المراقد والمقامات الدينية

مرقد شاعر أهل البيت جمال الدين الخليعي

مرقد شاعر أهل البيت جمال الدين الخليعي

شاعر أهل البيت ...جمال الدين الخليعي رجل عرف الحق فاتبعه، ورأى الباطل فانكره، لم يكن ولاؤه وعقيدته عن تقليد أو اتباع وإنما جاء عن بصيرة وتدبر، وفيض من بركات أهل البيت (عليهم السلام) عمّه وغمره، فخلع رداء البغض والشنآن وارتدى ثوب العزة والولاية، وليوقف نفسه وأدبه في إعلاء كلمة الله في الآل الطيبين الطاهرين(عليهم السلام) ولينشد في منجيه ومنجينا، بإذن الله، أجمل الأشعار، وليكون من أعلام الحلة علما وفقها وأدبا...ذلك هو العالم الشاعرجمال الدين الخليعي الحِلِّي. هو أبو الحسن جمال الدين بن علي بن عبد العزيز بن أبي محمد بن نعمان بن بلال الخليعي،الموصلي, الحائري، الحلي شاعر أهل البيت (عليهم السلام) المفلق، نظم فيهم فأكثر، ومدحهم فأبلغ، ومجموع شعره ليس فيه إلا مدحهم ورثاؤهم(عليهم السلام)، يقول السيد الأمين في الأعيان : "والذي يظهر لي أن الخليعي لقب لثلاثة أشخاص لا لإثنين . أحدهم مادح الحمدانيين، والثاني صاحب المراثي في الحسين (عليه السلام) وهو حلّي أصله موصلي، وصاحب الطليعة يقول اسمه علي بن عبد العزيز، والظاهر إنه من نسل مادح الحمدانيين، وهو غيره يقيناً،لأن المادح كان في المئة الرابعة، وصاحب المراثي المذكور في الطليعة كان في المئة الثامنة، أما صاحب المراثي الآخر المسمى بالحسن، إن تحقق وجوده، فهو متأخر أيضاً، ويمكن كونه ولد علي بن عبد العزيز، ويمكن كونه أبا الحسن الخليعي ويسمى الحسن اشتباهاً بل هو غير بعيد، فلا يكون الخليعي سوى اثنين والله أعلم". أما الشيخ عباس القمي فقد ذكره في (الكنى والألقاب)فقال: "إنه موصلي الأصل ولدفي جمادى الآخرة سنة 582هـ،مصري الدار، وإنه اعترض الزوار في طريق الموصل إذ إن القادمين للزيارة من جبل عامل يجيئون من طريق الموصل سابقا ". ويرى الشيخ الأميني أن الحسن محرّف، وإنما كنيته أبو الحسن، وقد أحصى له في (الغدير) (1656) بيتاً من الشعر، وزاد صاحب (دار السلام) أن اسمه كان خليلا، ثم بعد أن إعتنق مذهب الإمامية دعي عليا ولقب بجمال الدين. قال ابن الشعار: "كان والده من قرية تدعى (قرية أيوب)، وهي من قرى الحلة المزيدية، وأنّه ولد بالموصل في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة، شيخ ربعة من الرجال، أحول العين، أسمر، يتعيّش في الخِلَع بسوق الأربعاء بالموصل، يتشيّع ويتمسك بمذهب الإمامية، وهو معروف بذلك، إذا أنشد لم يلحن". وذكر القاضي التستري في (المجالس)، والزنوري في (رياض الجنة) في الروضة الأولى :أنه ولد من أبوين ناصبيين،وأن أمه نذرت أنها إن رزقت ولدا تبعثه لقطع طريق السابلة من زوار الإمام السبط الحسين (عليه السلام) وقتلهم، فلما ولدته وبلغ أشده بعثته إلى جهة نذرها فلما بلغ نواحي (المسيب) بمقربة من كربلاء المشرفة طفق ينتظر قدوم الزائرين فاستولى عليه النوم واجتازت عليه القوافل فأصابه القتام الثائر(الغبار)، فرأى فيما يراه النائم أن القيامة قد قامت وقد أمر به إلى النار، ولكنها لم تمسه لما عليه من ذلك العثير الطاهر، فانتبه مرتدعاً عن نيته السيئة، واعتنق ولاء العترة، ويقال : إنه نظم عندئذ بيتين خمسهما وشطرهما الكثير من الشعراء ومنهم الحاج مهدي الفلوجي الحلي (المتوفى 1357هـ) وهما مع التخميس : أراك بحيـرة ملأتك ريّنا وشـتتك الهوى بينا فبينا فطب نفساً وقر بالله عينا إذا شئت النجاة فزر حسينا لكي تلقى الإله قرير عين إذا علم الملائك منـك عزما تروم مزاره كتبوك رسما وحرمت الجحيم عليك حتماً فإنّ النار ليس تمس جسما عليه غبار زوّار الحسين أقام الخليعي في كربلاء شطرا من حياته، ثم انتقل إلى الحلّة ليأخذ عن علمائها وأدبائها، ليكون أحد علمائها وأدبائها المبرزين،ولقد أخلص في الولاء للعترة الطاهرة حتى حظيبالكرامات الجلية من أهل البيت (عليهم السلام)، ويذكر العلامة النوري في كتابه (دار السلام) نقلا عن كتاب (حبل المتين في معجزات أمير المؤمنين) للسيد شمس الدين محمد الرضوي : "إن الخليعي لما دخل الحرم الحسيني المقدس أنشأ قصيدة في الحسين (عليه السلام) وتلاها عليه، وفي أثنائها وقع عليه ستار من الباب الشريف فسمي بالخليعي أو الخلعي"، وعن (حبل المتين) المذكور عن المولى محمد الجيلاني إنه جرت مفاخرة بين الخليعي وبين ابن حماد الشاعر، وحسب كل أن مديحه لأمير المؤمنين (عليه السلام) أحسن من مديح الآخر، فنظم كلٌ قصيدة وألقياها في الضريح العلوي المقدس محكمين الإمام (عليه السلام) فخرجت قصيدة الخليعي مكتوباً عليها بماء الذهب : أحسنت، وعلى قصيدة ابن حماد مثله بماء الفضة، فتأثر ابن حماد وخاطب أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله : أنا محبك القديم، وهذا حديث العهد بولائك، ثم رأى أمير المؤمنين (عليه السلام) في المنام وهو يقول له : إنك منا وإنه حديث عهد بأمرنا فمن اللازم رعايته. أول من جمع شعر الخليعي بمخطوطة منفصلة هو الشيخ محمد بن طاهر السماوي (المتوفى عام 1951)، ثم تبعه الدكتور سعد الحدادفي تحقيق ديوان الخليعي . قصر الخليعي شعره في الولاء للعترة الطاهرة، ومنه في الإمام الحسين(عليه السلام): هـجرت مـقلتي لذيذ كراها لمصاب الشهيد من آل طاها وقليل لمصرع السبط مجراها ولـو أن دمـعها مـن دماها لـقتيل ساءت رزيّته الأملاك واسـتعبرت عـليه سَـماها بأبي ركبه المجد يجوب البيد وَخــداً وهـادَها ورُبـاها بـأبي الفتية الميامين تسري حـوله والـردى أمام سُراها يا ابن بنت النبي يومك أذكىفي الحشا جمرةً يشبّ لظاها كـم لـمملوكك الخليعي فيكم مـدحا يـهتدى بنور سناها ومنه قوله : الـعينُ عـبرى دمـعها مسفوح والـقلب من ألم الأسى مقروح مـا عذر مثلي يوم عاشورا إذا لـم أبـك آل مـحمد وأنـوح أم كيف لا أبكى الحسين وقد غدا شـلوا بأرض الطف وهو ذبيح والـطاهرات حواسر من حوله كـل تـنوح ودمـعها مـسفوح هـذي تقول أخي وهذي والدي ومـن الـرزايا قـلبها مقروح ومنه قوله : طـال حزني واكتئابي فـجعلت الـنوح دابي ما شجاني زاجر العيس ولا حـادي الـركاب لا ولا شـاقتني الـدار عـلى طـول اغتراب بـل شجاني ذكر مقت ولعـفير في التراب وبـدور الـتمّ صرعى مـن مـشيب وشباب وقوله : أضـرمت نـار قـلبي المحزون صـادحات الحمام فوق الغصون غـرّدت لا دموعها تقرح الجفن كـدمـعي ولا تـحـنّ حـنيني مـا بـكاء الحزين من ألم الثكل وبـاك يـشكو فـراق الـقرين حـق لـي أندب الغريب فيدمي فـيض دمعي عليه غرب جفوني وله في يوم الغدير قوله : يـا مـلجأ الخائف اللهيف ويا كـنز الـموالي وخـير مدخر لقبت بالرفض وهو أشرف لي مـن نـاصبي بـالكفر مشتهر نعم رفضت الطاغوت والجبت واستخلصتُ ودّي للأنجم الزهرِ وقوله من قصيدة: سـارت بـأنوار عـلمك السير وحـدثت عـن جـلالك السور والـمادحون الـمجزؤن غـلوا وبـالغوا فـي ثـناك واعتذروا وعظمتك التوراة والصحف الأو لـى واسـتبشرت بـك العصر والأنـبـياء الـمكرمون وفـوا فـيك بـما عـاهدوا وما نذروا وقوله : جـعلتُ الـنوح إدمانا لـما نـال ابن مولانا وأجـرى أدمعاً ذكرى غـريباً مات عطشانا عـفير الجسم مسلوب الردا في الترب عريانا وقوله في آل البيت(عليهم السلام) : يـا سـادتي يا بني النبي ومن مـديحهم فـي الـمعاد ينقذني عرفتهم بالدليل والنظر المبصر لاكــالـمـقـلد الـلـكن ديـني هـو الله والـنبي ومولاي إمـام الـهدى أبو الحسن وله يرثي البطل الهاشمي الشهيد مسلم بن عقيل (سلام الله عليه)بقوله: لمسلم بن عقيل قام الناعي لما استهلت أدمع الأشياع مولى دعاه وليه وإمامه فأجاب دعوته بسمع واع توفي العالم الجليل الشاعر الخليعي في الحلّة حدود سنة (650 هــ)، ويرى اليعقوبي أنه مات حدود سنة (850هـ) أو قرب ذلك مستنداإلى كتاب (الحصون المنيعة)، وقال في آخر الترجمة : دفن في أحد بساتين (الجامعين) بين مقام الإمام الصادق (عليه السلام) وقبر رضي الدين علي بن طاووس على مقربة من باب النجف الذي يسميه الحليون (باب المشهد)، وعلى قبره قبة بيضاء وبالقرب منه قبر إبن حماد، وذكره ابن شهراشوب (المتوفى 588هـ) في آخر أحوال الإمام الصادق(عليه السلام) وعبّر عنه بالمسجد. وذكره معز الدين القزويني المتوفى(1300 هـ) في (فلك النجاة) في عداد مراقد علماء الحلة كما ذكر صاحب الحصون المنيعة: أنَّ وفاته كانت سنة (750 هـ)، وتبعه عمر كحالة قائلاً: علي بن عبد العزيز بن أبي محمد الخليعي، الموصلي، الحلبي (أبو الحسن) أديب، شاعر، توفي بالحلّة في حدود سنة (750 هـ)‍، أمّا الشيخ حرز الدين فذكر أنَّ وفاته كانت سنة (850 هـ)، ويرىإبن الفوطي في (مجمع الآداب) أن الخليعي توفي في سنة (605هـ)،وأمّا ما ذكره ابن الشعار أنه قد سمع من الخليعي نفسه أنه ولد سنة ( 582هـ) وأنشد له بعض شعره في أوائل سنة ( 639هـ) فالاحتمال الكبير أنَّ وفاته سنة ( 650هـ)،وقبره مشهور يزار ويتبرك به، يقع في منطقة الشاوي، بالقرب من مرقد السيّد علي بن طاووس (ت 664هـ)، وكان بالقرب منه بستان تعرفبالخليعية، وبجانب المرقد المئذنة المشهورة التي تصدح كل يوم إذا رمت النجاة فزر حسينا .

صور من الموضوع ...

يمكنم الاتصال بنا عبر الهواتف ادناه :
00964-7602320073
00964-7601179478
او مراسلتنا عبر البريد الألكتروني :
turathhi@gmail.com

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.


جاري التحميل ...

{{Msg.p}} ,
{{Msg.text}} .

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...