مركز تراث كربلاء
مجلسُ العالم السيّد نصر الله الحائري في مدينة كربلاء المقدسة
التاريخ : 3 / 12 / 2017        عدد المشاهدات : 1331

    كان للعالمِ الشاعرِ السيّد نصر الله بن الحسين بن علي بن إسماعيل الفائزي الحائري المقتول بالإستانة سنة (1168هـ/1755م) مجلسٌ يعقدُ صباحً كلَّ يومٍ في الروضة الحسينيّة المقدّسة، لذا عُرف بمدرّسِ الروضة الحسينية، حيث يتقاطر عليه أهل الفضل والباحثون وأرباب الكمال وخدّام الفضيلة، ودُعاة الإصلاح ورعاة الذِّمام الذين أفنوا أعمارهم في سبيل الدّفاع عن المُثل والأخلاق، فيستمعون إلى ما يدور في ذلك المجلس من دروس نافعة في الفقه واللغة، والتاريخ والأدب والشعر والبلدان، وما أكثر تلك الأحاديث والمساجلات والطرائف الأدبية والنّكت التاريخية والنوادر والحكايات التي كان يعمر بها هذا المجلس، وكان يحفل بعشـرات الزائرين من أصدقاء السيّد والمعجبين بعلمه وفضله، وبعد مضـيّ ساعتين أو أكثر ينفرط عقد الطلاب والمتعلمين وينتهي الدرس. كان السيّد يرحّب بالقاصدين ويشملهم بعطفه ومودّته، وهو عالمٌ أديبٌ فاضلٌ، أشرق بدرُه في الأرض الداجية وأحاطت به الفضائل كالهالات من كل ناحية، له شعر في كل فن، ومن أبرز تلامذته الشاعر السيد حسين مير رشيد الرضوي المتوفّى سنة 1156هـ ، وهو الذي جمع فرائده ونظم قلائده، أكرم الله مثواه وأثابه خيرا.

    جاب البلاد وأكثر النقل والحركات وتغلغل في أقطار إيران وغيرها من البلدان. كتب السيّد عبد الله التستري الجزائري يقول: "السيّد الجليل النبيل المحقّق المحدّث السيّد نصر الله بن الحسين الموسوي الحائري المدرس بالروضة المنورة الحسينية، كان آيةً في الفهم والذّكاء وحسن التقرير وفصاحة التّعبير، شاعراً أديباً له ديوان حسن وله اليد الطولى في التاريخ والمقطعات، وكان مقبولاً عند المخالف والمؤالف" إلى أن يقول: " وكان يدرّس بالاستبصار ويجتمع في درسه خلقٌ كثير وجمعٌ غفير من الطلبة إعجاباً منهم لحسن منطقه".

   وجاء في كتاب "شهداء الفضيلة للشيخ عبد الحسين الأميني ص216": سافر إلى بلاد العجم مراراً ورزق من أهلها الحظ العظيم، وقَدِمَ إلى بلادنا سنة اثنين وأربعين بعد المائة والألف وفيه عساكر خراسان واتّصل بفرمان العسكر فبجّله وعظم أمره وصعد معهم إلى بلاد العراق وخراسان ثمّ رأيته ببلدة قم أوان انصـرافي إلى زيارة الإمام الرضا-عليه السلام- وكان يدرس بالاستبصار ويجتمع في مدرسته جمٌّ غفيرٌ وجمعٌ كثيرٌ من الطلبة وغيرهم إعجاباً منهم لحسن منطقه، وكان حريصاً على جمع الكتب موفّقًا في تحصيلها، وحدثني أنّه اشترى من أصفهان زيادة على ألف كتاب صفقة واحدة بثمن بخس دراهم معدودة ورأيت عنده من الكتب الغريبة ما لم أرَه عند غيره من جملتها تمام مجلّدات بحار الأنوار فإنَّ الموجود المتداول منها كتاب العقل والعلم، وكتاب التوحيد، وكتاب العدل، وكتاب الجهاد، وكتاب النبوة, وكتاب الإمامة، وكتاب الاحتجاج، وكتاب الفتن.. إلخ.

   ويؤيّد هذا الرأي السيّد محمّد باقر الخونساري في كتابه "روضات الجنات".

   أمّا ديوان شعره فقد طبع سنة 1956م وتعهّد بنشره المرحوم السيّد حسن السيّد محمّد آل نصر الله، يضمّ قصائدَ رائعةً تُعطي القارئَ صورةً واقعيّةً للحياةِ الاجتماعيةِ في عصره، والمحيط الذي نشأ فيه فاسترعى الأنظار بذكائه النّادر وميله لفنون الأدب.

 

 


وحدة الإعلام


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :