وهو عباس بن علي بن علي بن علي بن حسين العاملي الموسوي (1110- 1180 هـ) ولد بمكة وتوفي بها. عالم فاضل وأديب شاعر ورحالة قدير له مؤلفات عديدة ومصنفات منها (نزهة الجليس وأزهار الناظرين) ، جاء في رحلته : « ما أسفر الصباح عن وجه الهنا والانشراح ، رابع ربيع الأول عام ألف ومائة وواحد وثلاثين، من هجرة النبي المرسـل ؛ توكلنا على الرب العلي ، ورحلنا من مشهد علي، قاصدين زيارة الشهيد المبتلى ، المدفون بكربلا ، الحسين بن علي – ومن معه من الشهداء الصابرين ( رضوان الله عليهم أجمعين ) . ففي خامس الشهر المذكور؛ أتينا إلى موضع يقال له الخان الاخير ، ومررنا في طريقنا بقبر النبـي ذي الكفل فزرنا وبلغنا المرام . وفي سادس الشهر ، دخلنا أرض الحائر، مشهد الحسين الطاهر (سلام الله عليه ، وعلى أخيه ، وعلى جده ، وأبيه ، وأمه وبنيه ، وسائر مواليه ومحبيه ... » .
ثم قال : فتشرفت – والحمد لله – بالزيارة ، ولاح لي من جنابه الشريف إشارة؛ فإني قصدته لحال ، وما كل ما يعلم يقال .
وقرت عيني بزيارة الشهيد علي الأصغر ، ابن مولانا الحسين الشهيد الأكبر، وزيارة سيدي الشهيد العباس بن علي بن أبي طالب ( رضوان الله تعالى عليهم أجمعين) .
وأما ضريح سيدي الحسين ؛ فيه جملة قناديل من الورق ( الفضة ) المرصع والعين(الذهب )، ما يبهت العين . ومن أنواع الجواهر الثمينة ، ما يساوي خراج مدينة . وأغلب ذلك من ملوك العجم .
وعلى رأسه الشريف ؛ قنديل من الذهب الأحمر ، يبلغ وزنه منين بل أكثر .
وقد عُقدت عليه قبة رفيعة السماك ، متصلة بالأفلاك وبناؤها عجيب ، صنعة حكيم لبيب .
وقد اقمت شهرين ، بمشهد مولاي الحسين بلدة من كل المكاره جُنة ، كأنها من رياض الجنة. نخيلها باسقات ، وماؤها عذب زلال من شط الفرات ، وأقمارها مبدرة ، وأنوارها مسفرة ، ووجوه قاطنيها ضاحكة مستبشرة ، وقصورها كغرف من الجنان مصنوعة فيها سرر مرفوعة ، وأكواب موضوعة ، وفواكهها مختلفة الألوان . وأطيارها تسبح الرحمن على الأغصان. وبساتينها مشرقة بأنوار الورود والزهور ، وعرف ترابها كالمسك ولونه كالكافور . وأهلها كرام أماثل ؛ ليس لهم في عصرهم مماثل ؛ لم تلق – فيهم – غير عزيز جليل ، ورئيس صاحب خَلق وخُلق جميل ، وعالم فاضل ، وماجد عادل . يحبون الغريب ، ويصلونه من برهم وبُرّهم بأوفر نصيب .
ولا تلتفت إلى قول المؤرخ ابن إياس (ت930هـ ) صاحب كتاب (نشق الأزهار في عجائب الأمصار) ، بأنهم البخلاء الأشرار ؛ فلله خرق العادة ، فأنهم فوق ما أصف وزيادة ... .
واجتمعت بالرئيس المعظّم ، والعظيم المفخّم ، ذي الشرف البذخ والفخر الواضح مولانا السيد حسين الكلدار ؛ يعني ((حامل المفتاح)) . وبأخيه الشهم النجيب الكريم ، النبيل العظيم؛ مولانا السيد مرتضى ( حماه الله تعالى من حوادث القضا). وبالعالم العلامة ، الحبر النحرير الرحلة الفهامة ، ذي الوصف الجميل والذكر الحسن ، مولانا الفاضل الملا أبي الحسن . فجمع بيني وبين الأمير المظفر، الشجاع الغضنفر ، البحر الغطمطم ، الأسد الغشمشم ، بحر الإحسان ومعدن الكرم ؛ الأمير حسين أوغلي بيك إيشك أغاسي باشي حرم سلطان العجم . وكان قد استأذن من السلطان في ذلك العام ، أن يسير إلى العراق لزيارة الأئمة أعلام الهدى ومصابيح الظلام .
وهذا الأمير من أكابر أمراء أصفهان . وهذا الخطاب الذي هو خطاب لرئيس الحجاب على أبواب حريم السلطان ، فأشار على ذلك الأمير المنصور المعان، بالمسير صحبته إلى دار السلطنة أصفهان ؛ لكي يجمعني بالشاه حسين السلطان، فلما تبسم ثغر الصباح ، وتغنى القمري على الأغصان وصاح ، عن رابع جمادي الأول ، عام ألف ومائة وواحد وثلاثين من هجرة النبي المكمل ، رحلنا من كربلاء مشهد الحسين زين العباد إلى دار الخلافة بغداد ».الخليلي ، جعفر ، موسوعة العتبات المقدسة/ قسم كربلاء، ط2، مؤسسة الأعلمي ، بيروت، 1987 ، ج8 ، ص141، 144،145، 146، 147؛الكرباسي ، محمد صادق محمد ، دائرة المعارف الحسينية / قسم المراقد ، تاريخ المراقد ، ط1، المركز الحسيني للدراسات، لندن، 2013 .
ماهي قصة مقام الامام الكاظم ع في كربلاء المقدسة ؟ 12 / 4 / 2018 |
|
صورة لمرقد ابي الفضل العباس عليه السلام 1 / 4 / 2016 |
|
الندوات الدورية في مركز تراث كربلاء 10 / 6 / 2016 |
|
شوارع كربلاء 22 / 8 / 2016 |
|
صور تراثية لبساتين كربلاء المقدسة 23 / 6 / 2016 |
|
خِزانة مخطوطات العتبة العباسيّة...شاهد حضاري ومعرفي كبير 5 / 4 / 2018 |
|