في سنة (56هـ-675م)، وبعدما سرَّح معاوية المغيرة بن شعبة في دعوة أهل الكوفة إلى البيعة ليزيد، كَتَبَ إلى زياد بن أبيه في أنْ يعملَ على أخذ البيعة ليزيد بولاية العهد من أهل البصرة([1])، لكنّ زياداً لمْ يكنْ يرغبُ في إعلان أمر ولاية العهد ليزيد على أهل البصرة، سيّما وأنّ البصريّينَ قدْ رفضُوا أنْ يُبايعُوا لمعاوية عندما عَقَدَ الاتّفاق مع الإمام الحسن في الكوفة، فكيف يتقبّلونَ - الآن- هذا الأمر لابنه، وهو ما هو؟! فكَتَبَ بذلك كتاباً إلى معاوية، جاء فيه: ((يا أمير المؤمنينَ، إنّ كتابَكَ وَرَدَ عليَّ بكذا، فما يقولُ الناّس إذا دعوناهم إلى بيعة يزيد، وهو يلعبُ بالكلابِ والقرودِ، ويلبسُ المصبّغ، ويُدمنُ الشّراب، ويمشي على الدُّفوف، وبحضرتهم الحُسين بن عليّ، وعبد الله بن عبّاس، وعبد الله بن الزّبير، وعبد الله بن عمر، ولكنْ تأمرُهُ يتخلّق بأخلاقِ هؤلاءِ حوْلاً وحولينِ، فعسينا أنْ نُمَوِّهَ على النّاس...؟))([2]).
فكأنّ زياداً وَضَعَ معاوية أمامَ الأمر الواقع والصّحيح، ولابدّ مِنْ تحسين صورة يزيد أمام النّاس رويداً رويداً، فوافق معاوية على رأي زياد في التودّدِ وعدم التعجيل بنشر هذه الرّغبة؛ حتّى يكفَّ يزيد عن كثيرٍ ممّا كان يصنع([3])، فكان زيادُ بن أبيه - حاكم البصرة- يعدُّ أمرَ المشروع سابقاً لأوانه؛ لأنّه رأى أنّ تيّاراً معارضاً على جانبٍ من القوّةِ لابدَّ مِنْ أنْ يلجأ إلى العصيان والثّورة المسلّحة تعبيراً عن رفضِهِ هذه الدّعوة([4]).
[1]- تاريخ، اليعقوبيّ: 2/ 220؛ ويُنظر: تاريخ، الطبريّ: 4/ 225.
2- تاريخ، اليعقوبيّ: 2/ 220.
[3]- يُنظر: تاريخ، الطبريّ: 4/ 225.
[4]- يُنظر: ملامح التيّارات السّياسيّة، إبراهيم بيضون: ص159.
مكتبة مركز تراث البصرة 2 / 8 / 2016 |
|
جناح مركز تراث البصرة في معرض( تراثنا هويتنا) الذي اقامه قسم شؤون المعارف الاسلامية والانسانية في كربلاء... 2 / 4 / 2018 |
|
جانب من مراسم عزاء الإمام الحسين عليه السلام في البصرة، محرم الحرام 1442هـ 26 / 8 / 2020 |
|
مدينة البصرة واجواء عيد الفطر المبارك لعام 1438 هجري 2 / 7 / 2017 |
|
مشاركة مركز تراث البصرة التابع لقسم شؤون المعارف الاسلامية والانسانية في العتبة العباسية المقدسة في معرض... 25 / 1 / 2017 |
|
مركز تراث البصرة يعقد ندوته البحثية الموسعة 18 / 4 / 2017 |
|