مركز تراث كربلاء
التراثُ الكربلائيُّ يطرِّزُ أجنحةَ معرضَ (تراثُنا هويّتُنا) السنويّ الأوّل
التاريخ : 2 / 4 / 2018        عدد المشاهدات : 1448

 بمناسبة الذكرى الخالدة لمولد أمير المؤمنين ومولى الموحّدين علي بن أبي طالب-عليه السلام- ولإظهار ما تمتلك مدينة كربلاء المقدسة من خزينٍ وافرٍ من التراث الفكري والثقافي الذي أنتجه علماؤها ومفكروها, والذي يُعدُّ الذخيرة التي نفتخر بها والسُلّم الذي نرتقي به قِممَ المجد، شارك مركز تراث كربلاء في معرض (تراثُنا هويّتُنا) السنويّ الأوّل الذي أقامه قسمُ شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة عصر يوم الجمعة (12رجب 1439هـ) الموافق (30 آذار 2018م).

  حفل افتتاح المعرض أُقيم على قاعة الإمام الحسن-عليه السلام- في العتبة المقدّسة وبحضور المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي - دام عزّه- وأمينها العام المهندس محمد الأشيقر - دام تأييده- وجمعٌ كبير من علماء الدين والأكاديميّين والمهتمّين والإعلاميين ونخبة من والمختصّين بالتراث والتاريخ.

استُهلّ حفل الافتتاح  بتلاوة آيات من الذكر الحكيم أعقبتها قراءةُ سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار بعدها عُزف النّشيدُ الوطنيُّ ونشيد العتبة العبّاسية المقدّسة (لحن الإباء)، ثمَّ جاءت كلمةُ المتولّي الشّـرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السّيّد أحمد الصّافي - دام عزّه- والتي جاء فيها: "ما أكثرَ ما كتب الأوائل وما أجمل ما كتبوا، فقد كانوا يقدّمون ما كتبوا على ما يأكلون، وهذا التاريخ الحافل هو تراثنا الذي نعتزّ به".

وأضاف سماحته: "هذا التراث هو مدادُ العلماء الذين نتشـرّف بهم، وبالإضافة إلى هذا المداد كانت هناك أنهر دمٍ أيضاً دفعها العلماء(رضوان الله تعالى عليهم) ثمناً للحقّ وللكتابة، ولو أردنا أن نعدّد الشهداء من العلماء لطال بنا المقام، والحوزات العلميّة إلى الآن شاهدة على ما كتبوا، وما غاب عنّا أكثر، ولعلّ من مسؤوليّتنا أن نكمل ما صنع الأوائل من خلال البحث عن هذا التاريخ والحفاظ عليه، فهذا التراث يمثّل هويّةً نعتزّ بها، فالأمّة بلا تراث أمّةٌ مقطوعة النّسب ".

وتابع قائلاً: "اليوم نشاهد الكمّ الكبير من المشتغلين بهذا التراث، ولعلَّ فينا بعض الأعلام (أطال الله في أعمارهم) الذين قضوا حفنة من سنين أعمارهم وأثروا المكتبة الإسلاميّة بهذا الأثر الطيّب، وهم مبثوثون في أماكن متعدّدة من المدن الإسلامية".

وأشار سماحته: "العتبة العبّاسية المقدّسة أخذت على عاتقها أن تبحث في تراث ثلاث مدن(البصرة والحلة وكربلاء) وستكون هذه المراكز بعون الله تعالى نواة للبحث عن تراث بقيّة المدن، وجزى الله الإخوة العاملين على هذه المراكز فهم في عملٍ دؤوب لاستنطاق هذه المدن فيما كتبت وفيما ألّفت وفيما نشـرت، وبرز فعلاً الى العالم شيءٌ نعتزّ به من هذه المراكز الثلاثة".

وأضاف: " نتشرّف بحضوركم في هذا المعرض للاستفادة وللإطلالة على بعض المعروض الذي عمله الإخوة، فالمهمّ في الأمر أنّنا نحتاج فعلاً إلى الاهتمام بالتراث بأوسع ما يُمكن وعلى جميع المستويات، وأقصد التراث المعرفي وعن كلّ ما يمتّ لهذه العلوم المهمّة، ونحن في العتبة العباسيّة المقدّسة حاضرون لكلّ مشورة تقدّم ولكلّ همّة لا تجد أحداً، لأنّنا نرى أنّ هذا جزءٌ من عملٍ ملقى على عاتقنا بمقدار ما نسع".

جاءت بعدها كلمةُ المحقّق الكبير سماحة السّيّد أحمد الحسيني الأشكوريّ حيث بيّن فيها قائلاً: "نمتلك خزيناً وافراً من التراث وكانت هناك جهودٌ كبيرة من أجل إخراجه وإظهاره، وكانت المساعي في هذا الموضوع مساعي كبيرة، لكن السياسات بمختلف العصور غطّت على هذا الموضوع، وبالرغم من الحرق والغلق وأمثال هذه الآفات نرى كثيراً من التراث الآن في المكتبات الخاصّة والعامّة، وقد رأيت أنا في أسفاري وفحصي للمخطوطات الكثير من الأعلاق النفيسة التي لم يطّلع عليها أحد، وفهرست كثيراً للاطّلاع وأسّست مجمع الذخائر الإسلاميّة أوّلاً ثمّ مركز إحياء التراث الإسلاميّ، وبدأت بتصوير مخطوطات من المكتبات الخاصّة والعامّة، وحتّى الآن أصبح لدينا من المخطوطات أكثر من مئتي ألف مصوّرة".

بعدها جاءت كلمةُ مدير مكتبة الإمامين الجوادين السيد أياد الشهرستاني، وممّا جاء فيها: "إنّ ما خلّفه العلماء من تراث هو الذخيرة التي نفتخر بها، وإنّ من دواعي الفخر والاعتزاز أن ترتقي العتبات المقدّسة في خدماتها المختلفة في خدمة المجتمع، فكان للعتبة العبّاسية المقدّسة دورٌ كبير في ذلك، خصوصاً في مجال العلم والمعرفة وإحياء التراث، وما هذه اللقاءات إلّا شاهدٌ تاريخيّ على هذه الحركة العلميّة للعتبة العبّاسية المقدّسة، وهذه اللقاءات العلميّة لها أعظم الأثر في التلاقي المعرفي وإحياء تراث أمّتنا، وقد لمسنا هذا الأثر في قسم المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة بصورةٍ خاصّة، من خلال التعاون المستمرّ والتنسيق المشترك وتبادل الآراء والاطّلاع على حجم النتاج الفكريّ الذي يقوم به هذا القسم المبارك".

أعقبت ذلك كلمةٌ لمكتبة بيت الحكمة ألقاها الدكتور إسماعيل الجابري وبيّن فيها: "إنّ هذه المبادرة التي بادرها قسمُ شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة مبادرةٌ مهمّة، وجاءت مرتكزة على اهتمامٍ سابق ومشهود في مجال الحفاظ على التراث العربي الإسلاميّ، وهذا يمثّل مرتكزاً أساسيّاً في توجّه العتبة العبّاسية المقدّسة في الحفاظ على التراث من الضياع والتخريب".

بعد ذلك شنّف أسماع الحاضرين الشاعر د. عادل البصيصيّ بقصيدةٍ ولائيّة أعقبه تكريم جملةٍ من الشخصيّات الفاعلة  في شؤون التّراث، ومن ثمّ توجّه الحضور برفقة الأمين العام للعتبة العبّاسيّة المقدّسة لافتتاح معرض(تراثنا هويتنا) الذي احتضنته مسقّفات منطقة ما بين الحرمين الشريفين.

مشاركة مركز تراث كربلاء في المعرض تضمّنتها ثلاثة أجنحة كان أوّلها جناح المخطوطات والوثائق الذي عرضت فيه صورٌ للكثير من المخطوطات والوثائق التي تتعلّق بتراث مدينة كربلاء المقدّسة، أمّا الجناح الثاني فكان جناح اللوحات الفنيّة التي مثّلت مراحل تطوّر العتبة الحسينية المقدّسة والهجمات التي تعرّضت لها من قبل أعداء الإسلام عبر التاريخ، أما الجناح الثالث فهو جناح الصور التراثية الذي احتوى على أكثر من (80) صورة لعلماء كربلاء وشخصياتها وخدَمة المنبر الحسيني وأبرز معالم المدينة القديمة.  

 

 


وحدة الإعلام


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :