مركز تراث كربلاء
علماء رقدوا في كربلاء ..عبد الحسين الطهراني
التاريخ : 21 / 3 / 2018        عدد المشاهدات : 1283

   العلامة عبد الحسين الطهراني : أحد أرباب المعقول والمنقول، وأفضل الفضلاء من أهل الفروع والأصول، حامي الإسلام كهف المسلمين، العلم الربّاني والهيكل الصمداني، الشيخ عبد الحسين الطهراني أعلى الله مقامه، من لا تعد فضائله على تمادي الأيام والدّهور ولا تحصى مزاياه على تتابع الأزمنة والدّهور، مروج الأحكام ومزيل الأوهام، عالم جليل وفاضل نبيل وفقيه جليل وزعيم محنّك له نفوذ واسع.

   من أعماله الخالدة مدرسته المعروفة ومسجده في طهران، والتعميرات التي أجراها في الجهة الغربية من صحن الحسين (ع) وكان يمتلك مكتبة ضخمة احتوت على مخطوطات نادرة لا توجد عند غيره، وهي تمثّل اليقظة العقلية والأدبية ونهضة الأدب الحديث.

   ذكره شيخنا الطهراني فقال: (هو الشيخ عبد الحسين بن علي الشهير بشيخ العراقيين الطهراني مجتهد كبير من أعاظم علماء عصره).

   وقال عنه: (حضر من النجف على الشيخ محمد حسن صاحب (الجواهر) حتى أجازه في الإجتهاد وعاد إلى طهران فأصبح زعيماً دينياً في طهران، له مرجعية عظيمة ونفوذ كبير، وهو من عباد الله الصلحاء الأبرار الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر مهما كلّفه الأمر، ولا يخشى السلطان بل كان السلطان يخشى صولته، وقد عارض ناصر الدين شاه القاجاري في كثير من الفضائل التي كان يرى أنها لا توافق أحكام الشرع الشريف حتى ضجر منه وضاق به المخرج ورغب بنفيه إلى العراق ولكنه خشي صولته ومكانته في النفوس وكان يفكر في الخلاص منه بشكل لا يبدو منه إهانة عليه حتى امتدّت بعض الأيادي المادية إلى ثلث الأمير الميرزا تقي خان الصدر الأعظم المقتول في سنة 1268هـ والذي كان المترجم وصيّه على ثلثه، فراجع السلطان ناصر الدين شاه بذلك فرأى الفرصة مواتية للتخلص منه، فرغّبه في المجيئ إلى العراق وتذهيب قبّة الإمامين العسكريين عليهما السلام في سامراء بالأموال المذكورة، فهبط العراق بأهله وعياله في سنة 1271هـوحظي بأعجاب الحكومة العثمانية وولاة وحكام العراق وقام بذلك على أكمل وجه وخلّف لنفسه ذكراً طيباً في مراقد الأئمة عليهم السلام يُقرن بالرحمة وطلب المغفرة. وله غير ذلك آثار بالغة في غبرة الدهر منها مدرسته الكبيرة المعروفة باسمه وبجنبها المسجد الكبير العالي بطهران المعروف بمسجد شيخ العراقين إلى اليوم، ومنها تعميرات في كربلاء بالروضة الحسينية، ولما فرغ من تعمير قبّة العسكريين رجع إلى الكاظمية فتوفّي بها في 22 شهر رمضان سنة 1286هـ ونقل إلى كربلاء فدفن في بعض حجرات الصحن الشريف قرب مدرسة الصدر التي بناها هناك من ثلث الصدر الأعظم المذكور. وأرّخ وفاته تلميذه الميرزا محمد الهمداني المعروف بإمام الحرمين بقوله:

منذ عبد الحسين مولى البرايا
 

 

فاض من ربّه عليه النور
 

طار شوقاً إلى الجنان سريعاً
 

 

ودعاه إليه أرخ (غفور)
 
 
 

وحدة الاعلام- الشيخ عقيل الحمداني


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :