سؤال تردد على ألسن الكثير من المهتمين بالكتاب العزيز والباحثين في أغواره عن لآلئ الحكمة وأنوار المعرفة.. السؤال ما التّدبّر؟ ومن يمكن أن يمارسه؟ ويستفيد منه؟ وما يميزه عن التفسير؟ وهل هنالك تفسير محظور وآخر مباح وإن وجد فكيف نميز بينهما كل هذه الأسئلة وأكثر وضعناها بين يدي سماحة آية الله الشيخ محمد السند في حوار أجرته معه الفرقان:
الفرقان: ما التدبّر؟
التدبّر هو إمعان النظر وإجالة الفكر في ألفاظ القرآن الكريم وتراكيبه ومجمل الشؤون الفكريّة الأخرى على قدر الإمكانات والطاقات العلميّة والذهنيّة والعقليّة التي يتمتع بها الإنسان، وهو الطريقة الأمثل للنهل من نمير القرآن الكريم وعلومه، فهو البداية التصوريّة والالتفاتة الاحتمالية، وعملية تنشيط الحركة الفكريّة والقلبية للإنسان للنظر والتفكّر في القرآن الكريم وما وراءه من أسرار وعلوم غيبية.
والتدبّر هو أمر مباح لكلِّ المخلوقات التي أنشأها الله تعالى منها الإنسان مع وجود أدنى المؤهلات وأبسط الإمكانيات العلمية والذهنية قال الله تعالى {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (القمر-17).
الفرقان:هل يُعد التدبّر بداية التفسير؟
إنّ القرآن الكريم خاطب كل البشر بغض النظر عن الإمكانيات الذهنية والعقلية للإنسان فقال الله تعالى {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } (محمد-24)، فالتدبّر هو الطاقة التي تحرك الإنسان للوصول إلى التفسير بالرغم من عدم وجود إمكانيات علميّة وعقليّة، والتدبّر هو عملية تشتمل على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى هو الاحتمال، والمرحلة الثانية هي الفرضية، والمرحلة الثالثة هي النظرية، يكون بعدها التدبر حقيقة مسلّمة علميّة ثابتة بعد الحصول على الدليل والبرهان القاطع، وفي كل مرحلة من هذه المراحل تكون البداية هو التدبّر والنهاية هو التفسير والتأويل، كما أن التفسير ينبغي أن يكون ضمن شروط وقواعد تحتم على المفسّر أن يكون ذا خلفية علمية واسعة وإمكانات ذهنية عالية؛ لأنّ التدبّر هو تصور المحتملات القرآنيّة وليس مرحلة الاستنتاج والجزم وبناء النتائج بل هو عبارة عن إثارة التساؤلات الاحتمالية والتصورية بأوجه مختلفة وتصفحها والالتفات والنظر إليها، وأن النتائج التي يتوصّل لها التفسير والمُفسّر هي نتائج عرضية هدفها الوصول إلى نتائج أكبر وأعمق وأعلى والتي بدورها تحتاج إلىخلق وإثارة تساؤلات احتمالية وتصورية للوصول إلى المرحلة الأولى من التدبّر وخلق تلك النتائج الكبرى، إذن التدبر هو بداية التفسير.
الفرقان:ما التفسير وما التفسير بالرأي؟
التفسير هو عملية الاستنتاج بناءً على الموازين والقواعد العلمية سواء كانت علوماً لغويّة أم علميّة في تفسير القرآن الكريم، واثبات الحقائق والبراهين علميًّا للوصول إلى نتائج في تفسير القرآن الكريم، أما التفسير بالرأي فهو عملية الجزم والاستنتاج والانقياد إلى نتائج يمليها الميل والهوى وعدم إخضاع التفسير إلى الموازين والقواعد العلميّة في التفسير أو عكسها وتحريفها وذلك بجهل من المفسر للقواعد العلمية للتفسير في مختلف العلوم سواء كانت علوم لغويّة أم علميّة في تفسير القرآن الكريم، ويستنتج منها المفسر دون الاعتماد علىالقواعد والموازين المعتمدة علمياً، أو أن يكون المفسر مطلعاً على الموازين والقواعد لكنه يعكسها ويحرّفها عن حقيقتها ويفسرها برأيه لا بالاعتماد على النسق الذاتي الموضوعي الواقعي في القواعد العلمية، حتى يصل المُفسّر إلى النتيجة التي يرتئيها، وهذا الأمر مشابه جداً لمدرسة الرأي في الفقه.
