#سليل_النبوة
التاريخ : 10 / 8 / 2022        عدد المشاهدات : 684

الإمام السجاد شاهد عيان على ما جرى في كربلاء،
حضر الإمام زين العابدين عليه السلام واقعة كربلاء بجميع مشاهدها، من بدايتها، بمقدماتها وأحداثها وملابساتها وما تعقبها، وعاش تفاصيلها وجزئياتها، وبقيت صورتها حاضرة أمامه دائما وبقي صدى صوتها مدويا في أذنه ما دام حيا..


_اشتراك الإمام السجاد عليه السلام في المعركة،
   أجمع كل من أرخ لواقعة كربلاء، ولسيرة الإمام السجاد على حضوره في كربلاء مع أبيه الإمام الحسين عليه السلام، ولم يشذ عن هذا الإجماع أي مؤرخ ولم يذكر ذلك في أي مصدر .[1]
 أما اشتراكه في المعركة قبل أن يشتد به المرض ويقعده عن النهوض فقد ورد في أقدم نص مأثور عن أهل البيت في ذكر أسماء من حضر مع الحسين، وذلك في كتاب (تسمية من قتل – قاتل – مع الحسين من أهل بيته وإخوته وشيعته) الذي جمعه المحدث الزيدي (الفضيل بن الزبير الأسدي الرسان الكوفي ، وهو من أصحاب الإمامين الباقر والصادق).[2]
 وإليك نصه: (( وكان علي بن الحسين عليلا ، وارتُثَّ ، يومئذ ، وقد حضر بعض القتال ، فدفع الله عنه ، وأخذ مع النساء)).
  يقول المحقق السيد محمد رضا الجلالي معقبا على هذا النص:(ومع وضوح النص في قتال الإمام السجاد في كربلاء فإن كلمة " أرتُث " تدل على ذلك، لأنها تقال لمن حمل من المعركة، بعد أن قاتل، وأثخن بالجراح، فأخرج من أرض القتال وبه رمق، كما صرح به اللغويون). [3] 
 
-اصابته بمرض اسقط عنه فرض الجهاد لحكمة الحفاظ على وجوده،
إن المصادر تكاد تتفق على أن الإمام السجاد كان يوم عاشوراء مريضا أو موعوكا ، كما ورد في ارشاد المفيد (ص231) ، وشرح الأخبار (3: 250) وسيرة أعلام النبلاء (4: 486).
أما نوعية المرض ففيه ثلاثة أقوال :
لم يذكر نوع المرض ما هو ولا سببه. أن مرضه نتيجة ما أصابه من جروح بليغة في المعركة، مما جعله يضعف عن القتال  أنه أصيب بمرض (البطن) وهو الاسهال الشديد بالتعبير الطبي المعاصر.
إلا أن ما يجب أن نلتفت إليه هو أن مرض الإمام السجاد جاء وفقا لحكمة الباري عزوجل وتخطيطه الدقيق للحفاظ على وليه المعصوم ليبقيه حيا بعد أبيه كإمام هدى تحفظ الشريعة بوجوده وسيرته كما أن الله تعالى حافظ على نوح بعد الطوفان بطريقته الخاصة وحافظ على إبراهيم وأنجاه من نار النمرود بطريقته الخاصة وحافظ على ولادة موسى وانجاه من بطش فرعون بطريقته الخاصة وهكذا بقية الأنبياء، فمرض الإمام رعاية إلهية خاصة لها دلالتها العميقة على أن يد الغيب هي التي هندست ذلك المرض في الزمان المناسب والوقت المناسب لتتخطى أنظار الأعداء ذلك الشاب الذي أعياه المرض وهد قواه حتى قال القائل منهم دعوه لما به فإن المرض أخذ منه مأخذه..
[1] - ارشاد المفيد (253) ، شرح الأخبار للقاضي (3: 265 – 266) ، السرائر لابن ادريس (1: 655) ، تواريخ النبي والآل للتستري (ص30 – 32).
[2] - والكتاب مذكور في الأمالي الخميسية للمرشد بالله (1: 170 -173) والحدائق الوردية للمحلي (1: 120).
[3] - تسمية من قتل مع الحسين ، مجلة تراثنا / العدد الثاني (105) 1406هـ.


إعلام معهد القرءان الكريم


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :