مركز تراث الحلة
الفقيه نجم الدين جعفر ابن الزهدريّ الحِلِّيّ (المُتوفّى قبل سنة 755 هـ) - وشفاؤه من مرض الفالج
التاريخ : 11 / 8 / 2020        عدد المشاهدات : 1336

الفقيه نجم الدين جعفر ابن الزهدريّ الحِلّيّ - صاحبُ الحكاية -  لم يترجم له الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ ; (ت: 1389 هـ) في طبقات أعلام الشيعة ـ (الحقائق الراهنة في المائة الثامنة) ـ.

رأيتُ له: (إيضاح تردّدات الشرائع)، شرح لتردّدات المُحقِّق الحِلِّيّ (ت:676هـ) في كتابه: (شرائع الإسلام) بجزأين، كشف فيه الغطاء والإبهام عن التردّدات الموجودة فيه المصرَّحة بقوله: (فيه تردّد)، أو: (على الأشبه)، أو: (على الأصحّ) وغيرها من الموارد، فالمؤلِّف بيّن وجه التردّد وأدلَّة الطرفين واختار الوجه الصحيح عنده، طُبع بتحقيق السيِّد مهديّ الرجائيّ، منشورات مكتبة المرعشيّ، قمّ المقدّسة، سنة 1408هـ، وبالأوفسيت في بيروت ـ دار الجمال، سنة 1431هـ.

 اعتمد المُحقِّق في تحقيقه على نسختين، الأولى: نسخة المرعشيّ، عن خطِّ المؤلِّف، كتبها: عليّ بن حسن بن أحمد بن إبراهيم بن مظاهر في يوم الجمعة21 ذي الحجّة سنة 754 هـ في الحلّة السيفيّة (الجزء الأوّل)، وفي 8 من المُحرَّم سنة 755 هـ (الجزء الثاني)، وهذا الناسخ ترجَم له الميرزا الأفنديّ في رياض العلماء ج3 ص393، والسيِّد أحمد الأشكوريّ في تراجم الرجال ج2 ص161 ر1172 وذكر إجازة فخر المحققّين له.

وأمّا الثانية: نسخة مجلس الشورى، كتبها عليّ بن حسن بن عليّ يوم الاثنين 6 صفر سنة 756 هـ بمدرسة السبط المعروفة بمدرسة صاحب الزمان (عج)  ، وهي مقابَلَة فيما بعد على نسخة الشيخ أحمد بن فهد الحِلِّيّ (ت: 841 هـ). وقد كُتب عَن المدرسة المعروفة بـ(مدرسة صاحب الزمان (عج)) في كتاب (تاريخ مقام الإمام المهدي)عج) في الحِلَّة)، وعُثِر على جملةٍ من المخطوطات فيها زيادة على ما ذُكر، وهذه منها، فليُراجَع.

 وذكر الشيخ الطهرانيُّ ; هذا الكتاب بعنوان (شرح تردّدات الشرائع) في ج13 ص145 ر482 ولم يذكر مؤلِّفَه. وهناك نسخة في مكتبة الإمام الحكيم العامّة في النجف الأشرف بعنوان (الفوائد في شرح مختصرات النافع) لعليّ بن إبراهيم الحِلِّيّ، كتبها محمَّد علي بن سلطان محمّد العريض بتاريخ 905هـ.

وحكى السيِّد عليّ بن عبد الكريم النيليّ (ق 9) في الحكاية الثالثة من كتابه (السلطان المفرّج عن أهل الإيمان ص34) في صفر سنة 785 هـ عن الشيخ عبد الرحمان ابن العتائقيّ (المتوفّى نحو 790 هـ) حكاية حدثت مع ولد المًؤلِّف جمال الدين بن جعفر ابن الزهدريّ وهي لقياه الإمام المهديّ (ع) بالمقام المعروف بالحِلَّة بمقام الغيبة وشفاؤه من مرضه الفالج، وذكر ضمن الحكاية أنَّ لولده جمال الدين دار العِشرة يجتمع فيها وجوه الحِلّة وشبابهم وأولاد الأماثل منهم، وأنَّه توفّي سنة 755 هـ بالجارف ـــ وهو الطّاعون الذي نَزَلَ بأَهْلِ العِراق ذَريعًا، فسُمّيَ جَارِفًا؛ لأنّه جَرَفَ النَّاسَ كجَرْفِ السَّيْلِ، كما في تاج العروس: 12/111ـــ، وأنَّ والده نجم الدين حين الحكاية كان ميتًا وجدّته لأبيه كانت حيّة تعالجه، ووصف فيها العتائقيُّ الولدَ بـ«المولى الكبير المعظّم»، والوالدَ بـ«الشيخ الأوحد، الفقيه القارئ».

وقال الشيخ النوريّ (ت: 1320هـ) في كتابه (النجم الثاقب ج2 ص103) في ذيل الحكاية بعد نقلها ما نصَّه: «الشيخ نجم الدين الزهدري: عالم فاضل معروف، ومعاصر فخر المُحقّقين، وشارح تردّدات كتاب الشرائع للمُحقِّق الذي ينقل عنه في الكتب الفقهيّة».

ونصُّ الحكاية التي أوردها السيِّد النيليّ في الحكاية الثالثة من كتابه (المنتقى من السلطان المفرّج عن أهل الإيمان: 34) هو: « ومن ذلك بتاريخ صفر لسنة خمس وثمانين وسبعمائة حكى لي شفاهاً المولى الأجل الأمجد، العالم الفاضل، القدوة الكامل، افتخار العلماء، المحقّق المدقّق، مجمع الفضائل ومرجع الأفاضل في العالمين كمال الملّة والدنيا والدّين عبد الرَّحمن ابن العتائقيّ وكتبه وخطّه الكريم عندي، وصورته: ( قال العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى عبد الرَّحمن بن محمّد بن إبراهيم العتائقيّ: إنَّي كنتُ أسمع في الحِلَّة السيفيَّة ـ حماها الله ـ بأنَّ المولى الكبير المعظَّم جمال الدين ابن الشيخ الأوحد الفقيه القارئ نجم الدين جعفر بن الزهدري كان به فالج، فعالجته جدَّته لأبيه بعد موت أبيه بكلِّ علاج للفالج، فلم يبرأ، فأشير عليها بأطباء بغداد فأحضرتهم له فعالجوه  زمانًا طويلًا فلم يبرأ، فقيل لها: ألا تبيّتنه تحت القبّة الشريفة بالحلّة المعروفة بمقام صاحب الزمان ـ عجل الله فرجه ـ  لعلَّ الله يعافيه ويبرءه، ففعلت وبيَّتته تحتها وإنَّ صاحب الزمان ـ عجل الله فرجه ـ  أقامه وأزال عنه الفالج ثمَّ بعد ذلك حصل بيني وبينه حتَّى كنّا لم نكد نفترق، وكان له دار العشرة يجتمع فيها وجوه أهل الحِلَّة وشبابهم وأولاد الأماثل منهم، فاستحكوه عن هذه الحكاية فقال: إنَّي كنتُ مفلوجًا وعجز الأطبّاء عنّي وحكى لي ما كنتُ أسمعه مستفاضًا في الحلّة من قضيّته وأنَّ الحجّة صاحب الزَّمان ـ عجل الله فرجه ـ  قال لي – وقد أباتتني جدَّتي تحت القبة -: قُمْ! فقلتُ: إنّي لا أقدر على القيام منذ سنتين، فقال لي: قُمْ بإذن الله تعالى، وأعانني على القيام، فقمتُ وزال عنّي الفالج وانطبق الناس عليَّ حتَّى كادوا يقتلونني، وأخذوا ما كان عليَّ من الثياب تقطيعًا يتبرَّكون بها، وكساني الناس من ثيابهم، وكنتُ أسمعه يحكي ذلك للنّاس ولم يستحكه أحدٌ مرارًًا شتَّى، ثمَّ توفي ـ رضي الله عنه ـ سنة خمس وخمسين وسبعمائة في الجارف) ».

 حكاية الشيخ جمال الدين الزهدريّ وشفاؤه من مرض الفالج​

مقام الغيبة في مدينة الحلة

       


اعلام مركز تراث الحلة


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :