مركز تراث البصرة ينظم ورشة عمل (هندسة المعلومات القديمة)

نظَّم مركزُ تراثِ البصرةِ التابعِ إلى قسم شؤون المعارف الإسلاميَّة والإنسانيَّة، في العتبة المقدسة، ومن خلال وحدة فهرسة المخطوطات في المركز ورشةَ عملٍ بعنوان :(هندسة المعلومات القديمة)، حاضر فيها المفهرس الأستاذ: نِزار المنصوري. وقد استمرت الورشة مدة ثلاثة أيام حثَّ المشتركين في اليوم الأول في محاضرته على ضرورة المشاركة الفاعلة بالنقاش الموضوعي البناء، بعيدًا عن أن تكون الورشة محكومة بدور المحاضر فقط ،منوِّهاً أن التراث يحتاج إلى فعل وعمل استثنائي، يعززه الإيثار، ويقوِّمه الحرص المهني، ويتوِّجه حب الانتماء إلى المدينة ، وهذا الحبّ يليق بمدينةٍ كالبصرة، وتاريخها الحافل بالمآثر والعبر والمنجز الفكري الكبير . وفي اليوم الثاني تناول المحاضر محوراً حول الامارة الأفراسيابية في الدولة العثمانية التي نشطت في جزائر البصرة ،من عام( 1596 حتى 1668م) ، التي قامت في البصرة في الربع الثالث من القرن السابع عشر، وكذا تضمَّنت محاضرةً أخرى حول : ( إضافة أحد الأعلام المغمورين باسم محمَّد بن ميرزا بن محمَّد بن شرف الدِّين علي الموسوي الجزائري ) ،وهو علم بصري ، حسبما علمنا أخيراً، وأنَّ لديه العديد من الأعمال والمؤلفات والتصانيف نافت على الأربعين أثرًا ، وهذا الأمر يؤلِّف واحدًا من الأمور التي نتحرَّاها، ونحرص على متابعتها، إذا ما علمنا أنَّ التراث البصري يحتاج إلى مثل هذه الجهود الميدانية، التي دائماً ما تتحرى مكامن هذا التراث وأماكنه التي تقبع في الخزانات ودور الكتب القديمة وغيرها من أماكن التراث . وتناولت المحاضرة الثالثة والأخيرة (فهرست المخطوطات وحاجات المفهرس ) ، واختلاف التعامل مع المخطوطات بين البصرة، والنجف الأشراف، وإيران، والمخطوطات العالمية، وتسليط الضوء على التراث البصري المخطوط ، وبيان أنواع التعليقات والاستدراكات والنوادر . ثم استقبل المحاضر الكريم المداخلات والتعقيبات من قبل الحاضرين، الذين أكدوا على أنَّ فعل وفائدة الورشة كان وافياً ومؤثراً وغنيَّا.. بعدما نقل المحاضر تجربته الشَّخصية وعرضها على طاولة الدَّرس، منوِّها إلى أنَّ من المقومات الأساسية التي يحتاجها المحقق، أن يكون مثقَّفاً من نوع خاص، ومحباً إلى الثقافة، ومنتمٍ إليها، ومتابع للخطوات والمشاهد المخطوطاتية التي تجعله يقف على تجارب الآخرين ويفيد منها، ويطور ويحسن من خطواتها، كون هذا العلم يفتح آفاقا جديدة إلى المحقق لأن يكون متابعاً واعياً، وباحثاً ميدانيَّاً موضوعيَّاً ، يجعل أمانة العلم ومهنيته أساساً في كلِّ أعماله وتوجّهاته .