نشاطاتنا
انطلاق فعاليات شهر محرم الحرام في مركز تراث البصرة

ضمن الفعاليات والأنشطة الثقافية والفكرية التي يجريها مركز تراث البصرة التابع لقسم شؤون المعارف الإسلاميَّة والإنسانيَّة، في العتبة العباسية المقدَّسة، في شهر محرم الحرام، شهر البطولة والتضحية والفداء . انطلقت وبمشاركة واسعة ومتنوعة من الشخصيات العلمائية والعلمية والأكاديمية، و بعض الأخوة من رواد المركز، والأخوة العاملين في مجمع الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف). الأعمال والفعاليات والأنشطة العاشورائية التي يقيمها المركز. وكان أولها المجلس الحسيني والذي يستمر حتى اليوم العاشر من شهر محرم الحرام، ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، وثلة من أهل بيته الأطهار (عليهم السلام)، وصحابته الأبرار ( رضوان الله عليهم) . وقد اعتلى المنبر الشريف سماحة الشيخ ( مرتضى الزركاني) الذي استهل مجلسه بقصيدة السَّيد جعفر الحلي الشهيرة : كم يا هلال محرم تشجينا ما زال قوسك نبلُه يرمينـا كل المصائب قد تهون سوى التي تركــت فؤاد محمدٍ محزونـــــــــا ثم خاض سماحته بحثاً موضوعيَّاً استهله بمقولة الإمام الحسين (عليه السلام) : ( ... انِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَلَا بَطِراً وَلَا مُفْسِداً وَلَا ظَالِماً وَإِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي...) ليُفّصِلَ مواطن بحثه عن الدلائل الحقيقية لهذه الثورة العظيمة التي الفت انعطافة تحولية في تاريخ الحركات التحررية وثورات العالم، ولما لها من أبعاد ومحاورَ سامية، على الرّغم من أنَّها أقصر ثورة عرفها التاريخ ، متوقِفاً أمام التوصيفات والنعوت التي جعلت من هذه الثورة تسمو على كلِّ هذه التوصيفات التي انقسم بذكرها من صورها بالانتفاضة والواقعة والحركة والنهضة والمشروع.. إلى غيره من التسميات التي تحيلك إلى تعكز الرؤى والافكار، قبالة أهميتها وعظمتها وآثارها الخالدة ..وما تركته من دروس وعبر، ما زالت تؤلف للباحثين والدارسين والمتتبعين هاجساً لم يكشف النقاب عن أبعاده، والوقوف على مسلماته ، وحصر سماحته هذه القرائن والتنويهات بالظاهرة السماوية، بعدما عزز رأيه بما رافقها من تخطيط وتمهيد ومنهج، ما أدى إلى خروج أهدافها من دائرة الخصوصية إلى العموم، وكيف لا، وهي الرسالة الفاصلة التي تجعل الحاكم الجائر والباغي المتسلط في دائرة الوصول إلى استعباد الامة، وتمرير النيات الخبيثة وترويجها، والعمل على رواج وإشاعة الفساد والباطل بأوساطها . وهو ما أعطى الشرعية الكاملة لخلود هذه الثورة العظيمة، والرسالة الفاصلة السامية التي كانت مثار شهادات واستشهادات جل الثورات وحركات التحرر في العالم . ثم ختم سماحته مجلسه بربط محوري بين هذه الثورة، وما تمخض عنها من دروس ودلالات، من خلال ما شفع لأهميتها وتصدير دروسها، وبيان أهدافها النبيلة المتمثلة بأحاديث وبيانات الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، وما تعزز من خلال الزيارات والأدعية والولادات والمناسبات الأخرى، متوقفاً أمام (دعاء عرفة) ومضامينه العقائدية والوعظية، وما تجسَّد في أبعاده وآثاره الكبيرة. ليصل إلى أنَّ الحادثة الحسينية الشريفة، هي أسمى وأوسع من الثورة، بعدما ضمت بجوانحها مفاهيم ودلالات وعبر واسعة مثل: العقيدة والانتماء والتراث والشعائر.. مهيباً بالحضور الكريم وفي هذا اليوم الحزين فتح باب الانتماء الحقيقي إلى الإمام الحسين عليه السلام ، الذي بات يؤلف لنا هوية لما تنتهي، وعنواناً متجدداً ومتجذراً في الأرض . وقد تضرع سماحته والحضور بالدعاء بحق صاحب المناسبة الأليمة، أن يحفظ هذا البلد الآمن، والإسلام والمسلمين لما فيه خير الدِّين الحنيف والمذهب القويم.