المراقد والمقامات الدينية

جامعُ الهُدى المعروف ب جامعُ العلّامة السيّد حامد السُّويج (رحمه الله) منارة من منارات الهدى في البصرة

جامعُ الهُدى  المعروف ب جامعُ العلّامة السيّد حامد السُّويج (رحمه الله) منارة من منارات  الهدى في البصرة

مِنَ المساجدِ القديمةِ والمهمّة في محافظة البصرة جامعُ الهُدى، أو جامعُ المرحوم العلّامة السيّد حامد السُّويج، جامعٌ يؤمُّه اليوم كثيرٌ مِنَ المصلّين، وخصوصاً أيّام الجُمَعِ لحضور صلاة الجمعة التي تقام فيه منذ عام 2003م. يقعُ المسجدُ في منطقةِ العبّاسيّةِ، وقد أُسِّس بديلاً عن أحد المساجد القديمة في البصرة، وهو "مسجد الفرسي" التابع لمحلّة الفرسيّ، التي تضمُّ جملةً من المساجد والحسينيّات القديمة، الذي كان يؤمُّ المصلّين فيه المرحوم العلّامة السيّد أحمد السُّويج "رحمه الله"، والد العلّامة السيّد حامد "رحمه الله"، وفي فترة الستينيّات أرادت الدولةُ أنْ تفتحَ أحد الشوارعِ ممّا أثَّر على الجامع (جامع الفرسي)، فارتأى العلّامة السيّد حامد السُّويج أنْ يختارَ قطعةَ أرضٍ في منطقةِ (العبّاسيّة)، وقَدْ شُيِّد المسجدُ عليها بتوفيقٍ مِنَ اللهِ تعالى، وبمعونةِ المؤمنينّ، الذينَ ساهموا بقدر استطاعتهم في بناء هذا المكان الطاهر، على الرُّغمِ منْ أنَّهم كانُوا مِنَ الفقراء والمُعوِزين، و قد كانت ألطافُ صاحبِ الزمانِ (عج) وعِنايتُهُ فيه واضحةً جليّةً. بدأ بناءُ المسجدِ عام 1965، واستمرّ إلى عام 1968، وعند انتهاء بنائه سافرَ العلَّامةُ السيّدُ حامدُ السّويج إلى النجف الأشرف، ودخلَ على المرحومِ المرجعِ الإمامِ الحكيمِ قدس سره، وخاطبَهُ، قائلاً: "سيّدنا هذا مسجدُكم تمَّ بناؤه في البصرة، وأنتَ وليُّ هذا الأمرِ، فاجعل عليه مَن تشاء وليّاً"، فَرَدَّ عليه الإمامُ الحكيمُ قدس سرّه، قائلاً: ( أنتَ يا سيّد حامد ستكونُ وليَّ هذا المسجد، ويكونُ المسجدُ تحتَ رعايتِك)، وهكذا كانَ، فقد ظلَّ المسجدُ تحت الرعايةِ الأَبَويّة للعلّامة السيّد حامد السُّويج. وأُقيم للمسجد حفل افتتاحٍ حضره نجلُ الإمامِ الحكيمِ، الشهيد السيّد محمّد باقر الحكيم رضوان الله عليه وجمعٌ غفيرٌ مِنَ المؤمنينَ. موكبُ الحِكمة الحسيّنيّة الهاشميّة: وفي عام التأسيس نفسِه أُسِّس موكبُ الحكمةِ الحسينيّةِ الهاشميّةِ برعايةِ السيّد رحمه الله تعالى، وقد بُنِيتْ لهذا الموكبِ بنايةً خاصّةً تشتملُ على موكبٍ وحسينيّةٍ في محافظةِ كربلاء المقدَّسة، في منطقة العباسيّة الشرقيّة/ شارع أبي الفضل العبّاس عليه السلام القبلي، مقابل المصرف الزراعيّ؛ لتكونَ محطَّ رِحال الزائرينَ ومأواهم، وكانَ للنظامِ السابقِ محاولاتٌ لهدمِها، ولكنَّها بَقيت شامخةً بعنايةِ اللهِ وحفظهِ، وهي اليوم مكوّنَةٌ من أربعة طوابق، وتقوم بتقديم الخدمات لزائري المولى أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)، فضلاً عن مشاركةِ الموكبِ في الزيارةِ الصفريّةِ-الأربعينيّة- وبأعدادٍ كبيرةٍ، وموكب الحكمةِ الهاشميّةِ موكبٌ خاصٌّ باللَّطمِ فقط، وغالباً ما تكونُ الردّات مِن نظم العلّامة السيّد محمّد زكي السُّويج رحمه الله، نجل العلّامة السيّد حامد، فقد كانَ شاعراً، وله ديوان يضمُّ ثلاثين ألفَ بيتٍ من الشعر، ولكنّه احترق مع مكتبتِهِ في تكساس في أمريكا، عندما حُرِقت دارُه رحمه الله من قبل النواصبِ ليلةَ العاشر من المحرّم، ويُذكَرُ أنَّ مكتبة السيّد محمّد زكي كانت تضمُّ 5000 آلاف كتابٍ، ومِن ضمنِها ديوانُ شعرِهِ المَخطوط. أنشطةُ المسجدِ كان مسجدُ الهدى يقتصرُ على إقامةِ الصّلاةِ والمحافظةِ عليها في أوقاتها، أمّا اليوم فالأنشطةُ كثيرةٌ، ففضلاً عن إقامة صلاةِ الجماعة يوميّاً تُقامُ فيه صلاةُ الجمعةِ، وتُحيا فيه المناسبات الدينيّة من ولادات أهل البيت "عليهم السلام" ووفياتهم، وتُقام فيه المجالسُ الحسينيَّةُ في شهري محرّم وصفر، وكذلك شهر رمضان المبارك. وكانت لسماحةِ المغفورِ له السيّد حامد أنشطتُهُ الخاصّة التي يعتني بها، أو يوجِّه مَن يهتمّ بها، منها عنايتُهُ بالجانبِ القرآنيِّ، وتوجيه الشباب نحو القرآن، وبعد عام 2003م، تطوّرت نشاطاتُ المسجدِ في هذا المجال وغيره، فخرّجَ الكثيرَ مِن أساتذةِ القرآنِ الكريمِ وحفَّاظِه قرَّائه، وأقيمت فيه الدورات الصيفيّة بمختلف مجالاتها، في القرآن، والعقائد، والفقه، والأخلاق، وكانت على مستويينِ، أحدُهما يخصُّ الأطفال، والآخرُ يخصُّ الشبابَ والكبارَ، وما يزال المسجد يعتني بهذه النشاطات، وخصوصاً القرآنيّة منها، وتتزايد في شهر رمضان المبارك؛ كونه ربيعَ القرآن، ويقوم بإحياء الأدعيّةِ اليوميّةِ والاحتفالاتِ بالمناسباتِ الإسلاميّة. ويصدرُ عن المسجد منشورٌ باسم "رسالة الهدى"، أسّسها المرحوم السيّد محمّد زكي السّويج، ويُتابع موضوعاتِها فضيلةُ الشيخ عبدالله الساكان، وتتناول عدّة موضوعات، منها جانب من خطبةِ الجمعة في المسجد، وموضوعات تربويّة وأخلاقيّة، وبعض المسائل الاعتقاديّة والفقهيّة، ويرعى المسجدُ حوزةً نسويّةً يُدرَّسُ فيها المنهجُ الحوزيُّ المتّبع في مدينة النجف الأشرف، ولها بنايةٌ خاصّةٌ بها، منفصلةٌ عن المسجد. زار المسجدَ كثيرٌ من الشخصيّات العلمائيّة البارزة والفضلاء، منهم المرحوم السيّد محمّد باقر الحكيم عند افتتاحه المسجد، وآخرون، و ارتقى أعوادَ منبرِه المبارك نخبةٌ من الخطباء البارزين، كان منهم السيّد عبد الأمير القبانجي، والمرحوم الشيخ نوري الأسدي، والسيّد رعد أبو ريحة، والسيّد هشام البطّاط، والسيّد ثامر الكفائيّ، والشيخ عبد الله الساكان، وغيرهم. المراحل العمرانيّة مرّ المسجدُ بعدّة مراحل عمرانيّة، فكانت بداية التأسيس عام1965، واكتمل عام 1968، وقد تعرّض المسجد إلى أضرارٍ في الحرب العراقيّة – الإيرانيّة جراء وقوع إحدى القذائف فيه، فأغلق المسجد مدّةً من الزمن، وفي تلك الفترة كان السيّد يصلّي في مسجد الحَمْد في منطقة السرّاجي، وبدأ الترميم فيه عام 1997م، وأُعيد فتحُه أمام المصلّين في هذا العام، وتحديداً في 27 رجب. كان الجامعُ يغَصُّ بالمصلّين في تلك السنوات حتى أنَّ بعضَ المخازن في المسجد فُتِحَت للصّلاة، ولتوسعته تمَّ شراء قطعة أرض مجاورة لاستيعاب أعدادِ المصلّين المتزايدة وسط إمكانيّاتٍ محدودةٍ في ذلك الوقت، ووُسِّعَ المسجد بتبرّعاتٍ بسيطةٍ تُجمَعُ من المصلّين أيّام الجُمَع، وشارك وأسهم في بنائه بعض ميسوري الحال، ولكنَّ أغلب مَن شارك في