مركز تراث البصرة
جامع كَردلان
التاريخ : 4 / 8 / 2016        عدد المشاهدات : 1364

كَردلان: إحدى القرى القديمة في قضاء شطِّ العرب تقابل نهر العشَّار في مدينة البصرة ذكر معناها في بعض المصادر  على إنَّها لفظة تركية تعني التلّ المرتفع، أغلب سكّانها سابقاً من الفلّاحين وعمّال البواخر، فيها بساتين كثيرة من النخيل لذا عندما شاهدها بعض الأجانب أطلقوا عليها "الأرض الخضراء" green land فتحوّلت فيما بعد إلى (كَردلان) وهي من القرى التّراثيّة التي تتشكّل من مجموعة من البيوتات ذات الطّراز المعماري الفريد تتقارب بيوتها فيما بينها مُشكِّلَةً وحدةً عمرانيّةً جميلةً مقاومةً لآلة الحداثة فأغلب البيوت ما زالت سقوفها من جذوع النخيل وأعمدة الصندل وقد فُرِشَتْ أرضُها بنوعٍ من الطابوق المربّع يشبه "الكاشي" يُسمّى " الفرشي" وقد بُنِيَت هذه البيوت أيّام الاحتلال العثماني للعراق.

جامع كَردلان من الجوامع المهمّة في البصرة أُسِّس عام 1906، على يد الشَّيخ حبيب القُرينيّ رحمه الله ليكون مناراً ومكاناً للهداية ونشر التّعاليم الإسلاميّة التي جاء بها سيّد الأنبياء محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بُنيَ من القصب والبواري وجذوع النخيل وفرشت أرضه بالحصران، ثم جُدِّدَ بناؤه في عام 1962 على يد الوجيه الحاج جاسم محمّد الحمد رحمه الله.

أمَّا في السّنين المتأخّرة فقد قام السّيّد عبد السّلام القُرينيّ الذي يُدير شؤون المسجد ويتولّى الخدمة فيه بضمِّ منزل الشّيخ حبيب القُرينيّ الملاصق للمسجد إليه بعد موافقة الورثة فتوسَّع بناؤه كثيراً حتى بلغت مساحته الكلّيّة 700 متر مربع.

أنشطة الجامع:

لجامع كَردلان أنشطة متعدّدة قديماً وحديثاً فقد كان ومنذ تأسيسه منارةً من منارات الهدى يشعُّ منها النور، تُقام فيه صلاة الجماعة والعيدين وتفضُّ فيه النِّزاعات والخصومات ويُعلَّم فيه القرآن وتُعظَّم فيه شعائر الله من إحياء ولادات ووفيات أهل البيت (عليهم السّلام)،  كما أُسّس في الجامع موكب للخدمة الحسينيّة باسم موكب (أهالي كردلان) وهو أحد المواكب الكبيرة في البصرة أُسِّسَ لإحياء ذكر الحسين (عليه السلام) وتقديم الخدمة لزائريه يوم الأربعين، يخدم فيه ثلّة من الشّباب المؤمن من أهالي قرية كَردلان.

زار المسجد الكثير من الشّخصيّات العلمائيّة أبرزها السّيّد مهدي القزوينيّ (رحمه الله) والكثير من علماء النّجف الأشرف، عقدت وقتها مناظرةٌ كبيرةٌ في قرية كَردلان حضرها جمع من العلماء والأهالي. كذلك زار المسجد الخطيب العلّامة السّيّد عبد الحسين الحجّار فيرتقي المنبر شهري محرم الحرام ورمضان المبارك نهاية الخمسينيّات، والكثير من الخطباء منهم الشّيخ "ناجي الحلّيّ" والشّيخ "محمّد الحلّيّ".

أرَّخ له الشّاعر الكويتيّ زين العابدين ابن الحاج حسن باقر الجهرمي بقصيدة متميّزة جاء فيها:

بيتٌ جلال الله فيه      *********    عند الشّدائد نرتجيهْ

وشعائر الله العظا      *********    م بفضل ربِّك تحتويهْ

قُمْ نادِ حيَّ على الفلا  *********    ح لذكر ربِّك تختشيهْ

أقِمِ الصَّلاة لوجههِ     *********    إنْ كنتَ عبداً تتَّقيهْ

هذا هو البيت الذي    *********    أنوارُ قدسٍ تعتريهْ

قد أسَّسوه على تقىً   **********   لرضى الحبيب ومَن يليهْ

وافاهُ زين العابديـ     **********   نَ على نظامٍ يجتنيهْ

يُثنيهِ قول مؤرِّخٍ     ***********  فاسعوا لذكر اللهِ فيهْ  

ومازال جامع كردلان ومنذ تأسيسه ملاذا للمؤمنين ، عامرا بذكر الله  واداء الصلاة وقراءة القران رغبة في رضا الله تعالى .

(في بيوتٍ أذِنَ الله أن تُرفعَ ويُذكرَ فيها اسمه, يُسبِّحُ لهُ فيها بالغدُّوِّ والآصال * رجالٌ لا تُلهيهِم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلّبُ فيه القلوبُ والأبصار ) سورة النور 36- 37:


ياسين يوسف اليوسف


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :