هو الحاج جاسم بن محمّد بن كاظم بن الشيخ محمّد علي بن الشيخ مهدي بن صالح الگلگاوي، الرادود الحسيني والكاتب المعروف المولود في كربلاء عام 1346هـ /1927م ، أسّس مطبعة أهل البيت -عليهم السلام- سنة 1956م، فطبع فيها (منهاج الشيعة) وكتاب (الكلمات المحكمات) للعلّامة الشيخ ميرزا علي الحائري الأسكوئي ، وكتاب ( تنبيه الغافلين) وغيرها من المطبوعات والمجلّات والكرّاسات المهمّة. وفي سنة 1392هـ / 1972م عُرفت بمطبعة اللواء، وقامت بطبع عدد من زيارات الأئمّة -عليهم السلام- من بينها زيارة الإمام علي -عليه السلام- المخصوصة.

جاء في كتاب صحافة كربلاء للدكتور سلمان هادي آل طعمة أنّ الگلگاوي أصدر سنة 1963م جريدة (المجتمع) وهي جريدة أدبية سياسية اجتماعية أسبوعية، وكان مديرها المحامي جواد الظاهر، ولكنّها احتجبت عن الصدور في 18/11/ 1963م ، وكانت تصدر في ثماني صفحات على غرار حجم جرائد العاصمة آنذاك. كما صدرت للحاج جاسم الگلگاوي كتبٌ عديدةٌ منها: البرامكة والعلويون، ديوان شعراء كربلاء الشعبيين، العرب في الكتاب والسنة، فاجعة عزاء طويريج، الشهادة الثالثة في الأذان والإقامة، المنظورات الحسينية للشيخ كاظم منظور(جمع وتعليق).

عرفت المحافلُ والندواتُ الأدبية في كربلاء الحاجَ جاسم الگلگاوي أديباً بارزاً ومؤلّفاً مكثراً وكاتباً مبدعاً، وممّا يذكر عنه أنّه كان صحفياً نشيطاً، وأمّا بشأن أدبه، فقد قال موسى إبراهيم الكرباسي في كتابه (البيوتات الأدبية في كربلاء): يتسمُ النتاجُ الأدبي للأديب جاسم الگلگاوي بقوّة الاستناد إلى الدليل معتمداً في إيراد صوره التاريخية على إظهار روحية المُحلِّل الذي يهيم بوادي تنازع الروايات والاختلاف في ورودها، ففي تحليله عرضٌ موفَّقٌ، وفي سردِه لفصول التأريخ ونقدها كاتبٌ متمكّنٌ من معالجة النقد وتبيان وجهات النظر في تلك المعالجة، فضلاً عن سلاسة التعبير في الأسلوب ولطافة المبنى في التركيب.

 ومن أهم ما كتبه المرحوم جاسم الگلگاوي مقدمة لكتاب ( المنظورات الحسينية) للمرحوم الشاعر كاظم منظور الكربلائي نذكرُ منها بعض السطور: (الأدب الشعبي ظاهرةٌ اجتماعيةٌ تتصلُ بحياةِ الأمّةِ اتصالاً مُطَّرِداً في كلِّ مرحلة زمنية؛ وحقيقةٌ تأريخيةٌ، فلا يمكن إنكار هذه الظاهرة بأيّة حالٍ من الأحوال، لأنَّ هذه الظاهرةَ هي الصورةُ الواقعيةُ التي تعرف عنها الأشياء).