على بركة الله وبركات أبي الفضل العباس (صلوات الله وسلامه عليه) عقد مركز تراث الحلة اليوم ندوته العلمية الثالثة التي يعقدها بالتعاون مع مركز دراسات الكوفة, وكانت الندوة تحت عنوان المفاهيم الفقهية والفلسفية بين النجف والحلة, بحضور جمع طيب من الحضور الحوزوي والأكاديمي المتخصص من مختلف الجامعات  والمؤسسات العلمية الثقافية ,ابتدأت الندوة بتقديم الشيخ صادق الخويلدي مدير المركز وكالة والذي ألقى كلمة ترحيبية أثنى فيها على السادة الحضور من الوافدين من جامعة الكوفة ومن جامعة بابل والمحافظات الأخرى,وعرج فيها إلى انجازات المركز المتوالية ومنها انجاز كتاب معاني أفعال الصلاة وأقوالها وكتاب مختصر المراسم العلوية  وكتاب التأصيل والتجديد, وأعمال اخرى و ستأخذ طريقها إلى النور بعد وقت قصير(إن شاء الله), ثم جاء دور الأستاذ المساعد الدكتور حكمت الخفاجي رئيس الجلسة فرحب بالسادة الحضور مثنيا على عمل المركز وتصديه لمختلف الموضوعات المهمة وأيضا قدم الدعوة إلى الباحثين الكريمين الأستاذ المحقق أحمد علي مجيد الحلي عن مركز تراث الحلة  والدكتور حيدر الخزاعي عن مركز دراسات الكوفة, وابتدأ  الأستاذ أحمد الحلي محاضرته بمحور المفاهيم الفقهية في كتاب مختصر المراسم العلوية أنموذجاً, حيث عرج إلى أهمية هذا الكتاب ونسخته على أن دراسته تمت من خلال الإشارة إلى ثلاثة أشياء مهمة وهي مؤلف الكتاب المحقق الحلي، وكتاب مختصر المراسم، ونسخة الكتاب, وأضاف أن أصل المراسم هو كتاب فقهي لسلار الديلمي المتوفى سنة 463 هجرية وهو دفين تبريز والمكانة العظيمة لهذه الشخصية لم يتم التعرض في مراسمه إلى آراءه الفقهية في كتاب المراسم، وأن  والعلماء قدموا إليه العناية والاحترام على أنه فقه قديم, ومختصر المراسم العلوية هو الكتاب الذي حققتُه وكتبتُ فيه مقدمة من  مائة صفحة وهنا أود الإشارة إلى إن تحقيق الكتب المختصرة مع وجود الاصل مطبوعً ومحققاً ليس من الضروري تحقيق مختصره من جديد والأفضل أن يحقق مستجد منه كالزيادة على الاصل وتحدث المحقق أحمد الحلي إلى نفاسة مختصر المراسم العلوية تتمثل بأنه في أول المجموعة الخطية  كتاب الشرائع لابن بابويه القمي والد الشيخ الصدوق (توفي سنة 329هـ ) كتاب الشرائع هو أقدم متن شيعي فقهي بين الدفتين ونسخته كتبت في عصر المحقق الحلي .

وهذا الكتاب حقق وطبع في مجلة دراسات علمية التابعة لمنشورات مدرسة الاخوند الصغرى ثم طبع في كتاب مستقل وقبلها لم يكن الشرائع كتاباً تاماً بل مقاطع مبثوثة في مختلف الكتب.

والجديد في تحقيقنا لمختصر المراسم انه أشكلنا النص وقمنا  بتثبيت البلاغات على النسخة, ومن ثم تم طبعها على الفاكسميل وهي أول عمل فاكسميل في العراق وتأخذ نفس المواصفات للنص الأصلي الخطي من حيث اللون الخطي من حيث اللون، واختتم محاضرته بأنه سيكون هناك  شرحا وافيا على معرض صور المخطوطة بعد انتهاء الندوة .

ثم قدم رئيس الجلسة الدكتور حيدر الخزعلي استاذ الفلسفة في كلية الآداب جامعة الكوفة ,الذي تقدم بالشكر والامتنان إلى المركز إلى الحضور وابتدأ محاضرته بأنه ,اطلع على عدة شخصيات وعلى أساطين الحلة فوقع اختياره على العلامة الحلي وقرأ كثيرا عن علماء الحلة وكان علماؤها تبرز فيهم سمة السجالات الحاضرة في مختلف الموضوعات         وأشار إلى أن الجمهور يتابعون مجمل التوصيفات التي كان يتعرض لها علماء أهل البيت لكي يعلمون المستويات الفكرية والتي تنطلق منها الكثير من الافكار والطروحات البعيدة عن الإسلام ومنها الفكر التكفيري.

  وقال وجدت العلامة الحلي له حضور وسجال فاطلعت مثلاً على منهاج الكرامة والرد لابن تيمية, ورأيته اهتم في العلوم الفلسفية منها كتابه الاسرار الخفية في العلوم العقلية وغيرها, وكان متعلقا بمؤلفات اساتذته, وهي مملوءة بالفلسفة والعقل .. وبالنسبة إلى أهم المحاور الفلسفية له, هى إثبات واجب الوجود باستعمال البراهين الصورية والمنطق الأرسطي ,فكان العلامة يسلك المسلك العقلي وكان العلامة متأثرًا بابن سينا ،ويهتم أيما اهتمام بالاستدلالات العقلية .

وفي نهاية الندوة  دعا  رئيس الجلسة الدكتور حكمت الخفاجي جمهور الحاضرين  إلى المناقشة والحوار و الذي تفاعل معه عدد طيب من المختصين وختمت الندوة بتقديم الشهادات التقديرية من قبل إدارة المركز وكذلك تقديم هدايا مؤسسة الصادق الثقافية للمشاركين ، بعدها وجه عريف الحفل الشكر والثناء للجمهور الذي تجشم عناء السفر والحضور متمنيا للجميع التوفيق والسداد، ومن ثم تمت الجولة التعريفية للحضور والاطلاع على مصورات المخطوطات الحلية واللقى التاريخية والتراثية .

اعلام مركز تراث الحلة