مركز تراث كربلاء
سدنة العتبة العباسية المقدسة
التاريخ : 13 / 5 / 2018        عدد المشاهدات : 6464

اهمية وجود منظومة إدارية تدير هذا المكان المقدس وتطوّر موجوداته وتديمها وتحفظها، وتنظم زيارة عشرات الملايين ممن يفدون إليه سنوياً (2)، فقد كان من الضـروري وجود شخص على رأس هذا الهرم الإداري مهما كان هذا الهرم صغيراً وبسيطاً - كما هو الحال في السنوات الأولى لوجود المسجد حول المرقد الشـريف(3)-وبسبب كون مراقد الأئمة وأولادهم (عليهم السلام) جميعاً ومنها مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) من الأوقاف العامة التي يرجع أمر ولايتها إلى الحاكم الشرعي كما ثبت بالأدلة النقلية، فإن تعيين شخص يديرها كوكيل منصوب من قبل الحاكم الشرعي لا من غيره أمر مفروغ منه، طالما أن قراراته تحتاج إلى أن تكون وفق الضوابط الشرعية التي لا تـُعرف إلا من خلال ذلك الحاكم، وقد مرت العتبة بفترات كان من يديرها تابعاً له، لكنها للأسف الشديد خلت في بعض سنوات القرنين الأخيرين من الشرعية في إدارتها بسبب تدخّل الحكومات الظالمة أو المحتلة في تعيين المتولي بلا رجوع للحاكم الشرعي الجامع للشرائط، ولكن ذلك ما حصل بعد 9/4/2003م عند زوال ا لديكتاتورية وسقوط الطاغية.

يسمّى الشخص الذي يدير كل عتبة بـ (الخازن) أو (السادن) سابقاً وتغيّر الاسم في 9/4/2003 إلى (لجنة إدارة الروضة) التي كانت لجنة تنفيذية فقط، وشـُكلت في كلٍ من العتبتين مؤقتاً من قبل ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة في وقتها وبتخويل شفوي منه والذي كان المتولي الشرعي للعتبتين، حيث تصدت المرجعية للأمر بسبب أن الولاية الشرعية للعتبات المقدسة ترجع لها بحسب فقه أهل البيت (عليهم السلام)، فضلاً عن أن الأمر كان ملحاً ولا يمكن تأخيره تلافياً للفراغ الإداري المفاجئ والخطر في نفس الوقت الذي داهم البلاد بعد سقوط الطاغية ودخول المحتل الأمريكي إليها، إذ لا توجد جهة أكثر أمانة وشرعية من المرجعية الدينية لتتصدى له، إلى أن تشكلت بعد أسابيع من ذلك(اللجنة العليا لإدارة العتبات المطهرة في كربلاء المقدسة) بشكل خطي من قبل المرجعيات الدينية الأربع في النجف الأشرف وبضمنها المرجعية العليا، فأصبحت اللجنة العليا المتولي الحقيقي لكلا العتبتين حيث عينت شخصاً أسمته (المشرف) في كل من العتبتين ليقوم بالمهام التنفيذية لما تقرره اللجنة فيهما، واستمرت في عملها إلى 20/7/2006م حيث صادقت المرجعية الدينية العليا على تعيين ( الأمين العام) للعتبة طبقاً للقانون الجديد الذي يدير العتبات المقدسة ذي الرقم (19) الصادر في أواخر2005م، وبذلك حَلَّ هذا العنوان محلَّ السادن أول الأمر، وسنتناول في هذا الفصل اسماء من تولوا سدانة الروضة العباسية المقدسة وتواريخ ذلك منذ القرن الحادي عشر الهجري.

ويلاحظ بان هناك فراغات في الزمن بين تواريخ انهاء السدنة السابقين لوظائفهم وبين تواريخ الآخرين الذين أعقبوهم في إشغال هذه الوظائف، ويرى بعض المؤرخين المتأخرين ان مردّ ذلك يرجع الى وفاة السادن مع التأخر في تعيين أو تنسيب اللاحق لحين حصول الاجراءات والخطوات لتعيين او تثبيت السادن الجديد، كما أن هناك فراغاً إدارياً في عموم الدولة العراقية حصل بعد 9/4/2003م وسيرد تفصيله لاحقاً، كما نود الإشارة الى ان سدانة الروضة العباسية المقدسة لم تكن في البداية والى وقت قريب مستقلة تماماً عن سدانة الروضة الحسينية المقدسة، وانما كانت تابعة او ملحقة بها، وفي سبيل تخفيف الاعباء عن سادن الروضة الحسينية المقدسة، كان الأخير ينيب عنه من يراه أهلاً وكفؤاً لإدارة شؤون ومهام الروضة العباسية المقدسة (4).

كما أنه ليس هناك وثيقة مدوّنة تستقصي تاريخ سدانة الحائر الحسيني بعتبتيه، وأسماء السدنة منذ تشييد البناء على القبر الشريف، و بعبارة أدق منذ انهيار الحصار المسلح الذي فرضه الأمويون والعباسيون - ولو بشكل متفاوت - على المرقد الشريف، وذلك للتعتيم الإعلامي والحيلولة دون التزوّد الروحي من زيارة قبره الشريف، ويمكن اعتبار أن تاريخ السدانة من عام (132 هـ) حتى منتصف القرن العاشر الهجري كان غامضاً(5)، فتاريخ السدانة في هذه الحقبة لم يرد ذكره في المصادر التاريخية إلا عَرَضاً وفي أزمنة متباعدة، وجلّ ما نعرفه عن السدانة في وقتها المبكر أن أم موسى وهي نفسها أم (الخليفة) العباسي المهدي، قد صيرت على القبر خَدَمة يتولون شؤونه ويقومون بخدمته، وقد أجرت لهم راتباً معيناً، وحذا (الرشيد) حذوها في ذلك بادئ أمره، فكان هؤلاء أول سدنة رسميين للحائر الشريف(6) وهم طبعاً يتولون شؤون العتبتين المقدستين، ويرد أنّ السدانة ذكرت بصورة صريحة لأول مرة في كتاب (فرحة الغريّ) لابن طاووس، فعندما زار عضد الدولة فنا خسـرو البويهي كربلاء سنة 371 هـ أجزل في العطايا لأهل كربلاء (كل طبقة على حدة) ومن جملة من أجزل له: الخازن والبواب على أيدي أبي الحسن العلوي وعلى يد أبي القاسم بن أبي عابد وأبي بكر بن سيار(7).

ومن المحتمل أن تكون سلطة الخازن (السادن) - كما سمي فيما بعد - في ذلك العهد مقصورة على الحماية بمرقد الإمام الحسين (عليه السلام) شؤون زواره، دون أن تمتد لتشمل المدينة ذاتها، والراجح أن يكون نقيب الأشراف هو الذي يتولى المهمة الأخيرة لكثرة عدد العلويين النازلين في البلدة الناشئة آنذاك(8)، وبعدش احتلال بغداد من قبل المغول سنة 656هـ تبدأ الفترة المظلمة من تأريخ العراق، لندرة المصادر التي تتحدث عنها، فليست لدينا أية معلومات تتعلق بسدانة الروضتين الحسينية والعباسية المقدستين، ومن ثم فقد تولى الخازنية في أوائل القرن الثامن الهجري رجال من قبيلة بني أسد التي كانت تفرض هيمنتها على النواحي القريبة من البلدة، غير أن الرحالة (ابن بطوطة) يشير في رحلته (تحفة النظار) إلى أن نزاعاً نشب بين قبـيلتين علويتين هما آل فائز وآل زحيك في كربلاء، وبسبب هذا النزاع تخربت المدينة(9)، وتشير بعض المصادر إلى أن سبب النزاع هذا هو تولي نقابة الحائر وسدنة المشهد الحسيني، حيث إن السدانة كانت لآل فائز(10).

وفي منتصف القرن الثامن الهجري، كان المتولي لمرقد الإمام الحسين (عليه السلام) الشيخ محمد شمس الدين الحائري الأسدي، ويشير إلى ذلك الشهيد الثاني في إجازته التي كتبها في الحائر الحسيني، فهو من الرواة الثقات عند الإمامية ويروى عنه الحديث(11).

يقول الدكتور عماد عبد السلام رؤوف: وقد قدمت القبيلتان العلويتان اللتان كانتا تتوليان نقابة الأشراف بالتعاقب وهما آل فائز وآل زحيك معظم الرجال الذين تولوا منصب الخازنية، بيد أن ذلك لم يقض على استقلال المنصب، أو يقلل من صلاحياته الإدارية، لان الصيغة التي اتبعتها القبيلتان في التولية كانت كالآتي، تقوم إحدى القبيلتين بتولي مؤسسة النقابة، بينما تتولى الأخرى مؤسسة السدانة، ومن المحتمل أن تتبادل القبيلتان (أو ما انبثق عنهما من أُسَر) مواقعهما في تولي هذه المؤسسة أو تلك، إلا أن ذلك لم يكن يقضي على صيغة تقاسم السلطة الإدارية بينهما، ومن ثم اتسمت العلاقة بين المؤسستين غالباً، بنوع من التوازن في صلاحياتهما ونفوذهما.

ومن مظاهر قوة السدانة وتليها السلطة الفعلية في المدينة، أنها نجحت في تزعّم قوى المدينة الشعبية للدفاع عنها في أثناء غارات الوهابيين في السنوات (1216هـ - 1220 هـ)، وفي أثناء حملة محمد نجيب باشا سنة (1258 هـ) المعروفة بوقعة غدير دم، وخلال الفراغ الأمني والإداري الذي خلف سقوط اللانظام الديكتاتوري وغزو القوات الأميركية والمتحالفة معها للعراق في 9/4/2003م الموافق 7 صفر1424هـ، وبلغت هذه المؤسسة ذروة القوة حينما ضمت إليها نقابة الأشراف وحكومة البلد رسمياً في بعض تضاعيف العقد الرابع من ذلك القرن، ولكن القوة هذه تدهورت بسرعة بعد أن ضربت المدينة أثناء وقعة غدير دم واقتحامها، فتولى السدانة فيها لأول مرة منذ أكثر من قرنين رجال من اُسَر غير علوية أصلاً، واستمرت السدانة بأيديهم حتى نهاية الحكم العثماني وما بعده(12)، ولقد استمرت سدانة العتبتين موحدة الى عهد السادن السيد مرتضى السيد مصطفى ضياء الدين (آل ضوي) حيث سعى الأخير لفصل سدانة الروضة العباسية المقدسة عن سدانة الروضة الحسينية المقدسة وجعلها سدانة قائمة بذاتها اسوة بتلك السدانة، وقد تم له ذلك، حيث تم فصل السدانتين احدهما عن الأخرى وباتت كل واحدة تعمل ضمن المشهد المقدس الخاص بها والى هذا اليوم، عدا فترة الأشهر الثلاثة تقريباً التي أعقبت 9/4/2003م والتي كان السادن فيها هو ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة ويقوم مقامه تنفيذياً لجنة إدارية في كل عتبة، أعقبتها ثلاث سنوات تقريباً والتي كانت السدانة فيها عبارة عن لجنة ثلاثية مكلفة من المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف تقوم بمهمة التولية الشرعية في كلتا العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية وتعين وكلاءً عنها في كل عتبة كمدراء تنفيذيّين لبرامجها التطويرية والإدارية باسم (المشرف)، وتم حل اللجنة عند تطور العمل وتحول كلاً من عضويها (بعد موت الثالث) إلى متولٍ شرعي منفصل عن الآخر سمي بالأمين العام في كل عتبة وبذلك عادت الاستقلالية في السدانة مرة أخرى في 20/7/2006م، اما اسماء من تولى سدانة الروضة العباسية كنائب او كممثل لسادن الروضة الحسينية المقدسة او مستقلاً عنه منذ أوائل القرن الحادي عشر الهجري حتى الآن على وجه الاختصار:

1- محمد بن نعمة الله، وكان خازناً عام (1025هـ) واستمر في عمله هذا حتى وفاته.

2- الشيخ حمزة السلامي(نسبة الى عشيرة السلالمة العربية العراقية) وذلك في عام 1091هـ والى ما بعد عام 1108هـ .

3- الشيخ محمد شريف الذي تولى السدانة بعد وفاة السادن السابق وكان سادناً عام 1161هـ وظل شاغلها حتى وفاته .

4- الشيخ أحمد الخازن وقد تولى اعباء السدانة بعد رحيل السادن السابق وقد توفّي في عام 1187هـ.

5- الشيخ علي بن عبد الرسول، وتولى السدانة عام 1187هـ واستمر في اداء مهام عمله الى ما بعد عام 1222هـ وحتى وفاته، وهو جد المرحوم الشيخ محمد علي محمود الكيشوان في الروضة العباسية المقدسة، وتعرف اسرته في الوقت الحاضر ببيت الشيخ، وتنتمي هذه الاسرة الى قبيلة جشعم العربية.

6- الشيخ عبد الجليل الكليدار، وقد تولى السدانة عام 1224هـ، وقد تم عزله من عمله لأسباب غير معلومة.

7- السيد محمد علي بن درويش بن محمد آل ثابت، ويرجع نسبه الى ثابت بن سلطان كمال الدين نقيب نقباء العراق في عام 957هـ، وهو الجد الاعلى لأسرة آل ثابت في كربلاء، وقد تولى السدانة في عام 1225هـ والى ما بعد عام 1229هـ.

8- السيد ثابت بن درويش وهو أخو السادن السابق، وكان سادناً في عام (1232هـ) والى ما بعد 1238هـ.

9- السيد حسين بن حسن بن محمد بن حسين آل ثابت، وهو الجد الأعلى لآل الوهاب، تولى السدانة بتأريخ 4 شوال سنة1240هـ اثر عزل السادن

السابق.

10- السيد وهاب السيد محمد علي بن عباس آل طعمة علم الدين، من آل طعمة، كان سادناً للروضة الحسينية المقدسة ثم تولى سدانة الروضة العباسية المقدسة سنة 1243هـ.

11- السيد محمد بن جعفر بن مصطفى بن أحمد آل طعمة الى نعمة الله بن طعمة علم الدين من آل فائز الموسوي ، وكان سادناً للروضة عام1250 هـ ولكن لفترة قصيرة .

12- السيد حسين بن حسن بن محمد علي بن موسى الوهاب، وقد تولى السدانة عام 1254 هـ بعد عزل السادن السابق، وقد بقي حتى عام 1256

هـ ، حيث اُعفي من منصبه وشغله وكالة السادن السابق حتى عام 1259 هـ ، حيث عاد السيد حسين الوهاب مرة اخرى لمنصب سدانة العتبة حتى عام 1265 هـ حيث عزل عن السدانة.

13- السيد سعيد بن سلطان بن ثابت بن درويش آل ثابت، تولى السدانة عام 1265هـ لفترتين، وهو من سلالة سلطان كمال الدين، تولى السدانة بعد عزل السادن السابق، وقد توفّي في عام 1285هـ.

14- وهو السيد حسين المشهور بـ «نائب التولية» من آل ثابت وهو نجل السادن السابق، تولى السدانة بعد رحيل والده، ولصغر سنه آنذاك، تولاها نيابة عنه السيد حسين بن السيد محمد علي آل ضياء الدين، الذي بقي فترة وتولى هو السدانة رسمياً بدل السيد حسين (نائب التولية).

15 ـ السيد حسين بن محمد علي بن مصطفى بن محمد بن شرف الدين بن ضياء الدين بن يحيى بن طعمة (الأول)، وهو من سلالة طعمة كمال الدين

الفائزي، وقد تولى السدانة في عام 1282 هـ وحتى وفاته في عام 1288 هـ.

16 ـ السيد مصطفى نجل السادن السابق، حيث خلف أباه في مهام السدانة بعد رحيله والذي تم هذا في اوائل عام 1289هـ ولبث في السدانة الى وقت وفاته في عام 1297هـ.

17 ـ السيد محمد مهدي بن محمد كاظم بن حسين بن درويش بن أحمد آل طعمة، وينتسب الى طعمة علم الدين الفائزي ولقد تولى السدانة عام 1297 هـ

وقد شغلها حتى عام 1298 هـ حيث عزل عنها.

18 ـ السيد مرتضى نجل السيد مصطفى والأخير هو السادن ذو التسلسل(15) آنفا للروضة العباسية المقدسة، وكان صغير السن عند توليه السدانة، فتولاها نيابة عنه السادن السابق، وعند عزله من قبل والي بغداد سنة 1298هـ، فتولاها بالنيابة عنه السادن الصغير السيد عباس السيد حسين آل ضياء الدين إلى بلوغه سن الرشد، وبقي فيها حتى وفاته سنة 1357هـ، وهو صاحب مشروع أسالة الماء في كربلاء المقدسة والذي حصل على امتياز خاص لاقامته من السلطة والتي كانت في عام 1357هـ المصادف 17/5/1938 .

