بمناسبة الذكرى الثالثة لتأسيسه أقام مركز تراث الحلة ندوته الفكرية (الحوزة العلمية في الحلة النشأة والجذور) ألقاها السيد رياض الموسوي، ومعرضاً للكتاب الحلّي، ضم جملة من إصدارات المركز، كما أقام المركز معرضاً للقى التراثية وصوراً للشخصيات العلمية والفكرية الحلية، والمشاهد المقدسة والمعالم التراثية، في رحاب الكلية الإسلامية الجامعة، وبحضور نخبة من طلبة العلم الأفاضل والأساتذة الأكاديميين والمثقفين.

جانب من الحضور في الندوة

كلمة الجامعة الإسلامية ألقاها الدكتور علي ناصر غالب

  أستهل الحفل الكريم بتلاوة آي من الذكر الحكيم، والوقوف حداداً لقراءة سورة الفاتحة المباركة على أرواح شهدائنا الأبطال، ثم تلتها كلمة الشيخ صادق الخويلدي مدير المركز وكالة الذي أوضح أن المركز قد أخذ على عاتقه إحياء التراث الحلي بكل مدوناته الفقهية والعلمية والفكرية والأدبية، وما تضمه مدينة الحلة من المعالم والمشاهد المقدسة، وقد أخرج إلى النور جملة من الإصدارات التي تنهل من ذلك التراث العلمي الوضّاء، ومازال جاداً ومتواصلاً في نهضة هذا التراث بهمة المخلصين والمعنيين بهذا الإرث الشامخ، وجاء في كلمة الشيخ الخويلدي: " أتوجه بالشكر إلى الله سبحانه وتعالى أولاً وإلى العتبة العباسية المقدسة لاهتمامها بالعلم والعلماء ورعايتها هذا التراث الغني، وإلى سماحة السيد أحمد الصافي (حفظه الله)، وكل من دعم ورفد هذا المركز الذين لولاهم لما وضعت اللبنات الأساسية للمركز ولما شقّ طريقه وعرف دربه سيما طلبة العلوم الدينية الأجلاء والمعتمدين الأفاضل، والأساتذة الأكاديميين والمثقفين، وفاء منهم لهذه المدينة المعطاء التي لها الحق على الجميع وليس الحليين فحسب.

السيد رياض الموسوي يلقي محاضرته الحوزة العلمية في الحلة النشأة والجذور

   وفي كلمة للجامعة الإسلامية ألقاها الدكتور علي ناصر غالب بارك لمركز تراث الحلة نشأته، وخطواته العلمية الرصينة من أجل نهضة وانبعاث التراث الحلي قال: " إنّ جهود المركز في مجال البحث العلمي أضحت جلية، وهي تتعزز يوماً بعد آخر، ومنها اعتماد مجلة المركز المحكمة لتكون مورداً علمياً رصيناً جديداً يسهم فيه الباحثون في مختلف المجالات التي تخص هذه المدينة الثرية بتاريخها المتألقة بحاضرها ".

  توّج المركز حفله بمحاضرة علمية عن نشأة وجذور الحوزة العلمية في الحلة ألقاها سماحة السيد رياض الموسوي، ذكر فيها بواكير النهضة العلمية والفكرية في الحلة بعد عصر الشيخ المفيد والصدوق وعلمي الهدى الشريف الرضي والمرتضى، والظروف التي هيأت لانتقال الحوزة العلمية إليها، ورحلة علماء وطلبة العلم إليها، ومما جاء فيها: " إن هذه الأرض المباركة هي مهد الأنبياء، وقد شرّفها الله سبحانه بذراري النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ومراقد العلماء الأعلام والمقامات المشرفة فيها.

السيد أياد الشريفي

  وقد ترعرعت الحركة العلمية على هذه الأرض بجهود ومداد علماء سجلوا أسمى صور الجد والاجتهاد حتى كانوا رواد الحوزات العلمية في مختلف المدن الإسلامية، وفي جميع الجوانب العلمية والفكرية، وقد شهدت فحول الطائفة أمثال إبن ادريس الحلي، والشيخ ورام، وابن فهد الحلي، وبروز أسر علمية  مثل آل طاووس وآل المطهر، وآل معية، وآل نما، وبني سعيد وغيرهم من البيوتات العلمية التي مازالت آثارهم العلمية والفقهية تدرس وتناقش في الحوزات العلمية ".

   شهد الحفل اقبالاً موفقا من الطلبة الأفاضل والنخب المثقفة في ندوته ومعارضه،  وفي لقاء لـ(رد الشمس) مع فضيلة السيد أياد الشريفي قال: " نحن اليوم مدعوون لمزج المفاهيم الأكاديمية بالفهم الحوزوي والعكس صحيح، من أجل أن نواكب العصر بروحية ومفاهيم متجددة، وقد استطاع مركز تراث الحلة أن يخوض غمار هذه التجربة بثبات ونجاح ".

الأستاذ الدكتور فراس سليم حياوي

   ومن جانبه أكد الأستاذ الدكتور فراس سليم حياوي، مدير مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية : " إنّ مركز تراث الحلة كان السبّاق في إحياء ونشر التراث الحلي بعد أن غيّب سنين طوال، وإن الانفتاح المثمر الذي يقوده المركز على المؤسسات الأكاديمية والثقافية له دور فاعل في انبعاث هذا التراث، ولدينا مشاريع مشتركة مع المركز لتوسيع آفاق هذا العمل الفكري، ونحن نشد على الأيادي المباركة للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين في دعم وانشاء هذه القنوات الثقافية الكبيرة ".

  المعرض الصوري لمركز تراث الحلة

وأبدى الدكتور حيدر القريشي عميد الكلية الإسلامية الجامعة في بابل تفاؤله في فتح آفاق التعاون مع الجامعة ومع المؤسسات الأكاديمية الأخرى للنهوض بواقع البحث العلمي والمعرفي، وتفعيل آلية العمل المشترك بين المركز والأساتذة في شتى المشارب الفكرية والثقافية.

معرض الكتاب الحلي

  وفي هذا الشأن أشاد الأستاذ حسين خليل من إعلام دائرة مجاري بابل باسم جميع منتسبي الدائرة بهذا الجهد الخلاق والمنجز الرائع الذي يقوم عليه مركز تراث الحلة وفاءً منه إلى السلف الصالح وعلمائنا الأبرار الذين تركوا لنا إرثاً كبيراً من خلال آثارهم القيمة وأضاف الأستاذ حسين خليل: " نحن نشد على أيديكم ونبارك لكم عملكم المتميز، داعياً الله العلي القدير أن يحفظكم ويوفقكم للارتقاء بهذا المركز المختص بالتراث الحلي الخصب الذي تحقق  بالمساعي  الطيبة للعتبة العباسية المقدسة التي حققت لأهل مدينتنا العزيزة الحلة هذا الصرح الحضاري الكبير".