كلمةُ المتوليّ الشرعيّ للعتبةِ العباسيّةِ المقدّسةِ سماحةِ السيدِ أحمد الصافي في العددِ الأوّلِ من حوليّةِ تُراثِ كربلاء المخطوطِ
التاريخ : 29 / 12 / 2020        عدد المشاهدات : 807

تضمّن العددُ الأولِ من مجلّةِ (تُراث كربلاء المخطوط) الحوليّة الصادرة عن مركزِ تُراثِ كربلاء التابعِ لقسمِ شؤونِ المعارفِ الإسلاميّةِ والإنسانيّةِ في العتبةِ العباسيّةِ المقدّسةِ، كلمةً قيّمةً لسماحةِ حجةِ الإسلامِ والمسلمين السيدِ أحمد الصافي –دام عزه-، وهذا نصُّها:

الحمدُ لله وكَفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ علَى محمَّدٍ وعلَى آلهِ الشُّرَفا

وبعدُ؛ فإنَّ مَا تَركَهُ علماءُ الطَّائِفةِ مِن عُلومٍ كَثيرةٍ في فنونٍ متنوِّعةٍ - رَغْمَ كلِّ مَا أَلمَّ  بِهِم مِن صعابٍ - لهوَ مَفْخَرَةٌ مِنَ المفاخرِ لا يسعُنا إلَّا أنْ نقفَ بكلِّ إجلالٍ، وتقديرٍ وَانْبهارٍ لها، وَلهم، والَّذِي يُسْبِرُ التَّاريخَ - وبَعْضُهُ للأسفِ لازالَ في طيِّ الإهمالِ - سَيرَى حَقِيْقَةَ مَا نَقُولُ.

فَقَد كرَّسَ هؤلاءِ الأَفْذاذُ حَياتَهُم المبارَكَةَ في البَحْثِ والتَّأليفِ والتَّدْرِيسِ، وَكانُوا مُوفَّقينَ أيّما توفيق، وهم يُدَبِّجُونَ بِيَرَاعِهِم القَراطِيسَ تِلْو القراطيسِ، وَحَناجرُهُم تَعْلُو بِالطيِّبِ مِنَ القَولِ في مجالسِ البحثِ آيٍ مِنَ الذِّكرِ الحكيمِ دليلاً، أو تفسيراً، وأحادِيْثِ أهلِ بيتِ العصمةِ استدلالاً على المدَّعَى.

وبينَ النقضِ والإبرامِ نَمَتْ البُحوثُ العلميَّةُ، وَازْدَهرَتْ المباني الأصوليَّة، وتعمَّقتْ المسائلُ الفقهيَّةُ، وَكانتْ الحواضِرُ الإسلاميَّةُ تموجُ بالحركةِ العلميَّةِ الَّتِي أسَّسها هؤلاء الأفذاذُ، كالنَّجَف والحلَّة وكربلاء وغيرِهَا.

ولقَدْ كانَ لِكربلاءَ القدحُ المعلَّى قَبلَ قرنينِ مِن الزمانِ أو يزيدُ؛ إذ حلَّ فيها فحولُ الطائفةِ رغبةً في مجاورةِ سيِّدِ الشهداءِ. ولعلَّ الحضورَ المباركَ للوحيد البهبهانيّ هو الَّذي أوْقدَ نورَ الفقاهةِ والتحقيقِ بشكلٍ قلَّ نظيرُه، واستفادَ الكمُّ الغفيرُ مِن الطلبةِ، والمحصِّلينَ مِن موائِدِ إفاداتِهِ - قدّس الله نفسه الشريفة- الَّذين ترّبعُوا على دَسْتِ المرجعيّةِ مِن بعدِه.

ولعلّ مِن الإخلاصِ والوفاءِ لهذِه الثّلةِ العُلمائيَّةِ أنْ نُحْيي مَا نَسْتطيعُ مِن آثارِهم حتَّى تكونَ في متّناولِ الأفاضلِ والمحصِّلينَ مِن طلبةِ العلومِ الدينيّةِ لاسيّما وأنَّ البحوثَ العلميّةَ اليوم - في النجف الأشرف - تعيشُ عصراً ذهبيًّا، وطبيعةُ البحثِ هو عرضُ الآراءِ العلميَّةِ، لكنْ مِن أينَ تعلمُ الرأيَ إذا كانَ حبيساً في المخطوطاتِ، وليسَ بمقدورِ أيِّ أحدٍ الوصولُ اليهِ؟!

لذلكَ كانَ مِن أهمِّ الأمورِ السعْيُ لإظهارِ هذِه البحوثِ والرسائلِ والمطالبِ - بعدَ تحقيقها- على شكْلِ مجلَّةٍ يَسهلُ تناولُها، ويتيسَّرُ الحصولُ عليها، وهي مَعنيَّةٌ بإبرازِ التراثِ الكربلائيّ في عهدِها العلمِيّ قبلَ المدَّةِ المذكورةِ ومَا بعدَها.

نسألُ الله - تعالى - أنْ يوفِّقَ الأخوةَ الأعزَّاءَ الَّذينَ قامُوا بهذِه الخطوةِ المباركةِ،  وأنْ يفيدَ الباحثينَ، والطلبةَ الأكارِمِ مِن البحوثِ المحقَّقةِ الَّتي تكشِفُ - أيضاً- عَن سَيْرِ الحركةِ العلميَّةِ، وتطوّرِهَا إلى الوَضْعِ الحالي، وهِي مسألةٌ مهمَّةٌ جدًّا مِن جهةٍ تاريخيَّةٍ.

واللهُ مِن وَراءِ القَصْدِ.


وحدة الإعلام


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :