وقف علماء الدين في كربلاء المقدسة مع اهالي كربلاء بكل ثقلهم مع حركة رشيد عالي الكيلاني في مايس (آيار) عام 1941م ، ضد الاحتلال البريطاني ، فكان العلماء في طليعة الداعين لهذه الحركة الوطنيّة يتبعهم المثقفون والوطنيون ورجالات ثورة العشرين.
كان الكربلائيون قد أيّدوا حركة مايس عام 1941م التي قادها رشيد عالي الكيلاني والعقداء الأربعة بالإضافة إلى بعض السياسيين وتنصيب الشريف شرف بدل الوصي عبد الإله.
وساند عدد من اهالي المدن المجاورة اهالي كربلاء في موقفهم هذا ، فقد جاء في كتاب (سلمان البراك) ما نصه: (قاد الشيخ سلمان البراك رئيس عشيرة البو مساعد في حين قاد الشيوخ الآخرون عشائرهم وتوجّهوا إلى كربلاء. وكان يتقدّم عشيرة البو مساعد إبن أخ الشيخ سلمان البراك المدعو مظهر حسين البراك الذي كان الشيخ سلمان يعتمد عليه كثيراً، وهم يردّدون الأهزوجة التالية:
صقر أخشاب احنه تلوكنّا |
|
يا سلمان أول فوج إلنا
|
والمقصود أنّ فوج البو مساعد سيكون أول فوج يدخل المعركة، وعند اقترابهم من مدينة كربلاء المقدسة استقبل الشيخ سلمان البراك والشيخ عبود الهميص وبقية الشيوخ مع عشائرهم المسلحة بالحفاوة البالغة والتكبير والتهليل والأهازيج وأقيمت الولائم من قبل وجهاء كربلاء من آل كمونة وآل الصافي وغيرهم. كما رحبت مدينة كربلاء بقدوم هؤلاء الزعماء فنشرت جريدة (الندوة) الكربلائية العدد 10 في 1 حزيران 1941م ما نصه: ((قدم إلى كربلاء الزعيم المجاهد سلمان البراك على رأس رهط من المجاهدين للإلتحاق بالقوات المسلّحة فنرحّب بمعاليه أجمل ترحيب ونرجو للمجاهدين النصر المبين)) .
تعتبر حركة مايس عام 1941م أهم حركة قومية اعتمدت السلاح ضد المستعمر الغاصب فقد انتفضت طلائع شجاعة من ضباط وجنود الجيش لتفجّر ثورة مسلّحة عارمة في الثاني من مايس عام 1941م ضد الإنكليز، بهدف التخلّص من سيطرتهم وتأمين الإستقلال التام والسيادة الوطنية للعراق، وقد كان لهذه الحركة شعبيتها الواسعة منذ البداية حيث ولدت مع مولد حركة الضباط القوميين الذين كانوا يعبّرون عن التيار القومي الذي كام قد بدأ يسري في أنحاء العراق والوطن العربي مطالباً بالحرية والإستقلال للأقطار العربية، وإذا كانت هذه الثورة لم تستطع من تحقيق ما قامت من أجله بسبب قوة البطش وخيانة الحكّام الضالعين في ركاب الإنكليز ودفع قادتها رؤوسهم ثمناً لها، إلأ أن تلك الحركة الشجاعة فتحت الباب لمرحلة جديدة في تاريخ قواتنا المسلّحة وزجّتها في المعترك السياسي ونشرت بين صفوف أبنائها الأفكار الوطنية والتحرّرية، وعمّقت الوعي لديها بضرورة مواصلة كفاحها ضد المحتلين.
يقول السيد سلمان ال طعمة من مؤرخي مدينة كربلاء :((وكانت لمدينة كربلاء المقدسة دور متميّز في تأييد الثورة والدعوة إلى إسنادها ودعمها لأنها كانت ثورة تعبّر عن طموح وأماني الشعب، وذلك من خلال صحيفة (الندوة) الكربلائية وجمعية (ندوة الشباب العربي) حيث تابعت نشر وقائع الثورة وبياناتها العسكرية عن خسائر العدو إضافة إلى ما نشرته من نداءات العلماء الأعلام دفاعاً عن الدين والوطن أمثال: السيد حسين القمي والسيد ميرزا هادي الحسيني الحائري والسيد عبد الحسين الحجة الطباطبائي والشيخ عبد الحسين نجل آية الله الشيرازي والشيخ محمد بن داوود الخطيب .
وفي اجتماع جماهيري أقيم في صحن العباس عليه السلام في الرابع من مايس 1941م ألقى معتمد (ندوة الشباب العربي) المحامي السيد محمد مهدي الوهاب آل طعمة خطاباً حماسياً بعنوان (لبيك يا وطني لبيك) ألهب فيه حماس الجماهير المحتشدة في الصحن الشريف، ودعاهم إلى إسناد الثورة والإلتفاف حولها، وفي نهاية الاجتماع خرجت تلك الجماهير في مسيرة كبرى طافت شوارع كربلاء. ثمّ رفع رؤساء العشائر ووجهاء المدينة برقيّات إلى رئيس الوزراء رشيد عالي الكيلاني أكدوا فيها وقوفهم إلى جانب الحكومة الوطنية، وبعد سقوط الثورة ألقي القبض على كثير من الوطنيين في كربلاء منهم عبد المهدي القنبر والسيد إبراهيم شمس الدين القزويني وغيرهما وزجّوهم في سجن نقرة السلمان، ومن الأسماء التي شاركت في هذه الثورة الشيخ محمد صادق الهر (الشيخ صبري) أيضاً إضافة إلى القنبر والقزويني)).
مساجد وجوامع تاريخية 23 / 6 / 2016 |
|
خِزانة مخطوطات العتبة العباسيّة...شاهد حضاري ومعرفي كبير 5 / 4 / 2018 |
|
صور تراثية لبساتين كربلاء المقدسة 23 / 6 / 2016 |
|
الحشود المليونية في كربلاء تجدد البيعة لابي الاحرار عليه السلام |
|
الندوات الدورية في مركز تراث كربلاء 10 / 6 / 2016 |
|
اسواق كربلاء 22 / 8 / 2016 |
|