معهد القرآن الكريم للنساء
أسباب النزول
التاريخ : 28 / 7 / 2016        عدد المشاهدات : 13538

إنَّ لمعرفة أسباب النُّزُول الأثر الأكبر في توجيه معاني النَّص القُرْآني وبَيان دلالاته، إذ إنَّه اتّخذ مدخلاً أساسياً من مداخل التَّفسير القُرْآني، وهذا ما حَدَا بالواحديّ (ت: 468هـ) إلى أن يتشدد في امتناع فهم الآية إلاّ بمعرفة سبب نزولها، فقال: (... لامتناع معرفة تفسير الآية وقصد سبيلها دون الوقوف على قصتها وبيان نُزُولها)([1])، فهي بذلك (طَّريقَ قوي في فَهْمِ معاني القُرْآن)([2]).

     وقد عَرَّفَ السُّيُوطيُ(ت: 911هـ)أسبابَ النُّزُولِ قائلاً: هو (ما نَزَلتْ الآية أيام وقوعه)([3]). أو بِمَعْنى أدق هو (الأمر أو الحادثة التي تعقب نُزول آية أو آيات في شخصٍ أو واقعة)([4]).

     ولأحد الباحثين رأيُّ نستأنس به، إذ يرى أنَّ هذه الأسباب ــ الأحداث ــ ليستْ سبباً لنزول الآيات، بل إنَّ الأحداثَ هي التي رافقتْ التَّنزيل اقتضاءً لا ألفاظ القُرْآن الكريم من حيث علاقته بالأحداث، فجاء سَبُب النُّزُول موضِّحاً للآية لا غير([5]).

وَيَنْبَغِيِ التَّثبت مِمَّا بلغنا من أسباب وعدم التَّسليم بها دائماً، إذ إنَّ لمنع تدوين الحديث([6])، ونَقل المعارف في ثقافة شفوية ــ أي النَّقل بالمعنى ــ كان سبباً رئيساً للوضعِ والدَّسِ ، ومِنْ ثمَّ فقد كان له الأثرُ الأكبر في تعدّد أسْبَاب النُّزُول وتحديد مصاديق النَّازِل فيه. فمصادره الأُولى وآثاره المعرفية قائمة على المشافهةِ والنَّقلِ، وبما رُوِيَ عن الأجيال الإسلامية الأُولى وما نُسِبَ إليهم من أقوال وآراء...، ويتم ذلك في مستويين هما: مستوى الإسناد ومستوى المتن([7]).

وهذا ما يُؤدّي إلى التَّصرف في الرِّواية والنَّقل، وانعكاس ذلك على مفهوم النَّص ودلالته، حَتىَّ عاد لبعض الآيات إذ لم يكن أغلبها أكثر من روِاية وأكثر من سبب نُزول.

وقد صَرَّحَ الدّهلويُ (ت: 1176هـ) بذلك إذ ذكر:(...أنَّ للاجتهادِ مدخلاً في هذا القسم الثَّاني من أسبابِ النُّزولِ، وأنَّه يَتَّسعُ لإيراد القصص المتعدّدة. فَكُلُّ من يستحضر هذه النكتة، يستطيع أن يعالج اختلافات أسباب النُّزول بأدنى نظرة وتأمّل)([8]).

فضلاً عن دخول الإسرائيليات إلى ساحة التَّفسيرِ، وتضلُّع رجال مِمَّن أُغرِمَ بها وتكلَّف الجمع والإِحاطة في كُلِّ ما قِيْل في الآيات، فأورد بذلك الغث والسَّمين والمقبول والمردود، وقد بَانَ لنا موقف بعضهم. قال الدهلوي بشأن الكلبي: (وأمَّا إفراط محمد بن إسحاق الكلبي في هذا الباب، حيث أورد تحت كُلِّ آية قصة تروي، أو حكاية تذكر، فإنها لا تصح لدى المحدثين وفي أسانيدها نظر)([9]).

ويقول السَّيِّد عبدالله شبر(ت:1242هـ):(وأمَّا الرّجوع في التَّفسيرِ وأسْبابِ النُّزول إلى أمثال عِكرمة ومجاهد وعطاء وضحاك كما ملئت كتب التَّفسير بأقوالهم المرسلة، فهو مِمَّا لا يعذر فيه  المسلم في أمر دينه فيما بينه وبين الله ولا  تقوم به الحُجَّة...)([10]).

     والطَّريق الصَّحيح لمعرفة أسْبَاب النُّزُول هو ما كان موثق الصدور بحيث يقطع معه من صحة الحادثة أو متواتراً وإلاّ يجب عرضه على القُرْآنِ الكريمِ([11])، بحيث يكون السَّببُ (مِمَّا يرفع الإبهام عن وجه الآية تماماً، ويحلُّ مشكلة تفسيرها على الوجه الأتم، على قيد أن لا يكون مخالفاً لضرورة دين أو متنافراً مع بديهة العقل الرَّشيد. الأمر الذي يكفي بنفسه شاهد صدق على صحَّة الحديث أيَّاً كان الإسناد)([12]).

وباستعراض البحث لبعض الأمثلة ومناقشتها يَتَبيَّن لنا أنَّ لأسبابِ النُّزولِ الأثرُ البالغ والكبير في تعدد المصاديق،وبمناقشتِها تُضيقُ إلى حدٍّ كبير من دائرة تعددها:

المثال الأوَّل:

قال تعالى: )وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رءُوفٌ بِالْعِبادِ(([13]).

اختلفَ المُفَسِّرون في سبب نزول الآية إلى عِدَّة أقوال منها([14]):

  • إنَّها نَزَلتْ في شأن الإمام علي (7)، وذلك ليلة مبيته على فراش النبي(6).
  • إنَّها نزلت في صهيب بن سنان، وفي رواية أُخرى قيل إنَّها نزلت بحقِّ أبي ذر الغفاري وصهيب؛ لأنَّ أهل أبي ذر أخذوه فانفلت منهم فقدم على النبي (6)، فلما رجع مهاجراً عرضوا له، فانفلت أيضاً منهم حتى قدم على النبي (6)، وأمّا صهيب فإنَّ المشركين هم الذين أخذوه من أهله، فافتدى منهم بماله، ثم خرج مهاجراً.
  • إنَّها نزلت في المهاجرين والأنصار.
  • إنَّها نزلت في رجل من أهل مكة، دون الإشارة إلى اسمه.
  • إنَّها نزلت في الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود حين شرِيَا أنفسهما لإنزال حبيب من خشبته التي صُلب عليها من قبل أهل مكة.

بينما ذهب مفسرو الإمامية([15]) إلى أنَّ الآية نازلة بشأن الإمام علي (7) حصراً([16]). ومِمّا يُقَوي ذلك أنَّه رُوِيْ عند بعض أبناء العامَّة أيضاً([17])، وإن كان أغلب أبناء العامة يميلون إلى أنَّ الآية نازلة بحقِّ صهيب بن سنان المخزومي([18])

كفانا الشَّيخ البلاغي من ذكر المصادر والطّرق الرّوائية ومن كلا الفريقين في نزول الآية بشأن أمير المؤمنين (7)([19])، وأثار استغرابه من عَلَمين ومُفسِّرين كبيرين هما: الزمخشري والسّيوطي، كيف أنهما تجاهلا الحشد الرّوائي الكبير ولم يوردا رواية واحدة بشأن أمير المؤمنين (7)!.

وعلَّقَ على صاحب الكشاف بأنّه فَسَّرَ قوله تعالى: )يَشْرِي نَفْسَهُ...(، أي: (يبيعها ويبذلها في سبيل الجهاد)([20])، ومن ثم حمل سبب نزول الآية على رِواية صهيب. وهذا لا يناسب من بذل ماله، ولا يناسب أيضاً إفلات أبي ذر من أهله، وإنما يناسب ذلك أميرالمؤمنين (7)، فهو الذي بذل نفسه في سبيل الله([21]).

 ويبدو أنَّ تجاهل السيوطي من ذِكْرِ روايةٍ واحدةٍ بشأن أمير المؤمنين (7) تعويله على ما ذكره الطّبري في تفسيره، فالطبري الذي أورد حشداً من الروايات لم يذكرْ رواية واحدة بشأن أمير المؤمنين (7) !!، ومن ثمّ فلم يجدْ بدَّاً من أنَّ الآية عامَّة في كُلِّ من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر([22])، وتبعه ابن عطية في عُمُومِ الآية([23]).

ثم إنَّ مَن ذهب إلى عموم الآية وإنْ صحَّ قوله لا ينافي كون الآية نازلة لشأن خاصّ([24]). بل هو الأظهر بحسب الرِّوايات الواردة.

ويزداد العجب عندما نجد الواحدي يذكر عِدَّة أسْبَاب لنزُول الآية ولم يذكرْ رواية واحدة بشأن أمير المؤمنين (7)، وهو الذي أَخذَ على نفسه  في مُقدّمة كتابه أن يذكر سبب نزول كُلّ آية رُوِيَ لها سبب مقول مروي منقول([25])!!.

 

 

المثال الثاني:

قوله تعالى: )يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا(([26])

فقد رويت رواياتٌ كثيرة في شأن نزول الآية([27])، واختلف المُفَسِّرون في تحديدِ المصداق الذي نزلتْ فيه.

  • قيل إنها نزلت في أُسامة بن زيد وأصحابه،حين بعثهم رسول الله (6) في سَرِيَّةٍ، فلقوا رجلاً قد أتى بغنمٍ له إلى جبل  وقد أَسلمَ ، فَقَالَ لهم: السَّلام عليكم لا إله إلا الله محمد رسول الله، فبرز إليه أُسامة فقتله واستاقوا غنمه، وقال قَوْمٌ: إن صاحبَ السّريةِ هو المقداد، وقيْلَ أبو الدَّرداء.
  •  وقيل إنَّها نزلت في مُحلم بن جثامة الليثي، وهو الذي أرسله النبي (6) من قبل في سَرِيَّةٍ، فرأه عامر بن الأضبط الأشجعي، فحياه بتحية الإسلام، وكان بينهما عداوة وشقاق في أيام الجاهلية، فرماه بسهم فقتله.
  • وَذَكَرَ ابْنُ عباس أنَّ أُناساً قد لحقوا رجلاً في غنيمة له، فقال السَّلام عليكم، فقتلوه وأخذوا غنمه. وهكذا  تعدّدت الرّوايات وكثُرت حتى أبهمت القصة إبهاماً ولم يُسَمَّ اسم القاتل ولا المقتول.

إلا أنّ بعضَ المُفسِّرين ذهبوا إلى انحصار مصداق النُّزُول في شأن أُسامة خاصَّة([28]). والدَّليل على ذلك قول أُسامة عندما سأله رسول الله (6): «أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله،...»، قال أسامة: وأخذ يكررها عليَّ حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم([29]).ومِمَّا يؤيّد هذا الرأي أيضاً ما رُوِيَّ عن ابْنِ عباس وقتادة أنَّه لَما نزلتْ الآيةُ حَلفَ أُسامةُ بن زيد أن لا يقتل رجلاً قال لا إله إلا الله. وبهذا اعتذر إلى الإمام علي (7) لَمّا تخلَّف عنه في حروبه([30]) .

استدلَّ الفيض الكاشاني (ت:1091هـ)([31]) على نفاق أُسامة وابتغائهِ عرض الحياة الدُّنيا في قوله هذا؛ لأنَّ طاعة الإمام واجبة فلا عذر له في تخلفه، لاسيَّما وقد سَمِع قول النبي(6): « ياعلي حربك حربي، وسلمك سلمي»([32]).

وذهب الشَّيخ الطّوسي (ت:460هـ) إلى عدم انحصار مصداق نُزُول الآية في واقعة واحدة أو شخصٍ بعينه([33]). وَوَافقهُ الرَّازي (ت:606هـ) في قوله: (ولا منافاة بين هذه الروايات، فلعلها نزلت عند وقوعها بأسرها، فكان كُلُّ فَريقٍ يَظنُ أنَّها نزلت في واقعتهِ)([34]). وبهذا يمكن أن تحمل الآية على القاعدة الأُصولية (العبرة بعموم اللَّفظ لا بخصوص السَّبب) ــ سيقف البحثُ عليها لاحقاًـ التي يستفاد منها على أنَّ كلمة الشَّهادة تحقن دمَ الرَّجل وماله على أي وجه حصلت وفي أي وقت.

 

المثال الثالث:

قال تعالى: )إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ(([35]).

اخْتَلفَ المُفَسِّرونَ في سبب نزول الآية إلاّ أنَّ اخْتلافهم لا يَخْلو من وجهين هما([36]):

الوجه الأوَّل: إنَّها نَزَلتْ في اليهود خاصَّة، وفيه آراء: رأْيُّ يرى إنّها نزلتْ في عامَّة اليهود، ورأْيُّ آخر يرى أنّها نزلتْ في جماعة من اليهود،هم: حي بن أحطب، وكعب بن الأشرف، وأبي رافع، وكنانة بن أبي الحقيق، كتبوا كتاباً بأيديهم ثم حلفوا أنّه من عند الله.

الوجه الثاني: إنَّها نزلت في غَيْرِ اليهود. وبهذا الصدد تعدّدت الرّوايات والاحتمالات إلاّ أنّها ذات معنىً واحد:

  •  في الأشعث بن قيس، وخصم له في أرض، قام ليحلف عند رسول الله (6)، فَلَما نَزَلتْ الآيةُ نكل الأشعث، وأعترف بالحقِّ وردَّ الأرض.
  • في امْرئ القيس بن عابس الكندي وعبدان بن الأشوع، اختصما إلى رسول الله (6) في أرض، فتوجه اليمين على امرئ القيس، فَقَالَ: أنظرني إلى الغد، ثم جاء في الغد وأقرَّ له بالأرض.
  •  إنَّها نزلتْ في حقِّ رجلٍ ــ دون بيان اسْمه ــ حلف يميناً فاجرة في تنفيق سلعته.

ذهب جَمْعٌ مِنْ المُفسِّرين إلى أنَّ الآية نازلة بحقِّ الأشعث بن قيس خاصَّة، وقد ذكروا روايات متعدّدة إلاّ أنها ذات معنى واحد([37]).

وعلى الرغم من ذكر الزمخشري (ت: 538هـ) عِدّة أسْبَاب لنزول الآية إلاّ أنه عدّها خاصّة بأهل الكتاب([38]). ويبدو أنَّ غيره كان منتصراً لهذا الرأي([39]). وقد بَدَا لنا موقف الفخر الرازي ثابتاً ــ كما في الآية السَّابقة ــ إذ عَدّ الوعيد في الآية عاماً في كُل مَنْ يفعل هذا الفعل وأنه غير مخصوص باليهود([40]).

وذكر البيضاويُ (ت:691ه) سبباً واحداً فيما يتعلّق بامرئ القيس وعبدان الحضرمي([41]).وهذا ما يؤكّد انحصار مصداق نزُول الآية في شأنِهما لديه. وقد سار ابن أبي السّعود (ت: 951هـ) في الاتّجاه نفسه ([42]).

بينما يتميّز العلامةُ الطباطبائي في فهمه للآية، فبيّن أنَّها جاءت في مورد تعليل للآية السَّابقة عليها([43]): ثم قال: (والرّواية كما ترى [ فقد ذكر رواية واحدة وهي كون الآية نازلة بشأن امرؤ القيس ورجل من حضر موت ] لا تدلّ على نزول الآية في مورد القصة... وقد عرفت بالبيان السَّابق أن ظاهر الآية أنّها واقعة موقع التَّعليل لمضمون الآية السَّابقة عليها، فالوجه حمل الروايات إن أمكن على بيان انطباق الآية على مورد القصة دون النُّزول بالمعنى المعهود منه)([44]).

والمتحصل من الأمثلة أنَّ لتعدد أسْبَاب النُّزُول الأثر البالغ في اختلاف وتعيين المصاديق بين المُفسِّرين، ويعوّل السبب على النص نفسه، إذ إنَّ (للقرآن أتساعاً من حيث انطباقه على المصاديق وبيان حالها. فالآية منه لا تختصّ بمورد نزولها بل يجري في كل مورد يتحّد مع مورد النُّزول ملاكاً)([45]).

وهذا ما يَتعلّق بالقاعدة الأُصولية (العبرة بعموم اللَّفظ لا بخصوص السَّبب ــ الموردـ)، ومَعْنَى ذلك هو أنّ (الآية تنزل في معنى، فتعمّ ما نزلت به فيه وغيره، فيلزم حُكمها جميع ما عمَّته)([46]). وعِلَّة ذلك هو أن الوقائع والأحداث التي كانت سبباً في النُّزُول محدودة بالضرورة الزمانية والمكانية. وقد انْتَهَت بنهاية الوحي المحمدي، بينما نجد الوقائعَ التَّاريخية غير متناهية([47]).

ومِنْ الشَّواهد القُرْآنيةِ التي تَعدَّت فيها الآيات إلى غَيْرِ أسبابها، نُزُول آية الظّهار في سلمة بن صخر([48])، وآية اللعان في شأن هلال بن أمية، وآية المواريث في جابر بن عبدالله ([49]). فنزول الآيات بشأن هؤلاء لكونهم أجلى المصاديق من مصاديق مشابهة،من دون أن يكون هناك مانع من تجاوز خصوص السَّبب إلى عْمَومِ اللَّفظ، وذلك للبحث عن (وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم)([50]).

  فضلا عن أنَّ لبعض أسباب النُّزُولِ أكثر من سبب وهو ما يعبر عنه بـ(تعدّد الأسباب والمنزل واحد)، وبذلك سوف تتعدد المصاديق ولا مانع من التَّوفيق بينها([51]). لقد وردتْ بعضُ خطابات النّص إلى فئات خاصّة ومعهودة كما في قوله تعالى: )إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ...(([52]). و)قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ(([53])، فهي بذلك لا تَعمّ بلفظها وإن كانت تَعمّ بملاكها([54]).

كما أن بعض الآيات ينحصر نزولُها بمصداقٍ واحد تحديداً، كآية المباهلة المنحصر نُزُولها بأهل البيت (:)، وآية المناجاة المنحصر نزولها بحقِّ أمير المؤمنين (7) وغيرها.

 

 

([1]) أسباب النزول، 8.

([2]) الزركشي، البرهان، 1/ 22؛ السيوطي، الإتقان، 1/ 88.

([3]) الإتقان، 1/ 94.

([4]) الطباطبائي، الميزان، 1/ 42.

([5]) هادي حسين عمران الفائزي، قواعد التفسير القرآن الكريم (رسالة ماجستير)، 96 ــ 97.

([6]) وذلك باعتبار أن أسباب النزول ذا طبيعة حديثية، فهو نوع من الرواية الذي يضبطها علم مصطلح الحديث. ظ: عماد الدين محمد الرشيد، أسباب النزول وأثرها في بيان النصوص، 164 ــ 169.

([7]) ظ: بسّام الجمل، أسباب النزول، 175.

([8]) الفوز الكبير، 108.

([9]) المصدر نفسه، 66.

([10]) تفسير القرآن الكريم، 29؛ محمد جواد البلاغي، آلاء الرحمن، 1/ 45.

([11]) الطباطبائي، القرآن في الإسلام، 126.

([12]) محمد هادي معرفة، تلخيص التمهيد، 1/ 104.

([13]) سورة البقرة: 207.

([14]) ظ: الطبري، جامع البيان، 2/ 437 ــ 438؛ الثعلبي، الكشف والبيان عند تفسير القرآن، 2/124ــ126؛ الطوسي،التبيان،2/183؛ الطبرسي، مجمع البيان، 2/301؛ ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير،1/203.

([15]) الإمامية: هم القائلون بإمامة علي بن أبي طالب(7) بعد النبي (6) نصاً ظاهراً وتعييناً صادقاً، وهم فِرق متعددة.ظ: الشهرستاني، الملل والنحل، 1/ 162.

([16]) ظ: العياشي، تفسير العياشي،1/101؛ القمي، تفسير القمي، 1/ 71؛ الفيض الكاشاني، الصافي، 1/241؛
 محمد جواد البلاغي، آلاء الرحمن، 1/184ــ185؛ الطباطبائي، الميزان،2/100؛ ناصر مكارم الشيرازي، الأمثل،2/73.

([17]) ظ: الثعلبي، الكشف والبيان،2/ 125 ــ 126؛ الحاكم النيسابوري، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل،123 ــ 131؛ الرازي، التفسير الكبير، 5/223 ــ 224؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، 3/21.

([18]) ظ: السمرقندي، تفسير السمرقندي، 1/ 163؛ السمعاني، تفسير السمعاني، 1/ 209؛ النسفي، مدارك التنزيل وحقائق التأويل،1/100؛ البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل،1/133؛ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، 1/254.

([19]) ظ: آلاء الرحمن، 1/ 184 ــ 185؛ الشيرازي، الأمثل، 2/ 73.

([20]) الزمخشري، الكشاف، 1/ 353.

([21]) ظ: محمد جواد البلاغي، آلاء الرحمن، 1/ 185 ــ 186.

([22]) ظ: الطبري، جامع البيان، 2/ 437 ــ 438.

([23]) ظ: ابن عطيّة الأندلسي، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، 1/ 279 ــ 281.

([24]) ظ: الفيض الكاشاني،الصافي، 1/ 241؛ الطباطبائي، الميزان، 2/ 100.

([25]) ظ: الواحدي، أسباب النزول، 9.

([26]) سورة النساء: 94.

([27]) ظ: الطبري، جامع البيان،5/ 301 ـ305؛ الثعلبي،الكشف والبيان،3/367ـ369؛ الطوسي، التبيان،3/298؛ ابن العربي، أحكام القران،1/606 ــ607 ؛ الرازي، التفسير الكبير، 11/ 53.

([28]) ظ: القمي، تفسير القمي،1/148؛ الواحدي، أسباب النزول، 174؛ النسفي، مدارك التنزيل،1/241؛ المقداد السيوري، كنز العرفان في فقه القران،1/271 ــ 272؛ الطباطبائي، الميزان، 5/ 45.

([29]) البخاري،صحيح البخاري،8/36؛ الواحدي، أسباب النزول، 174.

([30]) ظ:المفيد، الجمل، 45 ــ 46؛ الطبرسي، مجمع البيان، 3/ 95؛ ابن حجر، فتح الباري،12/173.

([31]) ظ: الفيض الكاشاني، الصافي،1/ 485 ــ 486.

([32]) الطوسي، الأمالي 1/ 364؛ المجلسي، بحار الأنوار،24/261، 27/ 204.

([33]) الطوسي، التبيان، 3/ 298.

([34]) الرازي، التفسير الكبير، 11/ 3.

([35]) سورة آل عمران: 77.

([36]) ظ: الطبري، جامع البيان،3/435ـ437؛ الطبرسي، مجمع البيان،2/463؛ الزمخشري، الكشاف،1/439؛ الرازي، التفسير الكبير، 8/111؛ السيوطي، الدر المنثور،2/44ـ45؛ الحويزي، تفسير نور الثقلين،1/355.

([37]) ظ: السمعاني، تفسير السمعاني،1/ 334؛ القرطبي، الجامع الأحكام القرآن،4/119ـــ120؛ محمد بن محمد رضا القمي، تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب، 3/ 134.

([38]) ظ: الكشاف، 1/ 439.

([39]) ظ: ابن أبي الزمنين، تفسير ابن أبي الزمنين، 1/ 298؛ الشيرازي، الأمثل، 2/ 564.

([40]) ظ: التفسير الكبير، 8/ 111.

([41]) ظ: أنوار التنزيل وأسرار التأويل، 1/ 127.

([42]) ظ: تفسير ابن ابي السعود، 1/ 202.

([43]) ظ: الميزان، 3/ 264.

([44]) الميزان، 3/ 273.

([45]) الطباطبائي، الميزان، 3/ 67.

([46]) الطبري، جامع البيان، 5/ 14؛ ظ: المصدر نفسه، 1/ 42.

([47]) بسَّام الجمل، أسباب النزول، 358.

([48]) رويَّ ان أوّل من ظاهر في الإسلام أوس بن الصامت من زوجته خولة، إلا أن تعدية الآيات إلى غير سببها، فيقال نزلت آية الظهار في سلمة بن صخر، وهذا لا محال ولكن يكون بعد ظهار أوس. ظ: ابن كثير، تفسير القرآن العظيم،4/ 318 ــ 322 ؛ الجواد الكاظمي، مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام، 4/ 93.

([49]) ظ: ابن شهر أشوب، متشابه القرآن ومختلفه، 2/147؛ صبحي الصالح، مباحث في علوم القرآن،    158ـــ159؛ محمد باقر الحكيم، علوم القرآن، 47 ــ 48.

([50]) الزركشي، البرهان، 1/ 22.

([51]) ظ: صبحي الصالح، مباحث في علوم القرآن،142؛ محمد باقر الحكيم، علوم القران،46.

([52]) سورة البقرة، 6.

([53]) سورة الكافرون، 1.

([54]) ظ: محمد هادي معرفة، تلخيص التمهيد، 1/ 120 ــ 122.


بحث مستل من رسالة الماجستير للباحثة فاطمة محمد جواد حبيب


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :