مركز تراث كربلاء
الشاعر خليل عجمي العاملي ..وشعره في الحسين عليه السلام
التاريخ : 6 / 7 / 2018        عدد المشاهدات : 4954

 

الشاعر خليل عجمي العاملي

حياته و آثاره: خليل عجمي هو أديب وشاعر لبناني غزير الإنتاج ، أستاذ في الأدب العربي ، عمل مدرسّاً للّغة العربيَّة في عددٍ من ثانويَّات لبنان ، ولد في بلدة (معركة) جنوب لبنان سنة 1954 م نظم الشعر باكراً وأولى قصائده كانت في السَّنة الرابعة ابتدائي من المرحلة الدراسيَّة  ، تلقَّى دروسَه الابتدائية في بلدتِه معركة والثانويَّة في مدينة صور والجامعيَّة في بيروت .

عارض الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في العام 1982 م وألقى العديد من القصائد المندّدة ،مما عرَّضه ذلك للاعتقال في سجن أنصار الشَّهير، وفي المعتقل كان له قصيدة كتبها على قطعةِ قماشٍ وأرسلها لوالدته ، يقول فيها :

 

ماذا أحدّثكم ووجهي وارم==وعلى الضّلوع من الأذى أزرار

شدُّوا يديّ إلى الوراء وأحكموا==ضرباتهم بخواصري وتباروا

لكنَّني أحسستُ رغم تألّمي==أنّي شجاعُ فارسٌ مغوارُ

 

شارك في العديد من المهرجانات على جميع الأراضي الُّلبنانية ،  وأجرى الكثير من المقابلات التّلفزيونيَّة والإذاعيَّة .

من دوواينه:  قصائد الانتصار رقصة البنادق القناديل الخضـراء البيارق مصابيح الكلام قنابل مضيئة .

نظم  أكثر من ألف بيتٍ من الشّعرِ في مدحِ أهل البيت الأطهار وواقعةَ كربلاء

وله منها قصيدة: عنوانُها ( شمسُ الطُّفوف ) , فيقول ما جادت به قريحته الحسينيَّة من محبَّة وتقديرٍ وتفان في سبيل إحياء شريعة الله ودينه القويم  , مقاومة وجهاداً مستمراً:

يا شمسَ هذا الكون قومي واسردي ==ما قد جرى بالطفِّ ثم تشهّدي

 وتألّقي نوراً بمصباح الهُدى== لولا مصابيح الهدى لم توقدي

 يا شمسُ ما لي لا أراك حزينةً==وعلامَ لا تتعمّمينَ بأسودِ

والقهر عمّ الكون مع أرجائه==حزناً على استشهاد أشرف سيِّدِ

يا شمسُ قومي واشرئبّي واحزني== فالحزن يأخذنا لأشرف موعدِ

 أنتِ التي قد كنتِ شاهدةً على ==إجرامهم آن الأوان لتشهدي

 أنتِ التي شاهدتِ ظلمَ أميّة== للساهرين على رسالةِ أحمدِ

في كربلاء لنا مواقف عزّةٍ ==لولا الشهادة والفدى لم تولدِ

هل تذكرينَ على الطفوف مشاهداً==قرب الفرات لآل بيت محمدِ

 هاتي اخبرينا عن ملاحم كربلا== عن ذلك اليوم العظيم المَشهدِ

وتحدّثي عن آل بيت المصطفى== وجهادهم ضدّ العدوِّ الملحدِ

 وتنشّقي عطر النخيل فإنّه عبق== النجيع وبلسمُ الجرحِ الندي

 وإذا مررتِ على الطفوف فقبّلي== خدّ التراب بحسرة وتودُّدِ

 فهناك قد خطَّ الجهاد ملاحماً ==بدمٍ أبيِّ الضّيْم لم يتبدّدِ

بردَتْ حروب الكون رغم سعيرها== ودمُ الحسين بكربلا لم يبردِ

 وإذا وقفتِ على مشارف كربلا ==فتيمّمي بدم الشهادة واسجدي

 وتألقي بحضارة النهج الذي== يزهو به فجر الدَّم المتوقدِ

 وتباركي حباً بآل المصطفى== حتى تظلِّي رمز كلِّ تجدُّدِ

 فجميع ثورات الشعوب على المدى==لولا مآثر كربلا لم توجدِ

حتى الحضارة لا تُساوي كلّها== من نهج آل البيت حرفاً أبجدي

بالطفِّ قد وقف الحسين منادياً== يا أرض قرّي يا سماوات اشْهدي

 صلّى صلاة الظهر في ساح الوغى== بين السيوف كأنه في مسجدِ

وبنو أميّة يُطلقون نبالهم ==نحو الإمام الثائر المتعبّدِ

فكأنه فوق الطفوف غضنفرٌ== وبنو أميّة كالقطيع الأجردِ

 برقتْ سيوف أميّةٍ في كربلا== ظُلماً ورغم بريقها لم تَرعُدِ

 لكنّهم خسئوا بكل فِعالهم ==ومحاهُمُ الفجرُ الحسينيّ الغدِ

 لا بالسيوف تحقّقتْ آمالهم== أبداً ولا نالوا المآرب باليد

 وإلى الحضيض هَوَوا بكل علوجهم== ومقام أهل البيت فوق الفرقد

 

إنَّ مُجمل قول الشَّاعر في أبياتهِ هذه هي الإشَارة بشجاعةِ وشهادة الحسين ع- وسموّ مجده ورفيع مقامِه وخلوده ومزاره , واندثار بني أميَّة أباً عن جد ومَحو ذكرهم ..

ومن قصائده الكربلائيَّة أيضاً: قصيدةً له بعنوانِ (ثائر من كربلاء) ألقاها بمناسبة الذّكرى الخالدة للعاشر من محرَّم يقول فيها :

 

قتل الحسين بكربلا فتخلدا==لكن موت يزيد كان مؤبدا

وقف الإمام بقومه متأملاً==جيش ابن سعد قادماً فتنهّدا

ومضى الإمام إلى الجموع مخاطباً==كالعندليب أمام غربان شدا

يا قوم كفوا شركم ولتعلموا==أني ابن فاطمة وجدي المفتدى

وابي أمير المؤمنين وسيفه==هذا الذي قد جئت فيه مقلّدا

انسيتم انّي حفيد المصطفى==وهو الذي في الوجود تمجّدا

أنسيتم أن الخلافة حقّنا==والناس هم خبر ونحن المبتدا

ولطالما أني ابن بنت نبييكم==فعلام هذا الجيش جاء مهدّدا

ماذا ستنتظرون من ربّ السما==بعد الذي فيه أسأتم للهدى

وتقدم البطل الغضنفر نحوهم==كتقدم الرجل الأشم إذا حدا

ما إن تلظى الوقع واحتدم الوغى==فإذا الفتى العباس أقدم منشدا

ها قد أتيت أنا فمرني ياأخي==إنّي أريد اليوم أن أستشهدا

ومضى الشجاع إلى القتال كأنه==أسد رأى تلك الثعالب موردا

ورد الفرات ليستغيث بقطرة==يروي بها العطش الذي فيه ابتدى

فرمى بماء النهر فوق ضفافه==متذكراً عطش الحسين فما اجتدى

بل عاد للميدان يصرخ يا أخي==الماء دونك لم يكن لي موردا

أما الحسين فقد تذكّر ابنه==العطشان فاشتعلت به نار الفدا

حمل الشريف رضيعه متسائلاً==ما ذنب هذا الطفل يأكله الصدا

اسقوه بعض الماء فاختلفوا له==لكن حرملة اللعين تمردا

قطع النزاع بنبلة في نحره==فابتلّ في دمه الزكي مغردا

وضع الإمام رضيعه فوق الثرى==والقلب مشتعل عليه توقدا

وإذا به كالليث يحمل سيفه==ويكاد فوق جواده أن يرعدا

 


وحدة الاعلام


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :