كانت القصيدة الحلّيّة طوال ما مضى من زمن، أداة للعلم ورمزا وواجهة لثقافة هذه المدينة , وكانت تمتاز بانها رسالة الى العالم وبياناً ثورياً، وصفعة تفاجئ وجه النائم, وتلطم وجوه الطغاة. وهذا ما نهجه في القصيدة الحلية – رغم نعومة بعض قصائده - الدكتور باقر بن محمد الربيعي الحلي ، الذي ولد في الحلة في محلة الوردية سنة 1338 هـ / 1921 م ، وقد نشأ في بيت دين وعلم وأدب وتعلّم على أبيه فدرس النحو والصرف والبديع والبيان ثم دخل المدارس الرسمية وأكمل مراحلها الثلاث فعين أمينا للمكتبة العامة في الحلة وهنا عكف على قراءة المزيد من الكتب الأدبية.
وكانت بدايات هذا الشاعر بنشر بعض من قصائده في الصحف المحلية منها ( حمورابي والرائد ) وقد ظهرت موهبة الأستاذ سماكة كأديب وشاعر في تلك المرحلة ، ثم أصدر سنة 1946م جريدة ( الفرات ) الأسبوعية .
وبعد ذلك توجه الى بيروت فحصل على شهادة الليسانس في الأدب العربي ثم عاد الى العراق ليزاول مهنة التدريس في ثانوية الحلة للبنين ، وفي سنة 1955 م سنحت له الفرصة للسفر الى إسبانيا ليكمل دراسته الأدبية في جامعة برشلونة فبقي هناك سنين متنقلا ما بين مدريد ولندن حتى حصل على شهادة الماجستير في الأدب العربي وشهادة الدكتوراه في الأدب الأندلسي ، وعاد الى العراق سنة 1958م.
من اليمين الدكتور محمد جواد رضا الى جانبه الدكتور باقر سماكة
عند عودته تم تعيينه تدريسيا في كلية التربية جامعة بغداد ( معهد اللغات العالي ) حيث كان يقوم بتدريس اللغة الإسبانية إضافة لتدريسه الأدب العربي ، وفي تلك الفترة ترجم شعره الى اللغات : الإسبانية والألمانية والروسية والأزبكية ، وفي أحداث 8 شباط 1963 تعرض د. باقر الى مضايقات كثيرة آخرها السجن ثم الفصل من وظيفته .
من اليمين الدكتور حسين امين والدكتور محمد جواد رضا الى جانبهما الدكتور باقر سماكة
وله العديد من المؤلفات كالتجديد في الأدب الأندلسي ودراسات في الأدب العباسي ومن حصاد الثورة ومن وحيك يا ليبيا ونسمات الفيحاء وقصائد الثورة والتأميم غيرها .
شارك في النضال الوطني لمقارعة المستعمر في سنة 1941 م ومظاهرات سنة 1948 م وسجن عدة مرات .
ومن الطرائف التي يتداولها المجتمع الحلي في مجالسه : أنه في الخمسينيات أيام العهد الملكي جاءه وفد محاميّي الحلة طالبين منه الإسهام في حفل توديع
( مصطفى الأنكرلي ) رئيس محاكم الحلة الذي نقل الى بغداد ، وبعد مناقشة وافق على الحضور وقد نظم الحفل في قاعة نادي الموظفين في الحلة حضره جمع كبير من وجهاء البلد والإقطاعيّين والملاك من المستفيدين من ذلك العهد ، وأنشد سماكة قصيدته التي فاجأ بها الحاضرون فانقلب الحفل الى مهرجان ثوري فأومأ المتصرف الى معاون الأمن فأعتقله فورا وبقي موقوفا سبعة أيام ثم أطلق سراحه بكفالة رجل من آل العميدي وعين يوم للمحاكمة وحكمت عليه المحكمة بالسجن شهرا ونصف مع طرده من الوظيفة .
وهذه أبيات من القصيدة :
تريدون منــــي أن أزف لكــم شعرا خذوه إذن مني لحفلكــــم جمـــرا
لقد فنــــــي المخلصــون وقلمـــــــــا نرى أحدا لم يتقن الكيد والمكـــرا
وكم من خؤون بالرشا صار موسرا غنيا ومن نهب الضرائب قد أثرى
وكم مـــــن أناس همهم نيــل مأرب قد أتخذوا خبث النفاق لهم جســرا
قد أنتشــــرت هذه الرذائـــــــل بيننا حثيثا كمن ياسادتي يصلح الأمــرا
وهو ليس جادا في شعره دائما فله شعر كثير ورقيق منه :
البلبــــل الفتـــــــان يطير في البستان
غنى على الأغصان بأعذب الألحـــان
وأننـــي فرحــــــان بصوته الرنــــان
حيث يعد النشيد الطفولي المميز ، فان جميع من أنتظم في المدارس الرسمية العراقية كان يردده ببراءة مع صدق في الإحساس وعليه تعلم الكثير من تلك الأجيال قيم الحب والخير والفضيلة .
مقام رد الشمس في مدينة الحلة 8 / 8 / 2016 |
|
مشاركة مركز تراث الحلة بـ ( مهرجان حليف القرآن السنوي الرابع) في مزار زيد الشهيد (عليه السلام) 9 / 8 / 2016 |
|
اطفالنا يتعلمون دروسهم الاولى في مدرسة الطف الخالدة. 4 / 11 / 2017 |
|
الندوة البحثية الموسعة (الحلّة أصالةٌ في الإبداع وتجديدٌ في البحث) 23 / 4 / 2017 |
|
مركز تراث الحلة ومركز دراسات الكوفة يقيمان ندوتهما الثانية في جامعة الكوفة, تحت عنوان ((العلاقات العلمية... 7 / 11 / 2016 |
|
سدة الهندية 18 / 8 / 2016 |
|