نشاطاتنا
مركز تراث البصرة يقيم مجلسا حسينيا لمناسبة الرواية الثالثة لاستشهاد السيدة الزهراء ( عليها السلام )
بحضور وحدات المركز ، والأخوة الافاضل من مجمع الإمام الحجة المنتظر (عج ) ، وجمع من المؤمنين الكرام ، ولمناسبة حلول (الرواية الثالثة ) لاستشهاد حبيبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله) وأم الائمة المعصومين الاطهار (عليهم السلام) السيدة الصابرة الصديقة والطهر البتول فاطمة الزهراء ( عليها السلام) .. اقام مركز تراث البصرة مركز تراث البصرة، التابع لقسم شؤون المعارف الاسلامية والانسانية، في العتبة العباسية المقدسة مجلسا حسينيِّا اعتلى منبره سماحة الشيخ (محمد الركابي ) الذي استهل محاضرته بقصيدة المرحوم الشيخ محسن ابو الحب ( رحمه الله) التي يقول بمطلعها : إن قيل حوا قلت فاطم فخرها أو قيل مريم قلت فاطم أفضلُ أ فهل لمريم والدٌ كمحمَّدٍ أم هل لمريم مثل فاطمُ أشبلُ متطرِّقًا إلى الأدوار الكبيرة التي أسهمت ببنائها وترسيخها وتصديرها سيِّدة نساء العالمين ، خير من خصتها السُّور والآيات والأحاديث الشريفة ، وخصَّها الله عزَّ وجل بخصائص فريدة فبلغت مقامًا محمودًا ومنزلة رفيعةً ما بعدها منزلةً .. موضِّحًا الأثر التربوي الكبير الذي استلهمته من أبيها المصطفى ( صلى الله عليه وآله) ، والمعزز بعلوم بعلها سيد الأولين والآخرين بعد نبي الله ، وسر ذلك الاصطفاء الذي جعلها في منزلة تفوق كل منزلة من رجال ونساء العالمين ، والكرامات التي اسبغها الله بحقها على الرغم من حياتها القصيرة العامرة بالوعظ والعلم، ما جعلها مثلاً ومثالاً للأنام ، وشاهداً مشرِقًا في هذه الحياة ، وكيف لا وهي الحوراء الإنسية أم الأئمة الأطهار. وعرض سماحته أهم المفاصل والمنعطفات والمحن التي مرت بحياة هذه الصديقة الإنسية ، معرِّجًا على قضية فدك الشهيرة ، وحقها المغتصب الذي غدا من الاشكاليات الشاخصة في التاريخ الاسلامي ، ودور أمير المؤمنين ( عليه السلام) وموقفه من هذه القضية . وهو القائل بعد تسلمه للخلافة : (وما أصنع بفدك وغير فدك، والنفس مظانها في غد جدث تنقطع في ظلمته آثارها وتغيب أخبارها، وحفرة لو زيد في فسحتها، وأوسعت يدا حافرها، لأضغطها الحجر والمدر، وسد فرجها التراب المتراكم، وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر، وتثبت على جوانب المزلق ...) . مفندا الآراء التي انصبت حول موقفه (عليه السلام) بعد تسلمه زمام أمر المسلمين ، والآراء والتخرصات الخاطئة ، والتقولات التي ردَّ عليها كبار علماء المذهب ، موظفاً مجموعة من الدلائل والحجج التي تبين موقفه الشريف من هذه الادعاءات والتجنيات الضيقة ، مقارناً موقف الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله) من قريش التي تصرفت ببيع داره في مكة ، ما يجعل هذه الحادثة مواكبة ومطابقة لموقفه (عليه السلام) . وخلص سماحته إلى استدراك مجموعة من الملحوظات التي رافقت موقف السيدة الزهراء عليها السلام ومحنتها ، والآراء التي رصدتها ، منوِّهًا للآراء وأهم المصادر والمراجع الإسلامية والتاريخية مثل كتاب الكافي لثقة الإسلام الشيخ الكليني ، وبعض المصادر التي رصدت هذه المظلومية بطريقة موضوعية منصفة . وفي ختام المجلس اهدى سماحة الشيخ الركابي نسخة من كتاب ( فتوح الشام) للواقدي ، وهي نسخة قديمة جداً تسلمها سماحة الشيخ مدرك الحسون مدير المركز ، الذي أعرب عن شكره وتقديره ، مبيِّناً أنَّ المركز يحرص على الاحتفاظ بمثل هذه النسخ ضمن محفوظات مكتبته العامرة ، وان مكتبته ولله الحمد غدت من المصادر التي تتحف الدارسين والباحثين بكتبها وأسفارها .