متاحف
سور الحلة

سور مدينة الحلة منذ تأسيس هذه المدينة على يد مؤسسيها الاوائل (ال مزيد) تم بناء سورها وابوابه الاربعة ليكون فيما بعد رمزا لهويتها وعظمتها ومكانتها بين المدن. حيث أن مدينة الحلة تقع على جانبي نهر الفرات (شط الحلة) مما اعطاها رقيا وجمالا قلما نجده عند غيرها من مدن العراق. وهذا ما جعلها مركزا تجاريا مهما حيث اشتهرت بتجارة الحبوب والزيوت الحيوانية والنباتية فكانت تعد من المدن الغنية، ولطمع الطامعين في هذه المدينة كثرت عليها الغزوات وكثر عليها قطاعو الطرق والسراق فكان لسورها اهمية كبرى لإعاقة هؤلاء من العبث بها وبأهلها حيث ان للسور عدة ابواب تفتح وتغلق يوميا وبأوقات معينة وفي حالات الطوارئ تغلق هذه الابواب الى حين زوال الخطر. وقد تعود سكان الحلة على هذه التوقيتات فالمسافر مثلا يعرف وقت عودته فإذا تأخر حرم من دخول المدينة وعندها يكون مسؤولا عما يحدث له خارج سورها. أما المسؤول عن اعطاء اوامر الفتح والغلق هذه فهو حاكم المدينة او من ينوب عنه او احد أعيانها وشرفائها, فيأمر الحراس بذلك, اما سور الحلة فكما وصفه المرحوم المحقق السيد معز الدين محمد القزويني عميد اسرة ال قزوين في الحلة، بأنه سور عالي كان على زمانه مهدما وغير مكتملا (بقايا السور) وله عدة ابواب وهي كالاتي : (باب المشهد).. يبدأ هذا الباب مجاورا لمشفى الاطفال حاليا شاقا السوق واصلا الى (باب المهدية) مقابل السوق المسقوف (سوك المسكف) من جانب الجبل ممتدا الى منطقة المهدية والتابيه واصلا الى منطقة التعيس حيث بابها المسمى (باب التعيس) ومن ثم الى منطقة الكراد حيث باب الحلة الاخير (باب الحسين) لاستقباله الطريق المؤدية لمدينة كربلاء المقدسة حيث مرقد الامام الحسين (عليه السلام)، أما الجزء الاخر من سور الحلة فكان لشط الحلة فضلا عن أن يكون عائقا عاملا بذلك عمل سورها المبني .