مركز تراث الحلة
نظراتٌ في سِيرةِ الأديب (حاتم حمزة حمود)
التاريخ : 8 / 4 / 2020        عدد المشاهدات : 1747

   حينما تتوفر المبادئ وتتكامل، تتحقَّق الإرادة ويترسَّخ الإصرار للوصول الى الغاية المتوخاة وبذلك يستطيعُ الإنسانُ أن يُحقِّق ما يصبو إليه، وهذا ما وجدناه عند كثيرٍ مِن  الأُدباء الذين أطلَّت عليهم الدنيا ولم يروا إطلالتها أمثال الأديب المصريّ البصير الدكتور طه حسين، والأديب الحِلِّيّ البصير الدكتور محمَّد مهدي البصير، وكلُّ مَن غاصَ ليجرَّ الأدب مِن أعماق بحره؛ لتغازله رموش عينيه المُخبئتين تحت نظرات الزمن القاسيَّة والتي استطاعت أن تحجب عنه ذلِكَ النور، لكنها عجزتْ أمام نور قلبه وعقله اللذان تحديا زجاج النظّارة، بصلابةِ الإرادة والمقدرة الروحيَّة، وبذلك فقد وصلوا إلى قمَّة الأدب، وما تركوه مِن آثارٍ أدبيةٍ خير دليلٍ على هذا الاصرار، ومِن أولئك الأُدباء نقف اليوم مع الأديب الحِلِيّ البصير:

حاتم بن حمزة بن حمود القصَّاب، المولود في الحِلَّة سنة 1944م، كان والده يعمل جزّارًا في سوق الحِلَّة وهو من عشيرة آل فتلة العربية، فَقَدَ نعمةَ البصرِ صغيرًا، غير أنَّه استطاع إكمال دراسته الأوَّليَّة في مدينته الحِلَّة، وأراد أن يقف صفًّا مع ابن بلدته الشيخ محمَّد مهدي البصير في السيرة والخطابة، فأصرَّ على الحضور إلى المدرسة، وتقدَّم في دراسته فكانَ له حضورٌ في مهرجان الخطابة المدرسيَّة وقد نظمَ الشعرَ في سنٍّ مُبكرة، وكان تميزه في اللغةِ العربيَّة في المرحلة الثانويَّة محطّ إعجاب أساتذته آنذاك أمثال: الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، ومولود جابر الدوريّ وخليل العاني، وغيرهم.

إعدادية الحلة المسائية

التحقَ بكُلية الآداب الجامعة المستنصريَّة في بغداد، وتخرَّج في قسم اللغة العربيَّة عام (1972).

أصدرَ القصَّاب في تلكَ الحقبة التي لم يزل فيها طالبًا، مجموعته الشعريَّة (دمعةٌ على قارعة الطريق)، مطبعة القضاء، النجف، العراق 1970م.

عمل بعد تخرجه مُعلمًا في المدارس الأهليَّة والحكوميَّة (1972-1991) لمادتَي اللغة العربيَّة والتربيَّة الإسلاميَّة بمدينة الحِلَّة، ومِن ضمنها إعدادية الحِلَّة المسائيَّة التي كانت تُديرها نقابةُ المُعلمين ثم انتقل إلى التعليم الصباحيّ واستمرَّ به حتَّى سنة وفاته.

ذكره معجمُ البابطين لشعراء العربيَّة في القرنَين التاسع عشر والعشرين أنَّه عملَ عضوًا في جمعية المُؤلِّفين والكُتَّاب العراقيِّين، وعضو اللجنة الثقافيَّة في مديرية التربية في الحِلَّة.

له قصائدٌ نشرتها الصحف والمجلات العراقيَّة المعاصرة مِنها: جريدة «صدى المُستنصريَّة»، 1971، وجريدة «الراصد»، 1985، وجريدة «الحقائق»، 1990.

يلتزم شعرُه الوزن والقافية، صَوَّرَ فيه المرارة والحرمان اللذين عانى مِنهما، والمآسي التي أحاطت به عبر حياته، وعن وطنه الذي كان يرزح تحت نير الفقر والحرمان، وصور الأمة العربيَّة في سياق العدوان، ودعا العرب لنبذ الخلافات وتوحيد الصفوف، وقصائد إنسانيَّة أخرى مُخاطباً فيها بني عصره، دعاهم فيها إلى نبذ الأحقاد وطرح البغض.

المحور الرئيسيّ في تجاربِه أحداث حياته المباشرة التي صاغها في قطع أقرب ما تكون إلى الإفضاء بذات النَّفس تخففًا مِن كتم المشاعر، وكأنَّها لا تمرُّ بمرحلة إعادة التشكيل الفني.

له مجموعةٌ مِن القصائد مِنها :

رسولُ الحُبِّ، والعشُّ الذهبيّ، وأماني وشموخ، وقسوة الدموع التي نالَ بموجبِها الجائزة الأولى في مهرجان الشعر في مدينة الحِلَّة لسنة 1967م، نذكر مِنها:

 

قَسَتِ الدُّموعُ فقرَّحت أجفاني                      والليلُ يكمنُ في دجى وجدانــي

وتبدَّدتْ آمالُ قلبِي بعدمــــــا                       أمسى الدُّجى ومصائبي عنواني

آثرتُ أن أبقى وحيدًا هكذا                          كي لا يُقال تذلّلي أضنانـــــــي

 

 توفي في الحِلَّة سنة 1991م، ودُفن في النجف الأشرف.


اعلام مركز تراث الحلة


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :