مركز تراث كربلاء
كربلاء المقدسة ..في العهد البويهي
التاريخ : 20 / 1 / 2019        عدد المشاهدات : 1764

البُوَيهيون أو بنو بُوَيْه أو آل بُوَيْه نسبة إلى جدهم أبي شجاع البويهي الصياد من الأسر الإيرانية التي كانت تقطن في الديلم . حكمت في القرنين الرابع والخامس للهجرة (322-448 هـ/933-1056 م) على معظم مناطق البلاد الإسلامية حينها ايران والعراق والجزيرة العربية .

عندما دخل البيويهيّون بغداد وأصبحوا الحكام الفعليين في زمن الخليفة العباسي المستكفي سنة 334هـ (946م) حظيت مدينة كربلاء بالاهتمام والرعاية. وكان أوّل من زارها من السلاطين البويهيّين ، السلطان معز الدولة سنة 336هـ (977م)( ستيفن لونگريك وفرانك ستوكس: شعوب العالم الحديث ـ العراق ، ص : 62 ،).

 وفي سنة 367هـ (978م) أيّام خلافة الطائع العباسي استولى السلطان عضد الدولة فناخسـرو ابن ركن الدولة الحسن البويهي على بغداد من جديد ، وعرج على مدينة كربلاء المقدسة لأول مرة لزيارة مرقد الإمام الحسين - عليه السلام -، وقد أولى المدينة جل عنايته واهتمامه وكان يزور كربلاء كل عام(السيد محسن الأمين : أعيان الشيعة ، ج1/ ص : 628.) .

 وفي سنة 369هـ (980م) اهتم عمران بن شاهين والي إمارة البطائح ، التي تقع بالقرب من واسط جنوب العراق ، بمرقدي الإمام علي -عليه السلام- في النجف الأشرف والإمام الحسين -عليه السلام- في كربلاء المقدّسة ، حيث شيد رواقاً في الجانب الغربي من حرم الإمام الحسين -عليه السلام- عُرف برواق ابن شاهين ، والذي يعرف اليوم برواق السيد إبراهيم المجاب وبني بجواره مسجداً (العلّامة المجلسـي : بحار الأنوار ، ج42/ ص: 320. الطبعة الثانية ، مؤسسة الوفاء بيروت/ لبنان ، 1403 هـ).

 وفي عهد الخليفة العباسي الطائع سنة 369هـ (980م) أغار (ضبة بن محمد الأسدي) أمير عين التمر ، الذي كان يتزعم عصابة من اللصوص وقطاع الطرق ، على كربلاء ومشهد (الإمام) الحسين -عليه السلام- . وكان هذا قد اتخذ من (عين التمر) مركزاً لنشاطه وقيامه بأعمال السلب والنهب ، وشن الهجمات على المدن والقوافل ، ومما ساعده على ذلك عدم استتباب الأمن والطمأنينة في البلاد ، فأرسل عضد الدولة البويهي في هذه السنة سرية من الجند إلى عين التمر للقضاء على (ضبة بن محمد الأسدي) ولكن هذا الأخير هرب بعد وصول السـرية إليها(ابن الأثير : الكامل في التاريخ ، ج8/ ص : 710 ، دار صادر بيروت، بيروت لبنان : 1386هـ 1966م ).

 ولم يكتف عضد الدولة بذلك ، بل أولى مدينة كربلاء المقدسة  جل عنايته وكان من أكثر الذين اهتموا بها ، وقام بأهم زيارة له لهذه المدينة في سنة 369هـ (980م) حيث أمر بإعادة بناء مرقد الإمام الحسين -عليه السلام- والدور والمباني المحيطة به ، وقد انتهى العمل من بناء المرقد سنة 371هـ (982م ) . وكذلك أمر قبل وفاته سنة 372هـ (983م) ببناء مرقد العباس -عليه السلام- لأول مرة ، فازدهرت المدينة ازدهاراً واسعاً في عهده وأقيمت المباني الجديدة ما بين المرقدين وحولهما فتوسعت المدينة وأصبحت مهمة في مركزها الديني والعلمي(دائرة المعارف الإسلامية ، ج4/ ص : 637. 2).

 هنا وفي عهد الخليفة العباسي القادر بالله سنة 407هـ (1017م) احترق مشهد الإمام الحسين -عليه السلام- بسبب سقوط شمعتين ، فأحدث ذلك بلبلة في المدينة ظل القبر على هذا الحال حتى قام وزير السلطان البويهي الحسن بن الفضل بن سهلان المعروف بأبي محمد الرامهرمزي سنة 414هـ (1023م) بإرجاع الطمأنينة والسكينة إلى النفوس وأولى المدينة والمشهد اهتمامه (الكامل في التاريخ ، ج9/ ص : 295.). وقام السلطان أبو طاهر جلال الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة البويهي ترافقه حاشية كبيرة من أهله وأتباعه من الأتراك بزيارة مدينة كربلاء ومرقد الإمام الحسين –عليه السلام- وذلك سنة 431هـ (1040م) ومكث فيها مدة من الزمن أجزل خلالها العطايا والنعم على الأهالي مما كان له أثره في تطور المدينة..

 وبعد انحسار نفوذ البويهيين سيطر السلاجقة على العراق ولم يذكر عنهم أنّهم اتخذوا موقفاً معانياً من كربلاء والحائر بل أنّهم محضوا كربلاء احترامهم .وكان أول من زار المدينة السلطان السلجوقي أبو الفتح جلال الدولة ملكشاه مع وزيره نظام الملك مع حاشية كبيرة سنة 479هـ (1087م).


وحدة الاعلام


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :