مركز تراث كربلاء
الحاج كاظم السلامي من أعلام الشعر الشعبي الكربلائي
التاريخ : 3 / 12 / 2017        عدد المشاهدات : 2946

 

      بدأت الحركة الشعرية في مدينة كربلاء المقدسة منذ القرن السابع الهجري وحتى يومنا هذا، وقد أنجبت عبر القرون عشرات الأدباء والشعراء المشبعين بالروح الدينية والوطنية، الذين كان لهم دورٌ فعّال في إحياء الحركة الأدبية والشعرية في هذه المدينة المقدسة، فكانوا المصابيح التي تتوهجُ في سماء الأدب والمعرفة. وقد تميَّز شعرُهم بالصدق والأصالة والواقعية والالتزام بالعادات والتقاليد والتعاليم الإسلامية، كما كانوا يهتمون بشؤون الحياة وأوضاعها.

وقد قدَّم لنا الأدب الكربلائي عبر الأجيال تراثاً خالداً مليئاً بالمفاخر التي نعتز ونفخر بها، لذا نجدُ اليوم أنَّ من مسؤوليتنا تسليط الأضواء على بعض هذا التراث المجيد لتستشرفه الأجيال القادمة، تنهل من نميره الرائق العذب وتقطف منه ثمار الثقافة والأدب، فكانت سيرة حياة الشاعر الشعبي الحاج كاظم السلامي الكربلائي في هذا العدد تحت الضوء.

ولد الحاج كاظم بن حمزة بن طعّان السلامي في مدينة كربلاء المقدسة عام 1904م فنشأ في أحضان أبوين ينتسبان إلى عشيرة السلامات العربية الأصيلة، وعندما بلغ أشدّه استهواه الشعر الدارج، فضبط قوافيه وأوزانه وأتقن عَروضه، مارس نظم الشعر فأجاد فيه وهو أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب، فلقَّبه شعراءُ النجف بـ (أميّ كربلاء) مقارنة بالشاعر المرحوم عبود غفلة (أميّ النجف)، حيث يُعد السلامي من شعراء كربلاء الشعبيين الكبار الذين امتازوا بشعرهم ونتاجاتهم الأدبية والشعرية الكبيرة، فقد قال الشعر في سنٍّ مبكرة، وكان شعره يدلُّ على رِقَّة  الإحساسِ والشعور، وكمٍّ من العواطف، كما امتاز بسموِّ الخيال وجَودة القريحة.

له عدد ٌكبيرٌ من القصائد أُودعت في مجاميع خطيَّة ظهر منها إلى النور الجزء الأول من ديوانه المسمّى بـ (السلاميات الحسينية) عام  1972 والذي قدّم له المفكر الاسلامي آية الله السيد حسن الشيرازي -رحمه الله-  حيث اشتمل على قصائد و(موّالات) و (أبوذيات) في حبِّ آل البيت -عليهم السلام- على مختلف الأوزان، وديوانه الآخر هو (الرياض الشعبية ) ما زال مخطوطاً، وقد ذكر ذلك الدكتور سلمان هادي آل طعمة في كتابه (شعراء شعبيون من كربلاء)، وقد نشـرت عن شاعرنا السلامي-رحمه الله-  دراسات عديدة في صحف ومجلّات وكتب عراقية ومنها دراسة الأستاذ سلمان هادي آل طعمة في مجلة الثقافة الأسبوعية العدد (3) السنة الخامسة عشـرة بتاريخ 26/1/1974 تحت عنوان : (شعراء شعبيون في كربلاء)، ودراسة موسعة أخرى لنفس الكاتب نشـرها  في مجلة  الحداثة  الفصليّة اللبنانية تحت عنوان (من تراث الشعر الشعبي) في العدد 51-52 للسنة السابعة، كما نشـر عنه الأستاذ علي الفتال في كتابه ( الأبوذية) ص 85-108 ، و نشـرت عنه دراسة في مجلة الكوثر النجفية في عددها (14) في 20 ربيع الثاني 1421هـ ، وغيرها من الدراسات والمقالات الأخرى ،  كما أذيعت له قصائد عن فلسطين وحقها المغتصب من دار الإذاعة العراقية.

تميَّز شعره بالخيال حتى عُدَّ بارعاً في هذا المجال وأستاذ صنعته وهو واضحٌ في جميع شعره، ويشهد له أكثر الشعراء بطول الباع فيه، وتميز أيضا بـ (الحسچة) البحتة، وهذه الميزة ساعدته في التفوق على معظم أقرانه.

 نظم الشعر الحسيني بدافع الحبِّ والولاء لأهل البيت -عليهم السلام- وليس طلباً للتكسب. فقد طرق الأغراض الشعرية كلها وبالأخص مديح ورثاء آل البيت –عليهم السلام- والاخوانيات والشعر الاجتماعي والوطني وإلى غير ذلك، كتب في أكثر الأوزان الشعبية كالطويل والميمر والموشّح بأنواعه وشيعتي والمجرشة والهوسات والمربّع والموال والأبوذية والنعي، وبرع بالموشح؛ وكانت له اليد الطولى في هذا الوزن الحزين، ومن روائع ما كتب المرحوم السلامي من قصائده (ملحمة زينب عليها السلام ) التي لم يكتفِ بنظمها بقصيدة في أبيات كالمعتاد، بل جعلها قصيدةً ملحمية تضم أبياتاً كثيرةً تتناول حياة السيدة زينب -عليها السلام- من ولادتها حتى وفاتها مستعرضاً ما لاقته من مصائبَ ومحن.

قُرِأتْ قصائدُهُ في مدينة كربلاء المقدسة والنجف الأشرف ومدينة سامراء والمدن العراقية الأخرى لعشرات السنين من قبل رواديد عديدين وقد نالت استحسان واعجاب كبار الأدباء والشعراء.

عاصر السلامي وزامل العديد من الشعراء والرواديد نذكر منهم من كربلاء: المرحوم الشيخ محمد السرّاج، والمرحوم الشيخ عبد الكريم الكربلائي، والمرحوم السيد حسين العلوي، والمرحوم السيد عبد الحميد آل طعمة، والمرحوم الشيخ عبد الأمير البناء، والمرحوم الشيخ مرتضى قاو الكيشوان، والمرحوم الشيخ عبد علي حسون الخزرجي، والمرحوم الشيخ مهدي العذاري، والشيخ كاظم المنظور، والاستاذ محمد علي النصراوي. ومن شعراء النجف والكوفة: المرحوم الشيخ عبود غفلة، والمرحوم الشيخ حسون الوائلي، والمرحوم الشيخ عبد الله الروازق، والمرحوم ابراهيم أبو شبع، والمرحوم ياسين الكوفي، والسيد حسن السيد داود، والشيخ حسين الحبيب، والشيخ حسين حمزة العامري، والشيخ كاظم الأسدي(أبو غطريف).ومن الهندية: السيد أحمد القزويني (رئيس البلدية)، والمرحوم السيد رضا الخطيب، والشيخ ابراهيم والشيخ حسون و الشيخ علي جناجه، والشيخ حمادي امليص، كما زامل الشيخ مرهون الصفار، والملا سلمان الشكرجي، والشيخ حسن العذاري، والشيخ أحمد الحديثي رئيس كمرك كربلاء في حينه، وقسماً من شعراء واسط.

للسلامي أكثر من أربعين قصيدة لم نعثر إلّا على 12أو 13 منها بسبب التسفير الجائر إبّان حكم النظام البائد، فبقيت أغلب تسجيلات تلك القصائد لدى الكربلائيين المسفّرين خارج العراق. قرأ قصائده الكثير من الرواديد والشعراء منهم: الرادود حمزة الزغير الذي قرأ له أكثر من أربعين قصيدة، والشيخ جاسم الطويرجاوي، والسيد حسن الياسري، والملّا علي يوسف الكربلائي وغيرهم . ويذكر أنه الشاعر الوحيد من كربلاء الذي رثاه المرحوم الشيخ كاظم منظور الكربلائي، وله رسائل ومساجلات كثيرة مع شاعر الحوليات الذي عاصره، وواصله المرحوم ابراهيم الشيخ حسون الهنداوي، والملّا حسين التريري الذي أعدم على أيدي أزلام النظام البائد.

  تأثر الشاعر كاظم السلامي  بعمه مهدي الطعان الذي كان يجيد نظم وأداء العَتابة في مدح  ورثاء أهل البيت -عليهم السلام- واستمر السلامي بعطائه الشعري والأدبي طول حياته حتى وافاه الأجل مساء السبت الموافق 15/5/1971م وشُيِّع جثمانه بحفلٍ مَهيب شارك فيه معظم أبناء مدينتي كربلاء والنجف وعلى مختلف المستويات حتى دُفن في مثواه الأخير في النجف الأشرف.

أرَّخ وفاته الشاعر محمد زمان الكربلائي :

طوبى لمن أسموه (أمي) كربلا                وسام شعرٍ دونه الأسامي

بل يقرأ (الممحي)بوحي شعره                 فهو الحسينيُّ على التهام

أرختها :بأحمدِ الكلامِ                          ياشعرُ ودِّعْ كاظم السلامي   1971م

 له عائلة أدب وفكر وشعر منهم الشاعر  أحمد السلامي و الشاعر مهدي السلامي و الشاعر ثائر السلامي و الشاعر حسين السلامي و الشاعر أصيل السلامي و الشاعر حيدر السلامي و الشاعر كرار مهدي السلامي والرادود ليث سليم السلامي الذي يقيم في امريكا.        

من قصائده:

مِنْ مثل زينب إبكل مَسكونها

                                 إبدارها أملاك السمه يخدمونها

                        ******************        

يلّي تسمعني شگولن مو عَجَبْ

                                  الگال إوصّف شرف بت حيدر چِذبْ

نِسه العالم ما تصلها بالنسبْ

                                والسماوات السبع مادونها

                          ******************      

الجد محمد والأبو حامي الحمه

                                  إوحسن وحسين الحوّو كل غانمه

وإمهات إلها خديجة وفاطمه

                               إخوتها والنعمين سادة كونها

                          ******************      

عدها الاخوه المايصير إلهم مثيل

                                   يمِّن الخايف إبحدهم والدخيل

عالأرض وأنوار عرش الله الجليل

                                   إنفوسهم عالغانمه يعودونها

 

                          ******************      

الگبر جدها لو هوّت زينب إتزور

                                  يطفي ضويات اللي بالمسجد تنور

حيدر إوياها إو تحف بيها البدور

                                الغُرُب خاف إلزينب إينظرونها

                           ******************     

عَودها إو خوّانها إتحف بالگبرْ

                                من بعد ما بالبچه تاخذ وطرْ

من تطب إتزور بت سيد الطُهُرْ

                              من ترد وليانها إيبارونها

                          ******************      

إيحگلي إلزينب أوسّع بالمديح

                               بالصبر والعلم وإلسان الفصيح

وأجهد بنظمي ولا ساعه إستريح

                              شبه حيدر والخلگ يدرونها

                       ******************         

حيدر أتمنه لعد زينب يشوفْ

                            من عليها الخيل هجمت والصفوفْ

يوم ظلت حايره إبوادي الطفوفْ

                               إو تندب إخوتها ولا يلفونها

                         ******************       

حايره ظلّت إبرضعان وحَرَمْ

                             وگفت إتنادي يراعين الشيَمْ

الفرّت من إحترگت إعليها الخيَمْ

                                ليش إختكم حايره إتخلونها

                           ******************     

إتنادي صيوان المجد فوگي هوه

                               إخلصت گومي وإخوتي كلها سوه

من عگب عباس شيال اللوه

                              وبالنبل للرضَّع إيفطمونها

                         ******************       

يخوتي تصرخ يهالي المَرجله

                               إمن الرعب فرّت إبوادي كربله

گوموا لمّو أطفالكم والعايله

                            رادتي من عدكم إتجمعونها

 

                           ******************     

يخوتي لا يالنشامه يالاحرار

                            أطفالكم بذيالها تلهب النار

يلذي حزتوا المچارم والافخار

                           گوموا ليها إو بلچت إتطفونها

            ******************        

آه من چلچل على زينب الليل

                                 گامت إتنادي يحمّاي الدخيل

إتحوم گامت عالحرم عگب الچفيل

                                 إعيالك إمن الذل تغّير لونها

                          ******************      

إعتاب أوجِّه لك يچشاف الكربْ

                                  بيك تنخه إو ظلّت إبولية غرب

إشعطلك عن زينب إبعيد الدرب

                                إو عگب أهلها ساهرات اعيونها

                         ******************       

إشلون باچر لو مِشتْ ويَّه العِده

                              وعلى رچب النوگ ماهي إمعوده

إميسَّره إو بظعونها الحادي حِده

                                إمدللتكم زينب إتعرفونها

 

 

 

 

 


الإعلامي كرار الفتلاوي


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :