مركز تراث الحلة
أسرة  آل النحويّ
التاريخ : 1 / 7 / 2020        عدد المشاهدات : 2649

لقد تبوأت مدينة الحلّة مكانة سامية جعلتها إحدى حواضر الثقافة الإسلاميّة في العالم الإسلاميّ، لما نبغ فيها من رجال نبضت قلوبهم بحبّ العلم والأدب ونشرهما، أسر شرحت صدورها لخدمة الدين والمذهب الشريفين، واعتنت بدراستهما ونشرهما ليصلا إلى كلّ من يعشق نسيم المعرفة في المجتمع البشريّ في أقصى بقعة من بقاع العالم، وقد ذكرنا في الأعداد السابقة من مجلتنا المباركة(رد الشمس) بعض هذه الأسر العلميّة، في هذه المدينة المعطاء، وكلّها تركت آثارًا مشرّفة ننهل اليوم من نبعها العذب، ونستمد منها عزيمتنا الفكريّة والثقافيّة فبات لزامًا علينا أن نسهم في رسم البهجة على شفاه أحفاد هذه الأسر، وأن نسعى للوفاء لها ونستذكر أمجادها النيّرة، ولا يمكننا التمييز بينها فكلّها بذلت جهودًا مثمرة، أعطت كل ما كان بوسعها لنشر علوم أهل البيت الطّاهر(صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، ومن هذه الأسر الكريمة التي كتبت لنفسها صفحات مشرقة في تاريخ هذه المدينة السيراء:

 أسرة آل النحويّ:

لقد كان لهذه الأسرة الكريمة صدًا واسعًا في الشعر والأدب، فهي تُعدّ بيتًا من بيوت العلم والأدب، ضمّ رجالًا من أساطين المعرفة وعلومها، في القرن الثاني عشر الهجريّ ــ القرن الثامن عشر الميلاديّ، ومن خلال تصفّحنا لكتب الرجال وجدنا بعض من يحمل لقب (النحويّ) لكنهم غير أبناء هذه الأسرة، ومنهم: محمد بن حميدة: وهو أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد النحويّ، (ولد سنة 468 هـ، وتوفي سنة 550هـ)، وأبو الحسن شميم النحويّ (توفي601هـ)، والشيخ جمال الدين حسين بن أبان النحويّ(توفي681هـ)، إذ إن أسرة النحويّ التي نذكر سيرتها اليوم هي التي كان يترأسها الشيخ أحمد بن حسن النحويّ وعاشت في القرن الثاني عشر الهجريّ، يقول الشيخ يوسف كركوش في كتابه (تاريخ الحلة): " أسرة آل النحويّ أسرة حلّيّة، كان لها صدى في عالم الأدب والشعر، ظهرت على مسرح الحياة في القرن الثاني عشر الهجريّ، وقد نبغ منها رجال في العلم والأدب والشعر"، وهم:  

الشيخ أحمد النحويّ:

ذكره العلّامة الفقيه جعفر سبحاني في (موسوعة طبقات الفقهاء): " أحمد بن الحسن بن علي، الفقيه الإماميّ، النحويّ، اللّغويّ، العروضيّ، أبو الرضا الحلّيّ، المعروف بـ(النحويّ، والشاعر)، ولد في الحلّة، ودرس في النجف، وكربلاء على محيي الدين بن كمال الدين الطريحيّ النجفيّ( المتوفى1148هـ)، وعلى السيد نصر الله بن الحسين الفائزيّ الحائريّ المدرّس ولازمه أتمّ الملازمة، ثم عاد إلى بلدته، وقد أخذ من كلّ فنّ من العلوم النقليّة والعقليّة ما راق وطاب، وتبحر في علوم العربيّة وآدابها، ونظم الشعر الكثير، واشتهر في الأندية الأدبيّة، وصار ممّن يشار إليهم بالبنان، وله مطارحات ومراسلات شعريّة مع أدباء وعلماء عصره، وقال المؤرّخ الأديب عصام الدين عثمان بن علي العمريّ الموصليّ(المتوفى1193هـ) في حقّ المترجم:" لبِس من الأدب برودًا، ونظم من المعارف لألئ وعقودًا، صعد إلى ذروة الكمال، وتسلّق على كاهل الفضل إلى أسنمة المعال، فهو ضياء فضل ومعارف، وسناء علم وعوارف".

وللمترجم له آثار، منها: شرح المقصورة الدريديّة، ونظم (تلخيص المفتاح) في البلاغة، وجذوة الغرام ومزنة الانسجام، وقيل: له كتب في الفقه والأصول والكلام.

وذكره خير الدين الزركليّ في (الأعلام): " أحمد النحويّ (1183هـ)، أحمد بن حسن الحلّيّ، أبو الرضا المعروف بالنحويّ: أديب، من الشعراء، مولده ووفاته في الحلّة ودفن في النجف، له (ديوان شعرـ خ) في مكتبة اليعقوبيّ بالنجف، و(شرح المقصورة الدريديّة ـ خ) في مكتبة محمد أمين الصافي بالنجف أيضًا ".

كما ذكره العلّامة السيد محسن الأمين في كتابه (أعيان الشيعة): " وفي هامش نسخة نشوة السلافة المخطوطة المذكورة ما لفظه: الشيخ الجليل أبو الرضا الشيخ أحمد بن الشيخ حسن النجفيّ ثمّ الحلّيّ عالم عامل، وفاضل كامل، محدّث فقيه، نحويّ، لغويّ، عروضيّ، قد بلغ من الفضل الغاية وجاوز من الكمال النهاية أخذ من كل فنّ من العلوم النقليّة والعقليّة ما راق وطاب ورزق من الاطّلاع على غرائبها ما لم يرزق غيره، (والله يرزق من يشاء بغير حساب)، وقال عصام الدين العمريّ الموصليّ في كتابه (الروض النضر في ترجمة علماء العصر) كما في نسخة مخطوطة رأيناها في مكتبة عباس عزاوي المحامي في بغداد من جملة كلام طويل مسجّع على عادة أهل ذلك العصر: الشيخ أحمد النحويّ الحلّيّ الأديب الذي نحا نحو سيبويه، وفاق الكسائيّ ونفطويه.

غمام كمال هطله العلم والحجى           ووبل معالٍ طلّه الفضل والمجدُ

له رتبة في العلم تعلو على السهى         فريد نهى أضحى له الحلُّ والعقدُ

لم تَرقَ رقيَّه الأدباء، ولم تحاكه الفضلاء، وصل من الفصاحة إلى أقصاها ورقى منابر الفضائل، وأعوادها ووصل أغوار البلاغة وأنجادها وهو تلميذ السيد نصر الله الحائريّ، وزبد ذلك البحر، وكنت أراه في خدمته ملازمًا له اليد العالية في نظم الشعر مشهور عند أرباب الأدب ".   

وذكره محمد علي اليعقوبيّ في كتابه (البابليّات): "عالم أديب، وأبو علماء وأدباء، محمد الرضا، والهادي، والحسن، ويعدّ النحويّ الكبير في الرعيل الأول من شعراء القرن الثاني عشر كـ(الأرزي، والفحّام، والكعبي) وأضرابهم، ولا تكاد تقرأ مجموعة أدبيّة مخطوطة في مكتبات النجف ــ عدا قليل منها ــ إلّا وفيها ذكره وذكر أولاده، وكان يحترف الخياطة في أوائل أمره فلازمه لقب (الخيّاط) كما لازمه في كبره لقب (النحوي ـ والشاعر)، وقد رأيت في ديوان أستاذه أبي الفتح السيد نصر الله الفائزيّ ـ مدرّس الحائر الحسينيّ ـ المخطوط أبياتًا يمدحه بها ويشير إلى مهنته، ومنها قوله وفيه التوجيه:

         و(قصَّ) حديث المكرمات ( مفصلاً)       لسانٌ نداهُ  عند كلِّ فقيرِ

وقد ضاق (ذرعًا) عن بيان مديحــــه      لسانُ يراعي وهو غير(قصيرِ) "

ولمّا وقف معاصره السيد صادق الفحّام ـ على قصيدة المترجم له  التي تبلغ خمسين بيتًا، وفي كل بيت منها (تاريخان)، قرض عليها الفحّام بمقطوعة كل بيت منها تاريخان مثبتة بديوانه المخطوط منها:

فرقان (أحمد) أعجــــــــــــاز مثانيه       سما وليس له ضدٌ يســــــــــاميهِ

من كان كذّب دعوى (أحمد) سفهــًـا       الآن صحت لـه دعوى وتنبيـــــهِ

وقال الأستاذ الدكتور حسن الحكيم أيضًا في كتابه(النجف الأشرف والحلّة الفيحاء، صلات علميّة وثقافيّة عبر عصور التاريخ): " إنّ أول من هاجر من أسرة آل النحويّ من الحلّة إلى النجف الأشرف هو الشيخ أحمد بن الشيخ حسن الخيّاط النحويّ(ت 1183هـ/ 1769م) في عهد السيد محمد مهدي الطباطبائيّ (بحر العلوم) والشيخ جعفر الكبير صاحب(كشف الغطاء) وكانت داره ندوة علم وأدب، حافلة بعلماء وأدباء النجف، والحلّة وبغداد، وجبل عامل، وغيرهم، وقد لحق بأسرة آل النحويّ لقب الخيّاط والشاعر، وكانت وفاة الشيخ أحمد النحوي في الحلّة ومدفنه في النجف الأشرف، وقد احتل ولده الشيخ حسن موقعًا أدبيًا في النجف الأشرف، كما اشتهر فيها الشيخ حمزة، والشيخ محمد رضا النحوي ".

الدكتور حسن الحكيم​

توفي بالحلّة سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف، ونقل جثمانه إلى النجف الأشرف، ورثاه الشعراء والعلماء، منهم: الفقيه جعفر كاشف الغطاء، والشاعر السيد محمد زيني بقصيدة مطلعها:

أرأيت شمل الدين كيف يبدّدُ             ومصائب الآداب كيف تجدّد

وأرّخ عام وفاته بقوله:

أظهرت أحزاني وقلت مؤرخًا          الفضل بعدَكَ أحمد لا يُحمَدُ

محمد رضا النحويّ:

ذكره اليعقوبيّ: بأنّه " ابن الشيخ أحمد بن الحسن الملقب بالشاعر الحلّيّ النجفيّ، مولده بالحلّة في أواسط القرن الثاني عشر وقضى الشطر الأول من حياته فيها، والثاني في النجف على عهد آية الله السيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائيّ، جمع إلى الفقه والحديث آداب اللّغة العربيّة واحتل مكانة سامية في الأوساط العلميّة والأدبيّة، وهو أحد الفطاحل الخمسة الذين كان يعرض السيد الطباطبائيّ عليهم منظومته الفقهيّة الشهيرة الموسومة بـ(الدرّة) إبان نظمها فصلًا بعد فصل لإبداء ملاحظاتهم ومناقشاتهم العلميّة حولها وهو من أبطال {وقعة الخميس} التي هي عبارة عن مساجلة أدبيّة اتفقت في عهد السيد بحر العلوم ونظم فيها شعراء العصر كالسيد محمد بن زين الدين، والشيخ محمد بن الشيخ يوسف بن محيي الدين، والسيد صادق الفحّام، وبحر العلوم، وكاشف الغطاء، وصاحب الترجمة، وسميت باسم (وقعة الخميس) التي جرت بصفّين زيادة في المطايبة والظرف وهي مدونة في عدّة من المجاميع العراقيّة المخطوطة، وكان النحويّ أكبر شعراء عصره بلا مراء وأطولهم باعًا في النظم وأنقاهم ديباجة لا يجاريه أحد منهم في حلبة، وشعره رصين البناء، متين الأسلوب وألفاظه محكمة الوضع، لا تكاد تعثر على كلمة مقتضبة في شعره جمع فيه بين الإكثار والإجادة وقلّما اتفق ذلك لغيره ".

وذكره السيد الأمين:  " نظم مع أبيه قصيدة في طريق سُرّ مَن رأى كانت صدورها لوالده، والأعجاز له، نذكر منها:

           ارحها فقد لاحت لديك المعاهدُ           وعمّا قليل للديار تشاهدُ

وتلك القباب الشامخات ترفّعت         ولاحت على بعد لديك المشاهدُ

وقد لاحت الأعلام أعلام مَن لهم       حديث المعالي قد رواه مجاهدُ

            حثثنا إليها العيس قد شفّها النوى       وقد اخذت منها السرى والفدافدُ

            مصاب المطايا عندنا فرحة اللقا        مصائب قوم عند قوم فوائدُ "

وذكر الدكتور حازم الحلّيّ في كتابه(الحلّة وأثرها العلميّ والأدبيّ): " الشيخ محمد رضا النحويّ(ت 1226هـ)، تتلمذ على علماء مدينته في الأدب والفقه والأصول ثم رحل إلى النجف ودرس على علمائها في الفقه والأصول حيث درس على أبيه وعلى السيد محمد مهديّ بحر العلوم، والشيخ جعفر الكبير صاحب كشف الغطاء، والسيد صادق الفحّام، وكان والده يدرّسه تارةً ويمرّنه تارةً أخرى، وقد مرّ الوالد ومعه ابنه الشاب محمد رضا على غلام نجّار صبيح الوجه ينجر الخشب ليصنع سفينة، ويتحرك حركات تتناسق وعمله فوقف الوالد وابنه يطيلان النظر إلى هذا النجّار الجميل، ثم قال الوالد لابنه: أجز ما أقول سآتي بالصدر، وعليك أن تأتي بالعجز وهكذا اشتركا في القطعة التالية:

ورُبّ ظبي مروعِ           يروع بالهجر رُوعي

ذلّ له الخشب طوعًا       كذلتي وخضوعي

فقلتُ: مولاي ماذا           تبغي بهذا الصنيع؟

فقال: أبغي سفينًا            لرحلتي ونزوعي

                         فقلت دونك فاصنع          سفينةً من ضلوعي

شراعها من فؤادي         وبحرها من دموعي

الدكتور حازم الحلّيّ

بعد وفاة والده انقطع إلى السيد صادق الفحّام (ت1204هـ) فكان له أبًا ومربيًّا وقد احتفظ التلميذ لشيخه بهذه اليد ذكرها له في حياته وبعد وفاة السيد الفحّام عندما وقف تلميذه النحويّ يرثيه بقصيدة بلغت سبعين بيتًا قال فيها:

ويا والدًا رُبّيتُ دَهرًا بِبرّهِ                ومن بعدِ ما رَبّى وأحسنَ أيتما

لِساني عصاني في رثاكَ مُحَجَّمًا         وعهدي به إن أحجمَ القرنُ مُقدِما

شطرتُ عليكَ العمرَ شطرينِ: عَبرةً     تجيشُ بجاريها ووجدًا تَضَرَّما

وأرّخ وفاته في ختامها معزيًا السيد مهدي بحر العلوم:

وعزّاك من عزّاك عنه مؤرخًا        على الصّادقِ الوَعدِ السَّما أمطرت دما "

الشيخ هادي النحويّ:

ذكره اليعقوبي بقوله: " ثاني أنجال الشيخ أحمد وكان يقيم في الحلّة، مع أبيه وأخيه الرضا، وبعد وفاة والدهما استوطنا النجف الأشرف على عهد آية الله السيد بحر العلوم، وله مطارحات مرتجلة مع أبيه وأخيه أثبتها العالم الأديب السيد أحمد العطّار البغداديّ المتوفى سنة 1215هـ في كتابه المخطوط (الرائق)، وكان من الفضلاء المبرزين والشعراء المجيدين طويل النفس للغاية وشعره حلو الانسجام، بديع النظام، وبعد وفاة السيد بحر العلوم رجع إلى الحلّة مع أخيه محمد رضا سنة 1212هـ، وبقي فيها حتى وفاته سنة 1235هـ، عن شيخوخة صالحة، ومرض عضال ألزمه الفراش مدة طويلة، وعاقه عن قرض الشعر، ونقل إلى النجف ".

الشيخ محمد علي اليعقوبي

وذكر العلامة الشيخ آغا بزرڴ الطهرانيّ في كتابه (طبقات أعلام الشيعة، تحت مسألة (1003): " الشيخ محمد هادي، أو عبد الهادي، كما ذكرته في الكواكب المنتثرة 482، ابن الشيخ أحمد النحويّ الحلّيّ، النجفيّ، من الأدباء، رأيت بخطه في بعض تملّكاته (محمد هادي) وقد يعبّر عن نفسه بـ(عبد الهادي بن الشيخ أحمد النحويّ المحدّث) كما وقع كذلك في آخر تقريضه لرسالة السيد شُبّر الحويزيّ في تحريم التمتّع بالهاشميّات، والظاهر أنّ النحويّ وصف أباه والمحدث توصيف نفسه ".

الشيخ آغا بزرڴ الطهرانيّ

الشيخ آغا بزرڴ الطهرانيّ ​

وذكره الدكتور حازم الحلي: " من شعره وهو يخاطب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) طالبًا منه أن يشفع له عند الله للشفاء من مرض عضال ألمّ به فأقعده.

مولاي يا سِرَّ الحقا                 ئق كم كشفت غطاءَها

مولاي يا شمس المعا              رف كم أنرت سناءَها

للعبد عندك حاجة                   يرجو لديك قضاءها

أودت بجسمي علة                  جهل الأُساةُ دواءَها

والنفس قد تلفت أسى               وأتتك تشكو داءها

وافتك راجية فحقق                 يا رجايَ رجاءها "

وقال اليعقوبي: " وله مخاطبًا الإمام الكاظم موسى بن جعفر(عليه السلام) ومتوسلًا به :

أمولاي يا موسى بن جعفر ذا التقى          ومن بابه للناس باب الحوائجِ

أتيتك أشكو ضر دهر أصابني                وكدر من عيشي وسد مناهجي

وأخرجني عن عقر داري وجيرتي           وما كنت لولا الضيق عنهم بخارجِ

وقد طفت في كل البلاد فلم أجد               سواك لدائي من طبيب معالجِ

عسى عطفة فيها يروج لعبدكم               من الأمر ما قد كان ليس برائجِ

وكان ـ ره ـ متضلعًا في علميّ الرواية والدراية والحديث حافظًا للسيُر والآثار حتى لقّب بـ{المحدّث}، وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) أيضًا:

هذي الطفوف فسلها عن أهاليها               وسُحَّ دمعك في أعلى رواسيها

ومدّها بدم الأجفان إن نفدت                    دموع عينيك أو جفت مآقيها

وقف على جدث السبط الشهيد وقل            سقاك رائحها من بعد غاديها

ومن قصيدة تنيف على 142 بيتًا رثى بها العلّامة السيد مرتضى الطباطبائيّ ويعزي بها الحجّة السيد مهدي بحر العلوم، نذكر:

                    واها لدهر سدد أسهمًا            أصاب به الهدى

ورمى الورى برزية              ترك الهدى فيها سدى

وسعى إلى الأفراد                 فانتقد الفريد الأوحدا

ودنا إلى البيت المجيد             فسل منه الأمجدا "

حسن ابن الشيخ أحمد النحويّ:

ذكره السيد الأمين: " هو ابن الشيخ أحمد ابن الحسن الذي تلّقب ذريته وأحفاده بآل النحويّ وبيت (الشاعر) في النجف حتّى اليوم، وقد يذكر المترجم له في بعض المجاميع بلفظ (محسن) محرّفًا عن (حسن) وهو أصغر من أخويه الرضا والهادي، كان من ذوي الفضل والأدب ولكنَّه غير مكثر من نظم الشعر، وقد توفي قبل أخويه بكثير، لأنّنا لم نرَ له في المجاميع والموسوعات ذكرًا في الحلبات الأدبيّة التي خاضها أخواه في أوائل القرن الثالث عشر مثل {معركة الخميس} وما شاكلها من مواسم التهاني والمراثي، ومن شعره:

أوميض برق في الدجى  يتوقـدُ             أم ضوء فرقك قد بدا أم فرقدُ

           قلبي يذوب عليك من فرط الأسى           لكنه مما به يتجلدُ

            ومن العجائب أنّ دمعي لم يزل             يجري وقلبي ناره لا تخمدُ

           عجبًا لفاتر لحظه في فتكه                 يستل أبيض وهو جفن أسودُ

            لولا جوارح لحظه كانت على             عطفيه ورقاء الحمام تغردُ     

الشيخ حمزة النحويّ:

قال صاحب الأعيان:  " شاعر أديب وفاضل أريب والظاهر أنّه من بيت النحويّ الحلّيين المشهورين، وفيهم شعراء أدباء كثيرون ذكروا في مطاوي هذا الكتاب، له القصيدة الداليّة في مدح الأئمة ورثاء الإمام الحسين (عليه السلام) نحو 120 بيتًا، نذكر منها:

قفوا بديار فاح من عرفــــها نـــــــد             ديار سعود ما لأربابها نـــــــــد

وإن أصبحت قفراء من بعد أهــــلها            سلو ربعها عن ريعها أيها الوفد

وخصوا سلام الصب عرب عريبها            سلام سليم لا يفارقها الـــــــــــوجد

محارب أعدائهم وسلم محبّهم                   وباغض شانيهم وحرٌّ لهم عبدٌ

لنحوكم النحويّ حمزة قاصد                    فحاشا لديكم أن يخيب له قصد "

 


اعلام مركز تراث الحلة


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :