مركز تراث الحلة
النشاط الفكري لعلماء الحلة
التاريخ : 16 / 11 / 2017        عدد المشاهدات : 2181

      لم يكن النشاط الفكري لرجال الفكر الحلّيين مقتصراً على مدينة الحلّة، بل تعدَّاها إلى مدن أخرى، فكان لهم الباع الطويل في المجال الفكري في تلك المدن، فقد رحلوا لطلب العلم ونشره، في الوقت نفسه، ومنهم من استقرّ بتلك المدن وسكنها، ومنهم من تردَّد بين الحلّة وتلك المدن، وعاد غيرهم إلى الحلّة، بعد أن زاول نشاطه الفكري هناك.

ومن علماء الحلّة الذين درَّسوا خارجها:

 

   الشيخ أبو الثناء محمود بن هبة الله بن أبي القاسم الحلّيّ (ت 604هـ/1207م)، انتقل مع والده للسكن في بغداد، وكان لأبيه مجلس درس هناك، وقد اشتهر باللغة العربية والنحو، ورحل إلى دمشق، وبقي هناك يزاول التدريس، حتى وافته المنية فيها في ربيع الأول سنة (604هـ/1207م).

 

ومنهم الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي الفوارس (ت 608هـ/1211م)، رحل إلى شمال العراق، وعمل بالتدريس في مدينة أربيل مدة من الزمن، ثم انتقل إلى الموصل، وقام بها معلمًا حتى وفاته في شهر رجب من السنة المذكورة.

ومنهم الشيخ مهذب الدين أبو طالب محمد بن علي بن علي القامغاز (ت 642هـ/1244م)، فقيه من فقهاء الحلة الذين كان لهم نشاط علميٌّ خارجها، فقد جاب بغداد ودمشق، ودرَّس فيهما، ثم انتقل إلى القاهرة، تتلمذ عليه في القاهرة عدد من الأعلام كالمنذري، وابن خلكان الذي سمع منه في مجلس درسه عدَّة مرات في القاهرة التي بقي فيها حتى وفاته.

ومنهم السيد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس (ت664هـ/1265م)، رحل إلى بغداد، وتتلمذ عليه عدد من طلبة العلم، منهم: السيد أحمد بن العلوي، والشيخ محمد بن أحمد بن صالح القسيني ، ويوسف بن حاتم الشامي.

مرقد العلامة ابن فهد الحلي​

ومنهم العلَّامة الحلي الحسن بن يوسف (ت726هـ/1325م)، وهو أحد علماء الإجازة البارزين، اشتهر بعلومه الفقهية والكلامية، كان له نشاطٌ علميٌ بارز خارج الحلة بصحبة ولده فخر المحقِّقين محمد، وله رحلة إلى المشهد الحائري الشريف، وله هناك مجلس درس قرأ عليه فيه الشيخ الخواجة رشيد الدين علي بن محمد الرشيد الآوي سنة (705هـ/1305م)، وقرأ على فخر الدين محمد في مجلس درس والده العلامة، في المشهد الغروي الشريف، كلٌ مِن: جمال الدين أبي الفتوح أحمد بن أبي طالب الآوي، والشيخ شمس الدين محمد بن هلال بن أبي طالب محمد الآوي، وأجازَ لهما، وتاريخ الإجازة هو تاريخ إجازة والده نفسه، في شهر رجب سنة (705هـ/1305م)، ولعل أهم رحلات العلَّامة وولده فخر المحقِّقين هي الرحلة التي قصد بها بلاد مراغة، بملازمة السلطان المغولي محمد خدابنده (703-716هـ/1303-1316م)، والتي استمرت خلال المدة (708-716هـ/1308-1316م)، أي حتى وفاة السلطان، وأسس له المدرسة السيَّارة، ليكون هو وتلاميذه معه، وممَّن قرأ على العلَّامة في المدرسة السيَّارة: الشيخ سراج الدين حسن بن بهاء الدين محمد بن أبي المجد السرابشنوي سنة (715هـ/1315م).

مرقد العلامة حماد الليثي

ومنهم الواعظ محمد بن علي (كان حيًا سنة 559هـ) الذي سافر إلى أربل فأخذ منه طلبة العلم الكثير من

 

علومه، وأبو الفتوح نصر بن علي المعروف بـ(ابن الخازن) (ت 600هـ) انتقل إلى بغداد ليدرس فيها، وقد تتلمذ عليه وأخذ الإجازة عنه العديد من الطلاب.

ومنهم الأديب الشاعر علي بن الحسن بن عنتر الملقب بـ( شميم الحلي) (ت 601هـ) رحل إلى الموصل فأخذ عن الأدباء وطلاب العلم.

ومنهم الحافظ أبو الثناء محمود بن هبة الله بن أبي القاسم (ت604هـ) كان له مجلس دراسي علمي في بغداد في جامع القصر.

ومنهم الفقيه جمال الدين أبو العباس أحمد بن فهد الحلي (ت841هـ) انتقل إلى كربلاء ومنح الكثير من الإجازات العلمية فيها.

ومنهم شرف الدين أبو عبد الله المقداد السيوري (ت826هـ) رحل إلى النجف الأشرف وأنشأ مدرسة فيها.

ومنهم كمال الدين عبد الرحمن المعروف بـ(ابن العتائقي) (ت790هـ) انتقل إلى النجف الأشرف والكوفة، وعكف على التدريس والتأليف فيهما.

ومنهم الفقيه عميد الدين عبد المطلب بن محمد بن أبي الحسن علي بن الأعرج (ت754هـ) اتخذ بغداد مركزًا للتأليف والدراسة ومنح الإجازات العلمية.

ومنهم فخر الدين محمد بن منصور بن الحسن بن محمد السنبسي الحلي (كان حيا 716هـ) رحل إلى بغداد ودرس فيها.

ومنهم الفقيه أبو زكريا يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي المعروف بـ(ابن البطريق) (ت600هـ) سافر إلى بغداد وواسط ودرس فيهما.

ومنهم المحدث أبو محمد عبد الله بن هبة الله بن أبي القاسم البزاز (ت609هـ) رحل إلى بغداد، وحدّث فيها.

ومنهم الفقيه أبو جعفر محمد بن معد بن علي بن رافع (ت 620هـ) رحل إلى بغداد ودرس فيها.

ومنهم المحقّق جعفر بن الحسن بن سعيد (ت 676هـ) سافر إلى النجف وكربلاء المقدستين، فأجاز ودرّس فيهما.

ومنهم جعفر بن محمد بن الحسن بن معية النسّابة (كان حيا 681هـ) رحل إلى الكوفة فأخذ عنه طلاب العلم.

ومنهم فخر الدين أبو الحسن علي بن الحسن بن معالي (ت683هـ) انتقل إلى بغداد ودرّس فيها.

ومنهم تقي الدين الحسن بن علي بن داود (كان حيا 707هـ) رحل إلى النجف الأشرف فأخذ عنه طلبة العلم ومنح الإجازات فيها.

  فهذه نخبة من علماء الحلة الأعلام الذين حملوا مشكاة العلم والفكر، وقبس الهداية؛ لتغمر أرجاء المعمورة بفكرها النيِّر، بعد أن ارتوت من التراث المشرِّف لآل البيت (عليهم السلام).

السيد رضي الدين علي بن طاووس​

مخطوطة مهج لدعوات للسيّد ابن طاووس

 

 

 


اعلام مركز تراث الحلة


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :