المراقد والمقامات الدينية
جامعُ الحاوي أحدُ المساجدِ التأريخيّةِ القديمةِ البارزةِ في محافظَة البَصرَة

تفتخرُ البلدانُ بإرثها الحضاريِّ ومعالمِها التّاريخيّةِ القديمة، وتسعى جاهدةً للحفاظِ عليها وعلى شكلِها المعماريِّ، وتنقله للأجيالِ جيلاً بعد جيل؛ لأنّه يشكّل هويّةَ المجتمعِ، وخصوصيّتَه التي تميّزُه عن سائرِ المُجتمعات، ويُعدُّ بمنزلة المنهجِ الذي يُمكن دراستُه والتَّعرّفُ من خلالهِ على تاريخِ تلكَ البُلدان. وقدْ شكّلَ التّراثُ الإسلاميُّ في كثيرٍ من المجتمعاتِ جانباً مهّماً، وتميّزَ بالعِمارة، كبناءِ وتأسيسِ المَساجِدِ، فأصبحت إحدى الرموزِ التاريخيّةِ الشامخةِ، حتّى أخذتْ تملأُ الأمصارَ والمُدن الإسلاميّةَ، ومدينةُ البصرة كانت - وما تزال- تزخرُ بهذا الموروثِ المهمّ، كما امتازت بقدَِم مساجدِها، ومنها: (جامعُ الحاوي). تأسيسُ الجامِعِ، وأهمّيتُه، وموقعُه يُعدُّ جامعُ الحاوي أحدَ المساجدِ التاريخيّةِ القديمةِ البارزةِ في محافظةِ البَصرة، اختزَنَ بينَ جَنَباته تاريخَ المدينةِ لعدّة أجيال؛ إذ يمتدّ عُمره إلى ما يقربُ من (110) أعوامٍ تقريباً؛ فقدْ بُني في عام (1329هـ - 1908م)، على مساحة تقدَّر بـ(320م2). يقعُ الجامعُ في منطقةٍ التَّميميّة، مقابلَ محلّة القِشْلَة، التي كانتْ تُسمّى – سابقاً- محلّة (الأمير عليّ) ، قربَ جِسرِ الخضّارة، وقدْ تّم إطلاقُ اسمِ (الحاوي) عليه نسبةً إلى مؤسِّسِه الحاج (مُحسن الحاوي). وأمّا داعي التأسيس، فهو افتقارُ المنطقةِ آنذاك إلى المَسجِد؛ إذ ليسَ فيها مسجدٌ، فارتأى الحاجُّ (محسن الحاوي) تخصيصَ منزلِهِ لإقامةِ مسجدٍ للمحلّة، وتولّى بنفسه رعايةَ شؤونِه، ثمّ بعدَه نجلُه المرحومُ الحاجُّ (جعفر الحاوي)، بعدها، آلت مسؤوليّةُ إدارة شؤون المسجدِ إلى ولده الحاجّ (صادق جعفر الحاوي). أنشطةُ المَسجِد فضلاً عن كون الجامِعِ مكاناً لإقامةِ الصّلاة اليوميّة والدعاء إلى الله تعالى، فهو يحتضنُ أنشطةً دينيّةً واجتماعيّةً كثيرة، منها: إقامةُ الدّورات القرآنيّة، وإقامةُ المجالسِ الحُسينيّة، لتجديدِ الولاء لمحمّد وآل محمّد (عليهم السلام)، وتسليطِ الضّوءِ على سِيَرِهم العطرةِ المباركةِ، في مناسباتِ ولاداتهم وشهاداتهم (عليهم السلام). مَراحلُ المَسجدِ العُمرانيّة مّر الجامع منذُ تأسيسه بعدّة مراحل عمرانيّة؛ إذ تم بناؤه أولاً من مادّة الطين والقصب على يدِ الحاجّ (محسن الحاوي)، وبعدَ مدّة من الزمن، تّم إعادةُ البناء على يد الحاجّ (جعفر الحاوي)، ثُمَّ تولّى أحدُ المحسنين (وهو أبو وسيم) إعادةَ البناءِ الداخلّي والخارجيّ للجامع. ويضمّ المسجدُ مكتبةً خاصّةً سُميّت باسم الجامِع، تحتوي على مجموعة من الكتبِ الدينيّةِ والعلميّةِ، ويحتوي الجامعُ – أيضاً - على مُغتَسَلٍ، ومنارةٍ بارتفاع (7) أمتار، بُنيت من الحَديد. أئِمّةُ الجَماعَة، وأبرزُ المؤذّنين والخَدَم تعاقبَ على إمامَةِ الجَماعة في المَسجِد كلٌّ من: الشيخ عبد الحسين المظفّر، والسيّد عبد العزيز الشَّرع، والشّيخ عبد الشهيد الأسديّ، والسيّد أحمد الجابريّ. وأمّا أبرزُ مَن خدم في المسجد فهو: السيّد محمود أبو وسيم، والحاجّ عبّاس، والحاجّ علاء الحاوي، والحاجّ حمادي (أبو فارس). وأما أبرزُ المؤذّنين في المسجد، فهو المؤذّن الأستاذ (جاسم). أبرزُ الشّخصيّاتِ العُلَمائيّةِ، وأبرزُ أعلام المنبرِ الحُسينّي التي زارت المسجِد إذا أردنا التطرّقَ إلى أبرزِ الشّخصيّات العلمائيّة التي زارتْ المسجدَ، فالقائمةُ تطول، ولكنّنا سنذكرُ بعضها، فمِنَ الشّخصيّات البارزة التي زارتْ المسجدَ الدكتور الشّيخ (أحمد الوائليّ)، و الشّيخ (باقر المقدسيّ). وأمّا أعلامُ المنبرِ الحسينيّ، فقدْ قرأ مِن على منبرِه: الشّيخ محمّد البيضانيّ، والشّيخ ناجي الساعديّ، والشّيخ وارث الساعديّ، والشّيخ باسم البديريّ، والسيّد شعيب السّويج، والشّيخ عبد المنعم المشكور، والشّيخ نجرس المالكيّ، والشّيخ عمّار الشتيلي، وآخرون. خاتمة تعرّضَ المسجدُ لكثيرٍ من المُضايقات الأمنيّةِ على مختلف الأصعدةِ؛ كونَه من المساجدِ المؤثِّرة في استقطاب الشّباب، فكانَ محلَّ أنظارِ الجهاتِ الأمنيّة في ذلك الوقت، لكنّه بقيَ صامداً يؤدّي رسالتَه على الرُّغم منْ كلّ المضايقات التي مرّ بها. تلكَ هي بيوتُ الرّحمن، جعلَها اللهُ تعالى مَهبطاً للأفئدةِ، وبلسماً للأرواحِ، تحطُّ رحالهَا فيها لتغتسلَ مِنْ دَرَن الذنوب، فتصفو القلوبُ، وتستنيرُ بالدّعاء والطاعةِ وذكر اللهِ العظيم. وحدة الإعلام
صور من الموضوع ...
نأسف ، لاتتوفر اي صور عن هذا الموضوع حاليا.