نشاطاتنا
مركزُ تُراثِ البصرة يُقيم مجلساً حسينيّاً بالذكرى الأليمة لشهادة الإمامِ الكاظم (عليه السلام).

بحضور الإخوة الأكارم مِن مجمّع الإمام الحُجَّة (عجَّل اللهُ فرجَه الشريف)، وبعض المؤمنين الأفاضل، ووحدات مركز تراث البصرة، التابع إلى قسم شؤون المعارف الإسلاميَّة والإنسانيَّة، في العتبة العبَّاسيَّة المقدَّسة. أقامَ المركز مجلساً حسينيّاً لمناسبة استشهاد زين المجتهدين، وراهب آل البيت، وسابع الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)، وقد اعتلى منبر المجلس الذي حضره سماحة الشيخ مدرك الحسّون مدير المركز، سماحةُ الشيخ مهنَّد الكعبيّ (دامت توفيقاته) الذي استهلَّ العزاءَ بالسّلام المأثور: (السَّلامُ على المُعذَّبِ في قَعْرِ السُّجونِ وظُلَمِ المَطامير ذي السّاقِ المرضوض بِحَلَقِ القُيود والجنازة المُنادَى عليها بِذلِّ الاستخفاف)، بعدها ابتدأ مجلسه المبارك بقول الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) : (إنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِر) شاهداً ومحوراً أساسيّاً لخطبتِه التي بيَّنَ فيها موقفَ الإمام الكاظم (عليه السلام) مِن حكم بني العبّاس لا سيَّما في فترة حكم هارون، مُتطرِّقاً إلى حياته المَلأى بالأحداث والمتغيّرات السياسيَّة والاِجتماعيَّة ومعاصرته للحركات والفرق والمذاهب الدِّينيَّة والفكريَّة مِن أمثال الأفطحيَّة والناووسيَّة والخطَّابيّة والواقفيَّة .. وفرق الخوارج والمُرْجِئَة والملاحدة والزَّنادقة في زمن انبثاق المذاهب الأربعة. وأفرد محوراً عن أبرز الأحداث مثل ثورة الحسين صاحب (فخّ) وهو مِن أحفاد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، والواقعة الشهيرة في العام (169) هجريّة ضدّ الهادي العبّاسيّ في منطقة (فخّ) القريبة من مكّة المكرَّمة، التي قال عنها الإمام الجواد (عليه السلام): (َ لَمْ يَكُنْ لَنَا بَعْدَ الْطَّفِّ مَصْرَعٌ أَعْظَمُ مِنْ فَخَّ)، ثُمَّ بيّنَ المواجهات التي حدثت بين الامام (عليه السلام) والخليفة العبّاسيّ، لا سيّما المواجهة الفاصلة التي حدَثَت في مكّة المكرَّمة، والمواجهة الثانية التي أفْضَتْ إلى سجنِه، وموقفه من بعض الموالين الذين يعملون في البلاط العبّاسيّ مثل الصحابيّ عليّ بن يقطين، وصفوان الجمّال . لينتهي إلى مرحلة سجن الامام التي عزَّزها بالعبادة التي كانت مضرب المثل، والدرس الأخلاقيّ الكبير، والموقف الاستثنائيّ الذي أصبح شاهداً أمام أُمراء الجّور والتسلُّط، ذاكراً دعاءَه المأثور : (يَا سَيِّدِي نَجِّنِي مِنْ حَبْسِ هَارُونَ وَ خَلِّصْنِي مِنْ يَدِهِ يَا مُخَلِّصَ الشَّجَرِ مِنْ بَيْنِ رَمْلٍ وَ طِينٍ وَ مَاءٍ وَيَا مُخَلِّصَ اللَّبَنِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ وَيَا مُخَلِّصَ الْوَلَدِ مِنْ بَيْنِ مَشِيمَةٍ وَرَحِمٍ وَيَا مُخَلِّصَ النَّارِ مِنْ بَيْنِ الْحَدِيدِ وَالْحَجَرِ وَيَا مُخَلِّصَ الرُّوحِ مِنْ بَيْنِ الْأَحْشَاءِ وَالْأَمْعَاءِ خَلِّصْنِي مِنْ يَدَيْ هَارُون). ليختتم المجلس المبارك بالدُّعاء إلى الله تعالى بالرَّحمة والقبول، والاقتداء بالسّلف الصالح من الأُباة المهديّين والأئمة البررة، والعُروة الوثقى مِن آل البيت الأطهار الميامين الكرام (عليهم السلام).