تواصلاً مع المؤسسات العلميّة والمراكز التخصصية والبحثيّة للاطِّلاع على آخر أعمالها ونشاطاتها ونتاجاتها الثقافية والفكرية،  زار وفدٌ من مركز تراث كربلاء التابع لقسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسية المقدسة برئاسة الدكتور إحسان علي سعيد الغريفي مدير المركز عدداً من المراكز التراثية والمكتبات العامة في مدينة النجف.

   وزار الوفد أوّلاً  مركز تراث سامراء التابع للعتبة العسكرية المقدسة ومقره في مدينة النجف الأشرف واللقاء المميز مع سماحة الشيخ كريم ميسـر المشـرف على المركز، قدم الدكتور إحسان الغريفي شرحاً مفصلاً عن ماهية عمل مركز تراث كربلاء  و أبرز نشاطاته المتنوعة وخططته المستقبلية، وفي إطار حديثه أكّد قائلاً : تراثنا الشيعي بحاجة إلى إحياء مستمر، حيث عانى كثيرًا من  الظلم والاضطهاد والتغييب والتهميش مما يحتم علينا كمؤسسات تعنى بالتراث الشيعي أن  تتظافر جهودنا لأعادت إحيائه وإبرازه للعالم أجمع.  

من جانبه رحّب الشيخ كريم مسير بالوفد قائلاً: أهلاً وسهلاً بكم ونشكر مبادرتكم الطيبة لزيارتنا والتعرف على أعمال مركزنا وما يضطلع به من دور في كشف الحقائق  لإبراز ظلامة الإمامين الهمامين  العسكريين – عليهما السلام- وإرجاع مدينة سامراء إلى الحاضنة الشيعية من خلال الأنشطة الثقافية المتنوعة التي بلغت الـ33 إصداراً في مختلف المجالات. 

وأخيراً تبادل الطرفان مجموعةً من إصداراتهم  المتنوعة.

   كما وشملت الزيارة مكتبة أمير المؤمنين -عليه السلام- العامة للعلّامة الشيخ عبد الحسين الأميني -طيب الله ثراه- صاحب موسعة الغدير كمركز إشعاع فكري يضم آلاف الكتب في مختلف العلوم والمعارف بالإضافة إلى المصحف الشـريف بخط يد الإمام علي بن أبي طالب –علي السلام- وكتاب الشفاء لابن سينا وكتب الصحاح للمذاهب الأربعة التي يعود تاريخها لقرون عدّة وعدداً من المخطوطات النادرة.

واللقاء بسماحة الشيخ الدكتور حيدر محمد علي السهلاني مدير المكتبة تحدث قائلاً : نشكر زيارتكم هذه ونعدّها بادرة للتعاون والعمل المشترك ونحن مستعدون لتزويدكم بجميع المخطوطات التي هي من صميم عملكم الخاص بأحياء تراث كربلاء وعلمائها الأخيار الأبرار.

وأضاف ’’’ أسّست مكتبة أمير المؤمنين العامة في عام 1953 م على يد الشيخ عبد الحسين الأميني من بيته الذي يسكن فيه في وقت كانت فيه مدينة النجف زاخرة بالمكتبات الخاصة للعلماء والكُتاب.

 تميزت هذه المكتبة عن غيرها بكثرة احتوائها على وثائق خطية خطت بيد أصحابها، حيث تحوي أكثر من خمسة آلاف مخطوط و500 ألف رسالة ماجستير ودكتوراه و85 ألف كتاب.

وتخللت الزيارة أيضًا جولةً في أروقة المكتبة المتعددة والاطلاع على  أبرز مقتنياتها الثمينة، فيما تم إهداؤهم مجموعةً قيّمةً من إصدارات المركز المتنوعة.

    الزيارة شملت أيضًا مركز تراث السيد بحر العلوم واللقاء مع الأستاذ حسين السيلاوي أمين المكتبة الذي تفضّل قائلاً :  نثمن الجهد الكبير و القيّم لمركز تراث كربلاء في سعيه الحثيث  لحفظ تراث أهل البيت -عليهم السلام- و توثيقه للأجيال القادمة, مبدياً استعداده التام  لتزويد المركز بكافة المخطوطات والوثائق التي تخص تراث السيد بحر العلوم وعائلته.

فيما بعد أشار الدكتور الغريفي  أنّ هناك بوابة مشتركة بيننا ونطمح للحصول على ما تيسـر من تراث السيد بحر العلوم لتحقيقه ونشره للعلن. 

وبعدها تبادل الطرفان الإهداءات التي ضمّت مجموعة من الإصدارات الفكرية و الثقافية.