مركز تراث كربلاء
الفقيه ابن حمزة ..تاريخ حافل بالعلم والمؤلفات
التاريخ : 5 / 4 / 2018        عدد المشاهدات : 1430

 

هو محمد بن علي بن حمزة الطوسي المكنى بابن الحمزة عماد الدين، وعالم جليل من أهل المائة الخامسة وفي رواية أنه من ذرية أبي الفضل العباس علي(ع) كما ورد في الزيارة الموضوعة في جبهة مرقده. وهو عالم فاضل صالح ورع، جاء في كتاب امل الآمل ما نصه: الشيخ عماد الدين محمد بن علي بن حمزة الطوسي المشهدي فقيه عالم واعظ له تصانيف منها: الوسيلة، الواسطة، الرابع من الشرايع، مسائل في الفقه، قال منتجب الدين، وقال الشيخ عباس القمي: عماد الدين محمد بن علي بن حمزة الطوسي المشهدي الثقة الفقيه الجليل. وليس بين أيدينا مصدر قديم موثوق به يثبت أن هذا المرقد للسيد المرفوع نسبه إلى أبي الفضل العباس ع ، تاريخ وفاته غير معروف. ويستفاد من بعض المصادر أنه توفي في المائه الخامسة ودفن في بستان شرق كربلاء المقدسة على بعد 1 كم من ضريح الامام الحسين ع  وقبره اليوم معروف.

مكانته لدى العلماء:

وأقدم من أشار إليه الشيخ منتجب الدين  (ت بعد 600 هجرية  ) فذكر أنّه فقيه وأورد له عددا من الكتب منها الوسيلة.

كما أنّ ابن شهر آشوب وهو أيضا من أصحاب الفهارس في القرن 6 هـ، وإن لم يذكر اسمه، غير أنّه ذكر ضمن كتب مجهولة المؤلف كتاباً باسم الوسائل الى نيل الفضائل ،ربما كان هو نفس كتاب الوسيلة الى نيل الفضيلة  لابن حمزة. .

نزعة ابن حمزة الفقهية

يعتبر ابن حمزة من أتباع مدرسة الشيخ الطوسي  حيث تدلّ المقارنة بين فتاواه في الوسيلة وبين فتاوى الشيخ الطوسي أنّه يقبل الإطار الفقهي  للشيخ، وكان أكثر استفادة في تأليفه لـ الوسيلة من النهاية من بين آثار الشيخ الطوسي، إلى حد أنّ ابن ادريس  يعتبره تابعا لكتاب النهاية (دون أن يذكر الاسم)كما يمكن اعتباره في الفقهاء الذين أوردهم الحمصي (فقيه في النصف الثاني من القرن 6 هـ) وذكر أنّهم يملكون فقه  الشيخ الطوسي، وأنّه من أتباعه في الحقيقة.

خصائص فقه ابن حمزة

ولاشك في أنّ أحد أبرز خصائص فقه ابن حمزة أسلوبه في بيان الأحكام. فهو في البدء يميّز شقوق المسألة المختلفة بالعدد وبشكل مجمل ثم يفصّلها واحدةً واحدةً، فيميز في تقسيماته هذه بين الواجب والمحرم والمستحب والمكروه والفعل والترك والكمية والكيفية ويورد كلا منها على حدة. يقول في مقدمة الوسيلة :إنّ هذا التقسيم ليسهل حفظ الكلام؛ وإن لم يكن ابن حمزة مبتدعا لهذا الأسلوب، غير أنه قد بلغ به الكمال.

ومن خصائص فقه ابن حمزة الأخرى تعريفه للاصطلاحات الفقهية في مقدمة بعض الأبواب، وقد أفاد من آراء الفقهاء المعاصرين له بالإضافة إلى الطوسي، فنقلصراحة مثلا آراء أبي يعلى سلار الديلمي. وإذا ما قورن بين أسلوب تلك الآثار يتبيّن أنّه تأثر إلى حد ما بأبن البراج الفقيه أيضا.

أثر فقه ابن حمزة على العلماء

رغم أنّ اسم ابن حمزة لم يرد في كتب النصف الثاني من القرن 6 هـ، غير أنّ تأثير فقهه يبدو واضحا فيها. فإذا ما قورن بين ما ورد عند الراوندي  في فقه القرآن وبين الوسيلة تبيّن تأثر الراوندي بابن حمزة، فالراوندي يتبعه حتى في بعض الاحكام ، كحكم دم الكلب والخنزير في لباس المصلي.

وتأثر ابن إدريس في السرائر الذي ألف في 587 ــ 588 هـ ونقل الكثير من الوسيلة بعبارة بعض كتب أصحابنا وغالبا ما يشير إلى آراء ابن حمزة بشكل لا يخلو من النقدغير أن آراء ابن إدريس تتفق أحيانا مع آراء ابن حمزة.

مدرسة الحلة

وقد اهتمت مدرسة الحلة اهتماما بالغا بكتاب الوسيلة في القرن 7هـ، فقد جعل المحقق الحلي  (ت 676هـ) الوسيلة إطارا لعمله، ولا سيّما القسم المتعلق بالعبادات من الشرائع، دون التصريح باسم ابن حمزة، ولم ينهج نهجه تماما في تبويب قسم العبادات فحسب، بل تأثّر به تأثّرا واضحا في أسماء الأبواب وطريقته في عرض المسائل وأحيانا في المحتوى. وقد صرّح باسم ابن حمزة كل من يحيى بن سعيد الحلي  (ت 690هـ) في نزهة الناظر والآبي  في كشف الرموز الذي أُلّف في 672 هـونقلا عنه فتاواه. ولا بد من اعتبار أوج الحديثعن ابن حمزة في كتب الحلة الفقهية يتمثل في كتاب مختلف الشيعة لـلعلامة الحلي  (ت 726هـ)، فقد كان كتاب الوسيلة، كما يبدو من رسالة الوزير العلقمي إلى تاج الدين ابن الصلايا، من أكثر الكتب انتشارا بين شيعة العراق (ولا سيما الحلة) في القرن 7هـ.

آثاره

له العديد من المؤلفات، ومنها:

  • الوسيلة الى تيل الفضيلة  طبع هذا الكتاب في طهران ضمن الجوامع الفقهية.
  • الواسطة ، ذكر له هذا الكتاب منتجب الدين. وتوجد في آخر نسخ الوسيلة الموجودة، يبدو ومن ظاهر بعض العبارات أنّها جزء من كتاب الواسطة.
  • المعجزات ، ذكره له منتجب الدين أيضاً، وذهب بعضهم إلى أنّ كتاب الثاقب في المناقب  الذي حققه نبيل رضا علوان، وطبع في قم عام 1421 هـ هو لصاحب الوسيلة، ظنا منهم أنه نفس كتاب المعجزات، وأغلب الظن أنّ هذا الكتاب تأليف نصير الدين عبد الله ابن حمزة الطوسي، وهو عالم إمامي  في القرن 6 هـ.
  • الرائع في الشرائع 
  • مسائل في الفقه .

ونسب إليه أحد تلامذة الصيمري من المتأخرين كتابين بدون ذكر المصدر باسم التعميم والتنبيه.


الشيخ عقيل الحمداني - وحدة الاعلام


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :