مركز تراث الحلة
أوَّلُ وثيقة حِلِّيّة لاقتناء راديو
التاريخ : 8 / 10 / 2018        عدد المشاهدات : 2097

  حكايةٌ حِلِّيّة جميلة يرويها لنا الأديب والشاعر حامد گعيّد الجبوريّ فيقول:" حقيقة، لم أتصور أن تقع بيدي وثيقة تدلُّ على أنَّ الحكومة العراقيّة لا تسمح لمواطنيها باقتناء المذياع (الراديو)، ولم أقرأ أو أسمع من أحدٍ بذلك من قبل، وقد دللتني الصدفة لوحدها لهذه الحقيقة التي أوردها عن شخصية غريبة الأطوار سبقت أقرانها وألوانها بالكثير، فهو:

السيِّد ضايع السيِّد كريم عـبَّاس الموسويّ

تولّد 1910م، شهيد انتفاضة آذار1991م الخالدة، أُعدم رميًا بالرصاص بمقابر الحِلَّة الجماعية يوم 23/3/1991م.

تعلَّم السيِّد (ضايع) القراءة والكتابة عند (الملالي) أيام زمان، ومَن كان يتعلمها تنفتح شهيته لمتابعة ما يدور حوله سياسيًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا، والمذياع: هو الوسيلة الشائعة في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، وبما أنَّ مدينة الحِلَّة ليس فيها محل لبيع هذه الأجهزة، ولأنَّه مصرٌ على اقتنائه، فقد عزم على الذهاب الى العاصمة بغداد لشراء هذا الجهاز الساحر الذي سمع به، وكان يسمى حينئذٍ بـ (الصندوق).

وفعلًا، ابتاع المذياع (الراديو) من محل يقع في بغداد/ الكرخ لصاحبه السيِّد(محمَّد جاسم دبّاس) في 25/1/ 1945م، ووقع البائع والمشتري على تلك الوثيقة وأُشهد أحدهم على صحة البيع، وعاد السيِّد (ضايع) فرحًا بمذياعه الذي يعمل ببطارية جافة (نضيدة) ووضعه في مضيفه الذي هو أشبه بالمقهى الشعبية.

 كان (رحمه الله) منفتحًا على الجميع، وكان يسمح بجلوس النسوة خلف إزار أعَدّهُ لهنَّ ليستمعن الى (صندوق العجائب) كما يستمع له رجالهن وأولادهن، وقد فوجئ حينما قيل له:( لقد سمعنا بأنَّ الراديو ممنوعٌ اقتناءه وقد تسرَّب الخبر الى الحكومة ونحن نحبّك ونخشى عليك)، وفي اليوم الثاني ركب الى المدينة، وما عاد إلى قريته إلَّا ومعه إجازة (اقتناء راديو)، ولم تكن دوائر الأمن الجهة المسؤولة عنه آنذاك، إنّما كانت دائرة البريد والبرق والهاتف هي الجهة المختصة، وكانت الإجازة برقم 365 في 1950م .

 

إجازة اقتناء راديو باسم السيد ضايع


اعلام مركز تراث الحلة


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :