الحلة احدى مدن وسط العراق ويقع على جانبيه نهر الفرات, وبالقرب منه مدينة بابل عاصمة البابليين القديمة, وقد حباها الله طيب التربة وصفاء الجو وكثرة الخيرات ولطف النسيم ولذلك دعيت بالفيحاء.
أول من مصّر مدينة الحلة وسكنها هم المزيديون على عهد سيف الدولة بن منصور بن دبيس بن على بن مزيد الأسدي في محرم ( 495 هـ) ،وهي لذلك تسمى الحلة المزيدية, وقد عرفت بمكانتها الادبية والعلمية منذ ان مصرت . فقد انجبت الكثير من العلماء والادباء والشعراء وقصدها طلاب العلم من كل صوب وحدب
للدراسة على يد علمائها , ولعل اهم حدث شهدته الحلة في نهاية الحكم العثماني وابان الحرب العالمية الاولى هو ( دكة عاكف ) اذ رفعت الحلة راية العصيان ضد السلطة العثمانية الجائرة, فأغار عليها القائد التركي عاكف بك مرتين لم يحقق بحملته الاولى نصرا ملموسا ولكنه عاد ثانية , بعدد اكثر وسلاح امضى عام 1916 من معسكره في الكفل فضربها بالمدافع وخرب منها ثلاث محلات هي الطاق والجامعين والوردية وشنق من رجالها ( 126 ) رجلا وساق عدداً من النساء سبايا الى الاناضول ولجأ الباقون الى الفرار (تاريخ القضية العراقية ج1).
يقول الشاعر محمد على اليعقوبي في قصيدته (نكبة الفيحاء) والتي رثى فيها السيد محمد القزويني الذى توفى في 5 محرم 1335 هـ, اذ حدثت مأساة الحلة بعد وفاة المذكور بثلاثة ايام قائلا :
قاست من الاهوال بعدك أهلهــا ما لم يحل سوانح الافكــــار
فتكت بها الاتراك فتك اميـــــــة في الغضارية في بني النجار
قتل ونهب وانتهاك محــــــــارم وحريق أوطان وهدم ديـــــار
تعتبر الحلة في اواخر القرن التاسع عشر موطنا من مواطن الشعر بل يكاد الشعر يكون فيها سليقة تجري على كل لسان ( الشعر السياسي في القرن التاسع عشر - يوسف عز الدين ) يقول الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء: (دخلت الحلة فوجدت الشعر الرقيق الندى والادب البارع الذى يأخذ بالأفئدة والمسامع وجدته يسايرني أنى سرت) .
والحدث الثاني في تاريخ مدينة الحلة هو ثورة العشرين المباركة التي حدثت بعد أربعة اعوام من دكة عاكف ، فلم يكن العصيان الحلي قد انطفأت جذوته بعد بل اصبحت تلك الشرارة نارا حارقة فالثورة العراقية الكبرى عام 1920 ثورة هدفها الخلاص من وضع بائس امتد لقرون
عجاف لم يذق الشعب العراقي الأبي منها سوى الحرمان .
وانطلق ذلك القبس المشع من كربلاء والنجف بعدما امتلأتا عزما بأن يوما جديدا سيشرق لامحالة ، فقد عبأت الحوزة المباركة رجالها الاوفياء وسارت الركبان يسبقها ايمان بالله والعترة الطاهرة, هدفها الانعتاق من الطواغيت اينما كانوا أتراكا أم انكليزا, لقد انتفض الشعب متسلحا بالإيمان ضد جيش مدرب على أحدث وسائل القتال والتخريب, ومع ذاك فأن العراقيين البواسل وقع عليهم العبء الاكبر من الجهاد بسلاح بسيط , ووقف ذلك الفلاح الرائع وقفة عز سجلها له التاريخ بأحرف من نور في الرارنجية وابو صخير والعارضيات والسماوة واشتعل البلد من اقصاه الى اقصاه في حالة من نكران الذات لم يسجل التاريخ الحديث لها مثيلا, صحيح أن الثورة فشلت عسكريا ولكنها تمخضت عن قيام الدولة العراقية الحديثة .
هوية الماضي ... وزاد المستقبل .. تحت هذا العنوان نشرت مجلة كفوف تحقيقاً صحفياً مصوراً عن مركز تراث الحلة 13 / 8 / 2016 |
|
الندوة المشتركة مع مركز دراسات الكوفة في رحاب مركز تراث الحلة 9 / 10 / 2016 |
|
سدة الهندية المشيدة عام 1914 17 / 8 / 2016 |
|
بيت الملك غازي في منطقة الدغاره 8 / 11 / 2016 |
|
إحياء تراث علماء وأعلام مدينة الحلّة الفيحاء 11 / 6 / 2017 |
|
مركز تراث الحلة يحتفي بسنته الثالثة في رحاب الجامعة الاسلامية/بابل 2 / 8 / 2016 |
|