البناء هم الفقراء، وبعد وفاة السيّد حامد السُّويج عام 2007 بدأت حملة إعمار واسعة للمسجد، فقد هُدِمَ المسجد وأُضيفت له ثلاثة أمتار من عُمْق الدّار التي أوقفها السيّد للمسجد، وبُنيت القبّة، ورفعت المنارة بارتفاع 25 متراً تقريباً، ووسِّع الطابق الأرضيّ للمسجد، حتى وصل استيعابُه إلى "1100" مصلٍّ. بُني المسجد على طرازٍ عمرانيٍّ راقٍ، إذْ بُنِيتْ قبّته على أيدي خيرة البنّائين، وغُلِّفَت بالكاشي الكربلائيّ من قبل المِعمار الشهير السيّد جليّل النقّاش، صاحب معمل الكاشي الكربلائي في أصفهان، الذي تربطه علاقةٌ خاصّةٌ مع العلّامة السيّد حامد السّويج، حتى إنَّ السيّد توفّي في بيته في مدينة أصفهان أثناء عودته من زيارة مشهد الإمام الرضا عليه السلام. ولم تكن في المسجد مكتبةٌ خاصّة به، بل كانت للسيّد حامد مكتبتُه الخاصّة في بيته، وتحوي أُمَّهات الكتب، وبعض الطبعاتِ الحجريّةِ القديمةِ، وبعض الكتب التي خُطّت بيدهِ الشريفةِ، وبيد والده السيّد أحمد السويج، وهناك مكتبةٌ للمرحوم العلّامة السيّد محمّد زكي السويج تضمُّ أكثر من 3000 آلاف كتابٍ تقريباً تمَّ تبويبها بعنايةٍ، وستكونُ مع مكتبة السيّد حامد السّويج وقفاً للسيّدين الجليلين عند اكتمال البناية المقابلة للجامع وسيُهيَّأُ جناحٌ خاصٌّ بها؛ ليكونا مكتبةً عامّةً لخدمة أهالي البصرة الكرام. شرفُ الخدمة كانَ الناسُ يتسابقون على الخدمة في هذا المسجدِ المباركِ تقرّباً للهِ تعالى، ومنها الأذانُ فيه، ومِن مؤذِّني المسجد في أيّام الستينيّات والسبعينيّات، المرحوم الحاج إبراهيم العيد، والمرحوم الملا صبيح، والحاج محمود العيد، نجل الحاج إبراهيم العيد، والأخ علي حسين ثامر، المعروف بـ (علي منّاوي)، كونه يسكن منطقة المنّاوي، والأستاذ الفاضل المقرئ الشيخ علي فيّاض، والأخ كريم "أبو علي"، والأخ عماد، وهم مِن خَدَمَة المسجد أيضاً، وكثيرٌ من القُرَّاء أمثال الملّا ياسين "أبو منصور"، الذي كانَ محلَّ عنايةِ سماحة السيّد حامد منذُ صغره. وخَدَمةُ هذا المسجد يفوقون حدَّ الإحصاء، وكلُّهم من المتطوّعين، ويتفاوتون في مستوياتهم العلميّة والمادّية، فمنهم التاجر، ومنهم الكاسب، ومنهم الطالب، ومنهم الدكتور، وكان سماحة السيّد حامد يردّد دائماً: "كلّنا خَدَمٌ، وأنا كبيرُ الخَدَمِ"، هذا ما نقله السيّد حسن السّويج ابن شقيقة السيّد حامد السّويج، وغالباً ما كان سماحتُهُ يُشرف بنفسه على طهارة فِراش المسجد وأثاثه. حفظ اللهُ مساجدنا التي أذِنَ اللهُ أن تُرفعَ ويُذكرَ فيها اسمُهُ، وزادها علوّاً وشرفاً ورفعةً، ورحِم اللهُ الماضينَ من علمائِنا، الذين كانَ لهم الدورُ الفاعلُ في تأسيس هذه البيوت الإلهيّة، التي ترتقي بالفَرد والمجتمع إلى درجاتِ الكمالِ الروحيّ، وحفِظ الله الباقين منهم. ياسين يوسف اليوسف

صور من الموضوع ...

يمكنم الاتصال بنا عبر الهواتف ادناه :
00964-7800816579
00964-7800816579
او مراسلتنا عبر البريد الألكتروني :
turathofbasrah@gmail.com

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.


جاري التحميل ...

{{Msg.p}} ,
{{Msg.text}} .

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...