19 ـ السيد محمد حسن آل ضياء الدين نجل السادن السابق ويعرف بـ (آغا حسن) وتولى السدانة بعد رحيل والده سنة 1257هـ، وانتقل إليه مشروع إسالة الماء، واستمر في إشغال السدانة لغاية وفاته في عام 1372هـ الموافق لعام 1952م.

20 ـ السيد بدر الدين آل ضياء الدين وهو الإبن الأكبر للسادن السابق وتولى السدانة بعد رحيل والده واستمر حسن السيد صافي آل ضياء الدين وكيلاً عنه في ادارة شؤون الروضة المقدسة.

21 - السيد محمد حسين بن السيد مهدي ال ضياء الدين وقد تولى السدانة عام 1402هـ واستمر في اشغالها حتى عام 1411هـ ـ 1991م، وقد أقاله النظام الفاشي البعثي باعتباره قد تعاون مع ثوار الانتفاضة الشعبانية ومشاركاً فيها.

22 ـ السيد مهدي فاضل الغرابي، وتولى السدانة في عام 1412 ـ 1991م بترشيح من حزب البعث الفاشي كونه أحد أعضائِهِ، والذي حكم العراق

طوال أربع عقود انتهت بسقوط نظامه في9/4/2003م الموافق 7من شهر صفر الخير1424هـ وانتهت معه فترة سدانة هذا السادن بعد هروبه خارج العراق.

23- ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي عبد الأمير جدوع السلامي الكربلائي من 9/4/2003م الموافق 7 صفر1424هـ واستمر الحال كذلك لغاية تشكيل اللجنة العليا في 25جمادى الأولى 1424هـ حيث صدرت قبل تلك الفترة في 12 ربيع الأول 1424هـ فتاوى من المرجعيات الدينية في النجف الأشرف ترجع الولاية الشرعية للعتبات المقدسة إلى الحاكم الشرعي، فكان الشيخ الكربلائي يشرف على العتبتين المقدستين وتنفذ تعليماته الإدارية من خلال لجنة إدارية شكلها في كلٍ منهما، هي في العتبة العباسية المقدسة بإسم (لجنة إدارة الروضة العباسية المقدسة).

24- (اللجنة العليا لإدارة العتبات المطهرة في كربلاء المقدسة) والمكونة من أصحاب السماحة العلامة حجة الإسلام السيد محمد حسين الطباطبائي

قدس سره وسماحة حجة الإسلام العلامة السيد احمد جواد نور الصافي وحجة الإسلام العلامة الشيخ عبد المهدي عبد الأمير جدوع السلامي الكربلائي (دام عزهما)، وتشكلت اللجنة في 25جمادى الأولى 1424هـ وقد نصبت من قبل المرجع الديني الأعلى وأيدها باقي مراجع الدين العظام بتخويل خطي بعد ذلك، حيث صدر آخرها في شعبان من نفس العام، فتولت اللجنة المذكورة شؤون السدانة للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وقد خولوا عنهم للمباشرة بأعمال إدارة العتبة العباسية المقدسة كمدير تنفيذي وفق تعليمات اللجنة العليا المذكورة ما اصطلحوا عليه بـ (المشرف) وهو الحاج الأستاذ عبد الهادي عبد الجليل، والذي استمر في عمله لغاية 19/7/2006م، وهو تأريخ انتهاء ولاية اللجنة العليا على العتبتين المقدستين.

25- سماحة حجة الاسلام العلامة السيد أحمد جواد نور الصافي (دام عِزه) الذي تولى الأمانة العامة للعتبة في 20/7/2006م وما زال كذلك، وعُين أميناً عاماً بعد تطبيق القانون (19) لسنة 2005م الصادر من الجمعية الوطنية المنتخبة (البرلمان العراقي)، والذي أوجب موافقة المرجع الديني الأعلى للطائفة على تعيين الأمين العام لكل عتبة قبل صدور الأمر الإداري بتعيينه من قبل رئيس ديوان الوقف الشيعي (المساوي في منصبه لوزير الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومات السابقة والذي يعين حالياً بتزكية من المرجع الديني الأعلى أيضاً وحسب القانون العراقي الحالي الخاص بهذا الأمر والصادر من مجلس النواب) وما زال السيد الصافي في منصبه لغاية كتابة هذا النص في 25/9/2013م، حيث في عهده رجعت سدانة العتبة العباسية المقدسة مستقلة عن سدانة العتبة الحسينية المقدسة بعد اندماجهما لثلاث سنوات وبضعة أشهر بعد 9/4/2003م بعدما كانتا منفصلتين.

الهوامش

-------------

(1)- راجع بشأن سدانة الروضة العباسية المقدسة كتاب ( مدينة الحسين عليه السلام) – السلسلة الأولى / محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة - ج 1: ص 86 ـ 91، وتأريخ مرقد الحسين والعباس / السيد سلمان آل طعمة: ص 307-311 حيث أن أسماء السدنة هنا أخذت منه حتى عام 1411 هـ، وتم أخذ المعلومات الأخرى من كتاب العباس ..رجل العقيدة والجهاد / محمد علي يوسف الأشيقر: ص189-192.

(2)- وصلت أعداد الزائرين في الأعوام التي تلت سقوط الطاغية في 9/4/2003م إلى أكثر من (50) مليون سنوياً بحسب التقديرات الحكومية الرسمية، وهي في تزايد، فضلاً عن أن تحسن الوضع

الأمني في البلاد كفيل لا بزيادة العدد لملايين أخرى بل وبمضاعفته في السنوات القليلة القادمة وزيادة التنوع في جنسيات الزائرين التي وصلت إلى أكثر (750) ألفاً من أكثر من 70 جنسية في عام 2012م ومن بلدان مختلفة في آسيا وأوروبا وأفريقيا وأميركا الشمالية.

(3)- باعتبار أن كبر العتبة بمرور الزمن وتزايد الزائرين الوافدين إليها وتطور الحياة وتغير الظروف المحيطة بها يضيف أعباءً جديدة على الإدارة فتزداد هيكليتها أو تقل تبعاً لذلك، وقد بلغ أكبر حجم للهيكلية الإدارية بعد 9/4/2003م حيث تطورت إلى نظام مؤسساتي متكامل فيه الأعمال الهندسية والخدمية والثقافية والتعليمية والإدارية والمالية وغير ذلك مما يلبي روح العصر ويوفر افضل الخدمات للزائرين، إذ لم تكن الهيكليات السابقة موجودة فعلاً إذا ما قيست بما هي عليه الآن، بل كانت عبارة عن تشكيل من الخدم الذين يقومون بخزن الهدايا والنذور ويقومون بالتنظيف، يرأسهم السادن، وارتبط به فيما بعد في العصر الحديث شعبة للكهرباء والتبريد فقط تقوم بخدمة العتبة، وهي هيكلية لم تكن متناسبة وأهمية العتبة المقدسة.

(4)- مدينة الحسين عليه السلام او مختصر تاريخ كربلاء – السلسلة الأولى/ السيد محمد حسن مصطفى آل الكليدار: ص86.

(5)- بتصرف عن الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة www.imamhussain.org وأخذت منه الفقرات التالية لهذه الفقرة إلى نهاية الفقرة الخاصة بالمصدر المرقم (4) في الصفحة التالية، والذي حُرر من قبل السيد علاء نصر الله.

(6)- تاريخ الطبري - ج10 / جرير الطبري: ص118 (طبعة لندن).

(7)- فرحة الغري/ السيد ابن طاووس: ص40.

(8)- الأسر الحاكمة ورجال الإدارة والقضاء في العراق/ د.عماد عبد السلام رءوف : ص363.

(9)- تحفة النظار/ ابن بطوطة :ص111.

(10)- مجلة (الأقلام) - ج10 السنة الرابعة: ص124، مقالة (كربلاء في العهد المغولي الأيلخاني بقلم: السيد عادل عبد الصالح الكليدار).

(11)- مستدرك الوسائل- ج3/ للشيخ النوري.

(12)- الأسر الحاكمة ورجال الإدارة والقضاء في العراق/ د. عماد عبد السلام رءوف: ص364.


مركز تراث كربلاء


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :