مركز تراث الحلة
السيد مسلم الحلّي
التاريخ : 20 / 12 / 2017        عدد المشاهدات : 3459

زخرت مدينة الحلة بالعلم والأدب لما نبغ فيها من علماء وأدباء، وقد ذُكر هذا في ثنايا الكثير من النصوص، وقد امتازت هذه المدينة عن غيرها باحتضانها فكر مدرسة أهل البيت الطاهر(عليهم السلام)، واعتنت بترجمته ونشره، ولتسليط الأضواء على هؤلاء العلماء الأجلاء، نقف اليوم مع سماحة السيد مسلم الحلي، بدءاً هو :

السيد مسلم حمود الحسيني الحلي

 مسلم بن حمود بن ناصر بن حسين بن علي بن محمد بن حسن بن هاشم بن عزّام الصغير بن محمد بن عزام الكبير الحسينيّ الحليّ.

ولد عام 1334هـ - 1916م في مدينة الحلة محلة المهدية، فنشأ فيها محباً للدين والمذهب، ومحبوباً بين أقرانه.

 دخل الدرس العلمي ونَهل علومَهُ ومعارفَهُ من معين الأعلام في عصرهِ، وتتلمذ على جهابذة الفقه والأصول وفطاحل الاجتهاد من العلماء الأفاضل ومن أولئك العلماء الأعلام، والده الفقيه الحجة السيد حمود الحسيني الحلي.

السيد حمود ناصر ال عزام الحسين

انتقل الى النجف الأشرف لدراسة السطوح ثم مباحث الخارج على أساطين عصره كالشيخ ضياء الدين علي النجفي العراقي، والشيخ مرتضى ابن الشيخ علي محمد النجفي الطالقاني، والشيخ حسين جعفر كاشف الغطاء، وأبو الحسن الأصفهاني، والسيد حسين الحمامي الموسوي النجفي، والشيخ عبد الحسين الحلي، والسيد عبد الهادي الشيرازي الحسيني، والسيد محسن الطباطبائي الحكيم، والسيد محمود الحسيني الشاهرودي، والسيد حسن ابن السيد آغا بزرگ بن علي أصغر البنجوردي، والشيخ حسين الحلي.

عُين مدرساً في مدرسة الشيخ كاشف الغطاء بعد إن حصل على درجة الإجتهاد المطلق، ثم ذهب الى بغداد وأسس جمعية المقاصد الخيرية، وفتح مدرسة دينية نشر من خلالها علوم أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).

ذَكَرَه الشيخ جبار مكاوي في كتابه مائة عالم وعالم" عاصرناه أكثر من عشرين سنةٍ، فرأيناه عالماً موسوعياً لا يشق له غبار، وكان متضلعاً متبحراً في اللغة والأدب والبلاغة والشعر والمنطق والفلسفة وعلم الكلام، فضلاً عن اختصاصه الدقيق في علم الفقه والأصول، عرفه أهل مدينته بالورع والتقوى والتواضع والزهد في المعيشة ".

استطاع السيد مسلم أن يُلْفِتُ الأنظار نحوه من خلال ادراكه الواسع للمفاهيم الحوزوية وتقريراته الواسعة والمتعددة في الدروس الفقهية والفلسفية كافة، فهو يُعد من الفلاسفة المتألهين، وقد تتلمذ عليه نخبة من الشخصيات العلمية والدينية التي كانت ومازالت ترفد الحركة العلمية، وتقوّي أركان الدين وأواصر المعتقد، وقال مكاوي:" ومن تلامذته الشيخ علي الغروي، وآية الله السيد كمال الحيدري، وآية الله الشيخ بشير النجفي، والسيد علي البعاج، والسيد علاء الدين الغريفي، والشيخ علي بدر الدين العاملي، والشيخ طه الفتلاوي، والسيد النسابة عبد الستار الحسني، والسيد محمود الهاشمي، والشيخ عبد الجبار الرفاعي، والسيد عبد الرحيم العميدي، والسيد عبد الله الاحسائي، محمد علي رجائي، والسيد علي البغدادي الحسني، والشيخ الشهيد محمد آل حيدر، والشيخ الشهيد حسن عوض الحلي، وشقيق المترجم له السيد هادي بن السيد حمود الحسيني الحلي، وعالم الآثارالأستاذ طه باقر (قارىء الطين)، وعشرات غيرهم.

ترجم له السيد حسن الأمين العاملي في مستدركات أعيان الشيعة قال:" كان أحد المدرسين المعروفين بالفضل والتحقيق، وكان يقضي أكثر أوقاته في التدريس والتعليم، وكان مقر درسه مسجد الهندي، وكان أكثر ما يدرس شرح التجريد ومنظومة السبزواري"، وترجم له الأستاذ الدكتور حازم الحليّ في كتابه الحلة وأثرها العلمي والأدبي، ووصفه بأنه من كبار العلماء وذكر جملة من أساتذته وتلامذته وآثاره بدراسة شاملة.:"

ترك السيد مسلم الحليّ الكثير من المؤلفات المطبوع والمخطوط، منها:

 الأصول الاعتقادية في الإسلام (النجف 1383هـ)، والزكاة (بغداد1951م)، والصوم 1-2 (بغداد)، والقرآن والعقيدة- أو آيات الاعتقاد 1-2 (النجف1380هـ)، والميزان الصحيح- أوملحوظات على كتاب(تاريخ التشريع الإسلامي) (1365هـ-1946م)، ومبادئ علم الدراية، ونظرة في المادة أو مناظرة مع الماديين (الحلة 1428هـ -2007 م)، وبلوغ الغاية في شرح الكفاية 1-3، والمسائل في شرح كتاب الرسائل للشيخ الأعظم مرتضى الانصاري، واليقين عند علماء الأخلاق، ونقد كتاب الوصية لحسين علي الأعظمي، وكتاب أدبي جمع فيه الطرائف العلمية والظرائف الأدبية، وديوان شعر، والعلم والعقيدة 1-2, حققه حفيده الدكتور فارس السيد عزيز السيد مسلم، وأرّخ لهذا الكتاب نظماً السيدُ محمد ابن السيد حسين الحليّ النجفي في كتابهِ (مجموعة التواريخ الشعرية) فقال: " تاريخ العلم والعقيدة، للعلامة السيد مسلم حمود الحليّ":

يا مسلمَ العِلْمِ والعقيدة       أَفِدْ بآرائكَ السديدة

فقد أنرتَ الطريقَ قبلاً        بآي قرآننا المجيدة

لنا سلكتَ الطريقَ أرِّخْ       فاثبت  العلم والعقيدة

1380 هـ 

 

 

كتب السيد مسلم العديد من المقالات والبحوث وقد نُشرت في الصحف والمجلات العراقية والعربية، ومنها: مراتب اليقين عند علماء الأخلاق (حلقات) (مجلة الغريّ)، وموقع علم الأخلاق بين العلوم (حلقات) (مجلة الغريّ)، والإسلام دين الوحدة (مقال) (جريدة السجل)، و(مقال) في مولد الإمام المنتظر (مجلة الإيمان).

 

توفّي يوم الأربعاء 17 جمادى الأولى من عام 1401هـ 1981م في الحلة، ونقل جثمانُهُ الطاهر إلى النجف الأشرف ودفن فيها.

ذكره الدكتور أسعد محمد علي النجار في كتاب أرجوزة المحبة قال فيه:

 

 

 

 


اعلام مركز تراث الحلة


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :