مركز تراث الحلة
بوابات سور الحلة المنيع
التاريخ : 16 / 2 / 2021        عدد المشاهدات : 1692

      كان لمدينة الحلة سور قديم يعود بناؤه إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وقد وصفه إبن جبير في رحلته عام 1184م بأنه ( لم يبق من سورها إلا حلق جدار ترابي )، وكان السور مستطيل الشكل حيث لعب شط الحلة دوراً مهماً في تحديد شكله، وللسور أبراج وفتحات لرماة البنادق إستخدمها  العثمانيون لصد هجمات الوهابيين المستمرة على المدينة، ولصد الإنتفاضات العشائرية  ضدها.

     ويشير الرحالة اوليفيه الذي زار الحلة عام 1794م إلى وجود الأسوار فيها، فهناك سور يحيط بالجانب الغربي من الحلة، وآخر في الجانب الشرقي مع امتداد شط الحلة، أما المواد فهي من الطين واللبن المجفف بالشمس مما جعله سريع التآكل، وبحاجة مستمرة للإصلاح والترميم، وقام العثمانيون مرات متعددة بإصلاح هذا السور وخاصة في مطلع القرن التاسع عشر، كما أشار إليه الرحالة بارسنز عندما زار الحلة عام 1774 م، وقد ذكر الشاعر الكبير صفي الدين الحلي ذلك السور بأبيات قال فيها :

من (حلة ابن دبيس)       لذنا بحصن حصين

إن أصبح الماء غوراً        جادت بماء معين

وحولها سور طين              كأنه طور سين

 

    ولهذا السور أربعة ابواب تفتح وتغلق في اوقات محددة، وسميت باسماء المدن والمناطق التي تتجه نحوها وهي:

• باب بغداد وتقع شمال المدينة باتجاه الطريق بين الحلة وبغداد، ومكانها الآن (منطقة محطة القطار في الجانب الصغير من المدينة حيث الحامية او معسكر الحلة )، وكان هناك جسر يسمى بـ (جسر القوارب) يربط الجانب الصغير مع الكبير، وقد أنشأه الخليفة العباسي الناصر لدين الله عام 585 هـ خدمة للحجاج وقد ذكره إبن جبير في رحلته إلى الحلة عام 1184م، ويقول الدكتور علي هادي المهداوي: (هناك بوابتان متقابلتان في السور تطلان على شط الحلة، تقع كل منهما عند نهاية جسر القوارب الذي يربط الصوب الكبير مع الصوب الصغير، ويبدو إنهما كانتا المنفذين الوحيدين في الجانبين من جهة ذلك الشط، حيث كان بامكان السكان التنقل عبرهما)، وقد كانت بوابة الجانب الصغير تؤدي إلى الشارع الرئيس الذي يربط شمال المدينة بجوانبها كما يذكر ذلك العلامة  يوسف كركوش.

• باب كربلاء: وتقع في الشمال الغربي من مدينة الحلة وتؤدي الى طريق حلة – كربلاء، التي تعرف حاليا بمنطقة ( باب الحسين )، ومنها يتوجه المسافر إلى مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء المقدسة .

• باب الطهمازية: وتقع غرب المدينة ومكانها الحالي باتجاه منطقة الجمعية، وهي منطقة عامرة بالدور السكنية, والطهمازية منطقة زراعية تبعد عن مركز الحلة حوالي 8 كم .

• باب النجف: وتسمى بـ ( باب المشهد ) وتقع جنوب مدينة الحلة، وقد إهتم العثمانيون ببوابة النجف لضرورات عسكرية أكبر من اهتمامهم ببقية البوابات الأخرى، لأنها تؤدي إلى مناطق العشائر العراقية، فضلاً عن الجانب الإقتصادي المتعلق بالرسوم والضرائب على البضائع والسلع الخارجة والداخلة من وإلى المدينة،  ولتعزيز سور الحلة من هذه الجهة المفتوحة باتجاه الصحراء، قام العثمانيون بحفر خندق عميق حول ذلك السور من الخارج .

    إنتقل السور إلى خزانة التراث، تاركا بواباته الأربعة تستذكر بطولاته الرائعة في صد غارات الأعداء، وتفتح ذراعيها للوافدين قائلة:

ﻫـــــﻲ (اﻟﺣﻠــــﺔ اﻟﻔﻳﺣــــﺎء) ﻣــــن زارها        ﻓﺳـــــوف ﻳــــــرى أﻟطﺎﻓﻬـــــﺎ ﺑﺎﻧﺗظـــﺎرﻩ

وﻣـــــﺎ ﺣدﺛﺗـــــﻪ ﻧﻔﺳـــــــــﻪ ﺑﻔراﻗﻬــــــــﺎ        ﻓـــــﺄن ﻛـــــــﻝ ﻫـــــــذا دون اﺧﺗﻳـــــــﺎرﻩ.


اعلام مركز تراث الحلة


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :