#الحسين_في_ضمير_الشعراء
التاريخ : 1 / 8 / 2022        عدد المشاهدات : 854
من قصيدة السيّد الحميري
أُمْرُرْ عَلى جَدَثِ الْحُسَيْنِ *** فَقُلْ لاِعْظُمِهِ الزَّکِيَّةْ
يا أَعْظُماً لازِلْتِ مِنْ *** وَطْفاءِ ساکِبَة رَوِيَّةْ
ما لَذَّ عَيْشٌ بَعْدَ رَضِّـ *** کِ بِالْجِيادِ الاَعْوَجِيَّةْ
قَبْرٌ تَضَمَّنَ طَيِّباً *** آباؤُهُ خَيْرُ الْبَرِيَّةْ
آباؤُهُ أَهْلُ الرِّياسَةِ *** وَالْخِلافَةِ وَالْوَصِيَّةْ
وَالْخَيْرِ وَالْشِيَمِ الْمُهَذَّبَةِ *** المُطَيَّبَةِ الرَّضِيَّةْ
فَإذا مَرَرْتَ بِقَبْرِهِ *** فَأَطِلْ بِهِ وَقِفِ الْمَطِيَّةْ
وَأبْکِ الْمُطَهَّرَ لِلْمُطَهَّرِ *** وَالْمُطَهَّرَةِ النَّقِيَّةْ
جَعَلُوا ابْنَ بِنْتِ نَبِيِّهِمْ *** غَرَضاً کَما تُرمى الدَّرِيَّةْ
وَهُمُ أُلُوفٌ وَهْوَ في *** سَبْعينَ نَفْسٍ هاشِمَيَّةْ 
يا عَيْنُ فَابْکي ما حَييتِ *** عَلى ذَوِى الذِّمَمِ الْوَفِيَّةْ
لا عُذْرَ في تَرْکِ الْبُکاءِ *** دَماً وَاَنْتِ بِهِ حَرَيَّةْ
السيد الحميري:
هو إسماعيل بن محمد المعروف بالسيد الحميري (105-173) شاعر أهل البيت(عليهم السلام) الذي کان ينشد الشعر عند الإمام الصادق(عليه السلام) ومنها هذه القصيدة، وكان يدافع عن المذهب الجعفري في أشعاره، وهو شاعر مطبوع ومكثر. 
قيل أنه كان على مذهب الإباضية، ثم الكيسانية، ثم شملته عناية من الإمام الصادق عليه السلام فصار شيعياً، وبقي على هذا المذهب حتى مماته.
 
????الولادة والنسب
ولد السيد في عمّان (عاصمة الأردن) سنة 105 هـ، ونشأ في البصرة، ويصل نسبه إلى قبيلة حِمْيَر اليمنية وليس من قريش، فالسيد إسماعيل ليس فاطمي ولا علوي، وإنما لقّب بالسيد بالمعنى اللغوي لهذه الكلمة، أي السيادة.
 
????تفوقه في الشعر
روي أن الإمام الصادق عليه السلام لقي السيد الحميري، فقال: سمتك أمّك سيداً ووفقت في ذلك، وأنت سيد الشعراء؛ وإلى ذلك يشير الشاعر:
ولقد عجبت لقائلٍ لي مرةً علاّمةٌ فَهِمٌ من الفقهاءِ
سمّاكَ قومكَ سيداً صدقوا به أنتَ الموفّقُ سيدُ الشعراءِ
????تغيير المذهب
إنّ والدي السيّد كانا إباضيّين (أي من أتباع الخوارج)، وكان منزلهما بالبصرة في غرفة بني ضبّة، وكان السيّد يقول: طالما سُبّ أمير المؤمنين   في هذه الغرفة و روي عن السيّد أن أبويه لمّا علما بمذهبه همّا بقتله؛ فأتى عقبة بن سلّم الهنائيّ، فأخبره بذلك، فأجاره، وبوّأه منزلاً وهبه له، فكان فيه حتى ماتا فورثهما، 
وقيل له: كيف تشيعت وأنت تنتمي إلى الشام ومن قبيلة حمير؟
فقال: صبت عليّ الرحمة صبا، فكنت كـمؤمن آل فرعون
ولد السيد الحميري في إمامة الإمام الباقر ، وعاش في إمامة الإمام الصادق والكاظم .
????شموله بألطاف الإمام الصادق(ع)  
يبدو أنّ الإمام الصادق   قد زاره في الكوفة، وظهر له من فرض طاعته، فترك الكيسانية، وأعتنق المذهب الجعفري، وبقي حتى نهاية عمره مدافعاً عنه، وبلغ في تشيعه مرتبة كان الإمام الصادق عندما يسمع أشعاره يترحّم عليه ثلاثة مرات.
يروي محمد بن نعمان، أنّه قال:
دخلت عليه في مرضه بالكوفة، فرأيته وقد اسودّ وجهه وازرقّت عيناه وعطش كبده، فدخلت على الصادق   وهو يومئذ بالكوفة راجعاً من عند الخليفة، فقلت له: جعلت فداك إنّي فارقت السيد بن محمد الحميري وهو على أسوء حال من كذا وكذا.
فأمر بالإسراج وركب، ومضينا معه حتى دخلنا عليه، وعنده جماعة محدقون به. فقعد الصادق   عند رأسه، فقال: يا سيدّ! ففتح عينيه ينظر إليه، ولا يطيق الكلام. فحرّك الصادق   شفتيه، ثم قال له: يا سيد! قل بالحق يكشف الله ما بك، ويرحمك، ويدخلك جنته التي وعد أولياءه، فقال في ذلك:
تجعفرتُ باسم الله والله أكبرُ      وأيقنتُ أن اللهَ يعفو ويغفرُ
ودِنتُ بدينٍ غير ما كنتُ دايناً    به ونهاني سيد الناس جعفرُ
 

إعلام معهد القرءان الكريم


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :