كتاب (شيخُ العراقينِ، الشَّيخ عبد الحُسين الطّهرانيِّ الحائريّ) إصدارٌ ثمين يتناول شخصيةً مهمة
التاريخ : 10 / 10 / 2020        عدد المشاهدات : 2088

دأبَ مركزُ تراثِ كربلاء التابع لقسم شؤونِ المعارفِ الإسلامية والإنسانيّة في العَتبة العباسيّة المقدّسة على جمعِ وتبويبِ كلِّ ما يتعلّق بتراث مدينة كربلاء المقدّسة، فأصدر عبر سنواتِ عمله الدؤوب العديدَ من الكتب و الموسوعاتِ والسَّلاسل والرسائل المُحقّقة. وما كتاب (شيخ العراقينِ) إلّا واحداً من الكتب التي ذكرنا.  

يتحدَّث الكتابُ الذي هو من تأليف الشيخ حامد رضائي وترجمة الأستاذ حسن علي حسن مطر عن سِيرةِ مرجعٍ من أعلامِ مدينة كربلاء المقدّسة، وهو الشيخ عبد الحُسين الطهرانيِّ الحائريّ، الذي يُعدُّ رابعَ أربعة خصَّهم صاحبُ الجواهر – رحمه الله تعالى- بالاجتهاد من على منبر الدَّرس، وله خدماتٌ جليلةٌ في تعمير العتبات المقدّسة، كما تصدّى لبعض الفِرَق الضّالة كالبابيّة والبهائيّة ومنع من انتشارها، ولجلالة قَدرِه وعظيم منزلته أطلق عليه العثمانيونَ لقبَ (شيخُ العراقينِ) أي شيخُ العراق وإيران.

وقد قُسِّم الكتابُ على عشـرة فصول ومُلحق استعرض فيه -المُلحق- بعض المطالب التي لم يجدْ لها مكاناً مناسباً ضمن الفصول، قاصداً استيعاب سيرته المباركة ما أمكنه من ذلك، والفصول كالآتي:

الفصل الأوّل: قراءةٌ في سيرة شيخ العراقين الذاتيّة.. ذكر فيه أنَّ أصولَ الشيخ تعود إلى قرية نظام آباد احدى قرى شمال همَدان، مُرجِّحاً أنَّ ولادته كانت نحو عام 1225هـ، مستنداً في ذلك إلى عام وفاته وطول عمره الشريف الذي بلغ احدى وستين سنة تقريباً، ومُعرِّجاً على الأقوال الواردة بشأنه في مختلف الكُتب.

 

الفصل الثاني أساتذة وشيوخ شيخ العراقين، وقد تعرّض فيه المؤلِّفُ لترجمتِهم بما يتناسبُ و مقاماتهم الرَّفيعة، وهم كلٌّ من: الشيخ محمد حسن النجفي المعروف بصاحب الجواهر(ت 1266هـ)، الشيخ حسن بن جعفر كاشف الغطاء(ت 1262هـ)، السيد محمد شفيع الجابلقي(1280هـ)، الشيخ مشكور الحولاوي (ت 1273هـ)، الشيخ عيسى بن حسين المعروف بالزّاهد(ت 1280هـ)، الشيخ رفيع بن علي الرّشتي(ت 1292هـ)، الشيخ حسين علي التويسـركانيّ الملايري(ت 1286هـ)، السيد إبراهيم الموسويّ القزويني(1264هـ).

 

 أمّا الفصل الثالث فتناول تلاميذَه، إذ ذكرَ ترجمات مقتضبةٍ لهم، وهم: الميرزا حسين النوري المعروف بـ (المحدِّث النوري) و(خاتم المحدّثين) (ت 1320هـ)، المولى حسين قلي الشوندي الهمداني ( ت 1311هـ)، الشيخ نوح ابن الشيخ قاسم الجعفري القريشـي النّجفي(ت 1300هـ)، الشيخ محسن الحائري المعروف بـ (أبي الحب) (1305هـ)، أبو المحاسن محمد بن عبد الوهاب الهمداني (ت 1304هـ)، الشيخ محمد هادي الطهراني - ابن أخته- (ت 1321هـ)، الشيخ باقر بن زين العابدين السلماسي (ت 1301)، السيد علي الميبدي اليزدي (ت 1313هـ)، الشيخ عبد الله الزنجاني(ت 1329هـ)، والسيد محمد رضا الحسيني الكاشاني (ت بعد 1276هـ ).

 

 آثاره تناولها في الفصل الرّابع، وقد ذكر المؤلِّفُ فيه قولَ صاحب موسوعة طبقات الفقهاء: "للمترجَم مؤلّفات منها: رسالة فتوائية (مطبوعة) لعمل مقلّديه، طبقات الرّواة لم يتم، كتاب الإجازات، ترجمة (نجاة العباد يوم المَعاد) (مطبوعة) وهي رسالة عمليّة فتوائيّة لأستاذه صاحب الجواهر، وغير ذلك من الحواشي والتعليقات والرّسائل".

 

 الفصل الخامس عرض فيه نفوذ شيخ العراقينِ في البِلاط القاجاري، وقسّمه على ثلاثة عنوانات تضمنت نظرة عامة لعلاقته بالسلطة القاجارية، ثم وعّاظ السلاطين الذي أوضح فيه أن الشيخ لم يكن مثل بعض وعّاظ السلاطين مؤيّداً للسلطة القاجاريّة، ولم يكن يبدي أيّة خشية من السلطان أو غيره في التزامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الأمر الذي دفع ناصر الدين شاه  في نهاية المطاف إلى أنْ يضيق به ذرعاً فعمل على نفيه باحترامٍ إلى العتبات المقدّسة، أما العنوان الثالث فهو حجم نفوذه في البلاط، والذي أوضح فيه أنّ الملوك القاجاريين لم يجرأوا على إبداء رأي مخالف لرأيه، وطلبهم الاستخارة منه في معظم الأمور التي ينوون القدوم عليها.

 

 أما الفصل السادس: أمير كبير وشيخ العراقين، وفيه عرض تعريفاً اجماليّاً بـ أمير كبير، وهو الصدر الأعظم الميرزا محمد تقي خان الفراهاني، وتعلّقه بشيخ العراقين، ثم تكليفه له بمنصب قاضي القضاة، و وصايته لأمير كبير والتي كان منها أنه ولّاه الشؤون الماليّة لأسرته.

 

 الفصل السابع تناول جهاد الشيخ ضد الفرقتين الضّالتين البابيّة والبهائية، وجاء فيه: حيلولة الشيخ دون تسلّل البابيّة إلى البلاط القاجاري، و فتنة البهائيّة في العتبات المقدّسة، ومواجهته للبهائية في العتبات المقدّسة.

 

 الفصل الثامن عرّف فيه بمسجد ومدرسة الشيخ الطّهراني وعرض فيه لموقع المسجد في طهران و وقفيته، واسم المدرسة فذكر فيه أنَّ أمير كبير كان يصرّ كثيراً على الشيخ الطهراني بأن يسمّي المسجد والمدرسة باسمه فسمّاهما الشيخ باسمه نزولاً عند رغبة الصدر الأعظم، ثم مكتبة المدرسة التي أوقف مكتبته النادرة والقيّمة عليها.

 

 الفصل التاسع جاءت فيه منجزات الشيخ في العتبات المقدّسة، وتضمّن أسباب هجرته إلى العتبات المقدّسة، تاريخ هجرته التي خلص إلى أنها كانت عام 1274هـ، مصدره المالي إذ ذكر المؤلِّفُ قول الشيخ أغا بزرك الطهراني إنَّ الشيخ كان وصيّاً لأمير كبير وأنّ ثلث تركته كانت عند الشيخ وأنّ ناصر الدين شاه قد اقترح عليه أن ينفق تلك الأموال في اعمار العتبات المقدّسة وأنها قد بلغت خمسة عشر ألفاً - نقداً- وعشرين ألف تومان من الذهب المسكوك.

 

 الفصل العاشر والأخير حمل عنوان الوفاة وفيه ذكر المؤلّفُ أنّ الشيخ الطهراني توفي – رحمه الله- في شهر رمضان المبارك من سنة 1286للهجرة الشريفة متأثراً بداء ذات الرئة في مدينة الكاظمية ونُقل جثمانه الشريف إلى كربلاء المقدّسة؛ ليُدفن في الحجرة التي أعدّها لنفسه، ذاكراً بعض التواريخ في تحديد يوم الوفاة، مرجّحاً ما أوردته أغلب الكتب والمصادر الرجالية من أنَّ وفاته كانت في اليوم الثاني والعشـرين من شهر رمضان المبارك الموافق لليالي القدر.           

      

أمّا المُلحَق فجمع فيه المتفرِّقات والتي هي عبارة عن قَصص وأحداثٍ لها نوع صِلة بالشيخ، وإنَّ هذه الصِلة إمّا بسببِ أخذه في سلسلة رواة الحادثة، أو أنَّ راوي الحادثة يصلُ في بعض مواضعها إلى اسم الشيخ، أو أنّه ذكر اسم الشيخ لأسبابٍ أخرى.


وحدة الإعلام


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :