعروف بالنمرود الذي خاض صراع الرسالة معه حتى غلبه النبي ابراهيم ( عليه السلام) بالحجج الدامغة، ثم أمر النمرود بإحراقه في المحرقة التي أُلقي فيها نبي الله ابراهيم ( عليه السلام ) فنجّاه الله (جلّ شأنه) منها. أما اللغة التي تكلم بها إبراهيم الخليل (عليه السلام)، فهي لغة قبيلته الآرامية، وينتسبون إلى آرام بن سام (عليه السلام)، وبهذا يكون من مواليد العراق، في بلاد النهرين, كما ذكر إبن بطوطة إن مولده برس. إن الإسم القديم للمكان هو (كوثر) والإسم الآخر (كوثى ربى)، ومعناها(النهر) عند البابليين، وهو الأشهر عند المؤرخين القدامى، وعندما أجري مسح جيولوجي وجد نهر بين مقام نبيالله ابراهيم ( عليه السلام) والزقورة التاريخية، وقد أشار إليه العلامة نعمة الله الجزائري في كتابه (قصص الأنبياء). وتمّت كلمة ربِّك بالمعجزة التي أفحمت العقول وأخرست الألسن، حتى قال النمرود مقولته المشهورة:( من يريد أنْ يتّخذ إلهاً، فليتَّخذ إلهاً كإله إبراهيم), وما زالت آثار المحرقة قائمة للعيان إلى يومنا هذا، فـترى كتل الآجر الكبيرة المحروقة، وكذلك ترى الزقورة المرتفعة إلى أكثر من أربعين دكَّة. وآثار بورسيبا تسمى حاليا منطقة برس، وقد اتخذها الإنكليز مركزا لقياس مساحات لواء الحلة سابقا ، ويعزو البعض آثار الرماد القريبة من بورسيبا إلى سقوط نيزك في هذه المنطقة، وقد قام الاوربيون بالإستحواذ عليه ونقله خارج البلاد . كانت بورسيبا مركز عبادة الإله البابلي ( نابو ) الذي عبده العراقيون القدماء، وعدّوه إله الحكمة والمعرفة، وهو ابن مردوخ إله بابل الشهير، وسمي معبده بورسيبا بالإسم السومري،وقد ظلت هذه المدينة مأهولة حتى العهد الإسلامي. أصبحت مدينة (بورسيبا) أو (بُرْس)مركزاً دينياً مهماً؛ وذلك لقربها من العاصمة البابلية، فقد بنى حمورابي (1792-1750 ق. م) فيها معبداً سمّاه (إيزبدا)، وكرّسه لعبادة (مردوخ) (الإله الأكبر لبلاد بابل)، وعدَّ الملوك اللاحقون (نابو) إلهاً لـ(إيزبدا) وجعلوه ابناً لـ(مردوخ). أما نمرود، فقد استعبد أهل كوثى وفرض عليهم نفسه ربا، ولضعف ثقافتهم وقلة تفكيرهم اتخذوه مع اصنام لهم أربابا من دون الله،فتوجهوا اليه وإلى أصنامهم بالعبادة، وراحوا يؤدون إليهم الخضوع والخشوع. وقد نسب هذا الصرح إلى نمرود، والظاهر أن هذا الصرح كان مشيدا على طراز الزقورة المعروفة عند السومريين، وكانت مركزا لمدينة برس، قال الحموي : (واجمّة برس بحضرة الصرح، صرح نمرود بن كنعان بأرض بابل)، أما القرطبي فقد قال : (أن نمرود بنى صرحا طوله ثمانون ذراعا وعرضه أربعون ذراعا)، ويذكر الشيخ حمود الساعدي عند ذكره أخبار مدينة برس :( وبرس تل أثري كبير يبلغ إرتفاعه عن سطح الأرض زهاء 44 مترا، ثم يقوم فوق ذروته بناء آجري منتصب إلى علو 12 مترا يمثل خرائب زقورة تعود إلى معبد ايزيدا المكرس للإله نابو إبن إله البابليين مردوخ ، ويروى أن نمرود كان قد أمر البنائين أن يجعلوا مجرى الماء الرئيس للمدينة يمر من خلال قصره من هذه الفتحات، فإذا غضب على أهل البلد سد الماء عليهم،فيأتونإليه معتقدين أنه منع الماء باعتباره إله النماء والخصب لديهم فيقدمون القرابين إليه، وقيل أن هذه الثقوب قد وضعت لغرض معماري حيث تمر خلالها الرياح مما يؤدي إلى تطييب الهواء داخل البناء( وللعقاد رأي في هذا البناء فيقول:(أن نمرود أراد أن يتحدى إله ابراهيم فبنى لنفسه برجا عاليا وصعد عليه ليناجز الله في سمائه، ثم طفق يرمي السماء بالسهام حتى عاد إليه سهم منها وقد اصطبغ بلونأحمر فخّيل اليه أنه أصاب مرماه، ولكنّه لم يلبث أن سقط على الأرض وسقط معه قومه ونهضوا من سقطتهم يتصايحون بكلام لا يفهمونه،لأن السماء أرسلت عليهم سهاما زلزلت البرج وقوّضت أركانه، وتركتهم في حيرة لا يدرون ما يفعلون( ويطلّ هذا البرج على بقايا بيوت تحيط به مبنية من الطين، وهي تابعة لحاشية نمرود وزبانيته . بلغت (بورسيبا) في حكم (نبوخذنصّر 604-564 ق. م) أوج ازدهارها، وهناك (زقورة) غير مكتملة، بناها (نبوخذنصّر)، وهي الآن خَرِبة واضحة للعيان، وقد نقَّب فيها عالم الآثار الألماني (روبرت كولد واي R. G Way)، ويظهر أنّ (الزقورة) دُمّرت جرَّاء حريق بالغ القوةإلتهم حصران البردي والقصب والزفت الموجود في لُبِّ البناء لدعمه من الداخل، والراجح أنٍّ هذا الحريق هو صاعقة من السماء انتقاماً لنبينا إبراهيم (عليه السلام) بعد إلقائه في المحرقة، وإثباتا لنبوّته، وقد دمَّر الملك الأخميني (أحشورش) الأول مدينة (بورسيبا) في أوائل القرن الخامس. ولم تكتشف المدينة أو ينقب فيها بشكل تام ولكنها تبقى حسب المصادر الدينية أرض الأديان السماوية، لما لها من حجَّة إبراهيم (عليه السلام) على عصره وأمَّته.

صور من الموضوع ...

يمكنم الاتصال بنا عبر الهواتف ادناه :
00964-7602320073
00964-7601179478
او مراسلتنا عبر البريد الألكتروني :
turathhi@gmail.com

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.


جاري التحميل ...

{{Msg.p}} ,
{{Msg.text}} .

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...