الفرقان:أيّ التفاسير تكمن الحاجة إليه في وقتنا الحالي؟
إنّ التفسير الجامع هو الذي يحتوي على مناهج متعددة مهمة في تفسير القرآن الكريم وبعضها له دور كبير وفعّال في الأداء التفسيري والاستنتاج التفسيري للوصول إلى نتائج التفسير والتفسير كنظرية وتنظيم، أما الاستلهام والاقتباس من أنوار القرآن الكريم في التفسير في وقتنا الحالي فهو يعتمد على خطوتين رئيستين: الخطوة الأولى هي خطوة تنظيرية في مناهج التفسير المختلفة وتصاعدها فوق بعضها البعض واكتشاف مناهج تنظيرية أخرى في بيانات القرآن الكريم وأهل البيت (عليهم السلام) كونه هو الصحيح، والخطوة الثانية هي الإلمام الموضوعي التطبيقي لتشخيص الواقع الموضوعي البشري العصري الذي يعاني منه ويكابده ويتعطش إلى حلول ومعالجات، فهو الذي يؤهّل الإنسان لينهل من القرآن الكريم العلاج الشافي ونور الهداية لمعالجة هذا التأزيم الذي تعيشه البشرية.
الفرقان:هل نملك تفسيرًا بهذا الحجم؟
إنّ الخطوات والدراسات وإنْ لم تكن شمولية لكل القرآن الكريم لأنّ القرآن الكريم بحر لا يتناهى وتكامل البشر أيضاً طريق لا ينتهي، لكن بلا شك هنالك دراسات موضوعية متعددة موجودة وهنالك تفاسير وموسوعات تفسيريّة صدرت عملت فيها لجان ومحققون كبار، لكنها ليست بالشكل الكافي، فبالتالي حتماً هنالك حاجة لهذا التفسير.
الفرقان: كلمة أخيرة؟
لكي نحيا حياة مفعمة بالإيمان والتفكّر لابدّ أن نقتبس من أنوار القرآن الكريم ووصايا أهل البيت (عليهم السلام)، وأن نحاول الالتفات للداء الذي نعاني منها ويعاني منها المجتمع بصورة عامة ونحاول معالجتها عن طريق القرآن الكريم والنهل من علوم القرآن الكريم وأهل البيت (عليهم السلام) لكي نصل إلى الكمال والسعادة في حياتنا.
إنطلاق مشروع الدورات الصيفية داخل الصحن العباسي الشريف لليوم السابع من شهر شوال 1438هـ 2 / 7 / 2017 |
|
جانب من زيارة كادر معهد القرآن الكريم فرع بغداد لدورات حفظ القرآن الكريم في جامع الامام موسى بن جعفر (ع) في حي... 15 / 10 / 2017 |
|
جانب من دورة أحكام التلاوة والتجويد ضمن المشروع القرآني لطلبة العلوم الدينية الذي يُقيمه معهد القرآن الكريم... 6 / 2 / 2018 |
|
باشر معهد القرآن الكريم فرع النجف الاشرف التابع للعتبة العباسية المقدسة بنصب 23 محطة قرآنية في المحافظة تتوزع... 20 / 10 / 2018 |
|
من عقائد الشيعة الإمامية الاثني عشرية بالإمام الحجة بن الحسن عليه السلام 6 / 11 / 2017 |
|
جانب من دورات أحكام التلاوة التي يقيمها معهد القرآن الكريم (فرع الهندية) والمنتشرة في عموم مناطق القضاء 15 / 1 / 2018 |
|