سعت الدولة العثمانية بشكل ظاهري إلى ﺇعادة تنظيم عملية اشتراك الأهالي وخاصة في مدينة كربلاء في إدارة أمور البلاد والمدن مع السلطات الحاكمة والهيئات الادارية المختلفة , فضلاﹰ عن ربط الإدارات الفرعية في الولاية بمقر الوالي ثم ربط كلِّ الولايات بشكل مركزي بحكومة الاستانة , وذلك بعد صدور قانون الولايات العثماني عام 1864م الذي استُمدت معظم أحكامه من التنظيم الإداري الفرنسـي, كان هذا القانون يهدف إلى تقسيم قانون الولايات على ثلاثة أقسام هي: التقسيمات الادارية والموظفين , المجالس المحلية, والسلطات القضائية.
أصبح العراق في العهد العثماني الأخير (1869-1917) بموجب القانون الجديد للولايات يتكون من ثلاثة ولايات هي ولاية الموصل وكانت تضم مناطق (مركز المدينة , سنجق كركوك , سنجق السليمانية ) , وولاية بغداد وشملت (سنجق المركز , سنجق الديوانية , سنجق كربلاء) , وولاية البصـرة التي ضمت (سنجق مركز البصـرة , سنجق العمارة , سنجق المنتفك , سنجق الأحساء , وسنجق القصيم وسط الجزيرة العربية) .
بعد قانون الولايات و الأحداث والتطورات الجديدة ظهرت الحاجة إلى القيام ببعض التنظيمات الإدارية في مدينة كربلاء ، لكن الوضع بقي على ما هو عليه حتى قدوم الوالي المصلح مدحت باشا وتوليه منصب ولاية بغداد في 30 نيسان 1869 م فوضع القانون موضع التنفيذ والتطبيق.
كانت أولى أعمال مدحت باشا بعد تسنمه المنصب تجاه مدينة كربلاء هي مجيئه إليها بعدما علم أنَّ حاكمها اسماعيل باشا (1864-1870) كان سيئ الادارة ومرتش بالتعاون مع مجموعة من الموظفين الذين كانوا على شاكلته, وبعد وصوله إلى المدينة قام بإجراء تحقيق شامل للقضايا وثبت له تقصير قائمقام كربلاء فعزله في الحال ثم أرسله للمحاكمة بعد أن عيّن بدلاﹰ عنه حافظ أفندي (1870-1871), ووجد مدحت باشا أنَّ الظروف مهيأة لإحداث بعض التجديدات والتطوير في كربلاء فحوَّلها من قضاء (قائمقامية) إلى سنجق (لواء أو متصـرفية) تابع إلى ولاية بغداد ثم أمر بإنشاء عدد من الأبنية الإدارية الجديدة اللازمة لإدارة سنجق كربلاء وعيّن عدد من الموظفين للعمل الحكومي فيها, كما رأى مدحت باشا أنَّ البلدة صغيرة وضيقة تعاني من الزحام فأوعز بوضع خريطة جديدة لها وﺇعادة تنظيمها من جديد وبيع عدد من قطع الأراضي إلى الأهالي الراغبين بشـرائها لبناء دور أو دكاكين , ثم أمر بصـرف المبالغ المستحصلة من جراء ذلك البيع على تنظيم الطرق والأزقة فضلاﹰ عن ﺇيعازه بإنشاء محلة جديدة خارج سور المدينة عُرفت باسم (العباسية), وكانت مدة ﺇقامة مدحت باشا في كربلاء خمسة أو ستة أيام , وبقي سنجق كربلاء دون أن تتبعه أية أقضية أو نواحٍ طيلة سنوات حكم الأخير لولاية بغداد (1869-1872) , لكن الوضع الاداري تغير بعد ذلك بعدة سنوات وعادت التشكيلات الادارية التي كانت تتبع إلى سنجق كربلاء..
ومن أهم المؤسسات الادارية التي كانت في سنجق كربلاء هي:
وكان أول متصـرف تسلم مهام ادارة سنجق كربلاء حافظ أفندي قائمقام مدينة كيوستنديل(Kyustendil) السابق براتب قدره (10,000 قرش), وكانت له جهود وخدمات مميزة قدّمها إلى المدينة خلال مدة وظيفته في كربلاء فتمت مكافأته بترقيته عسكرياﹰ إلى رتبة مير ميران (أمير أمراء), وكان معظم متصـرفي كربلاء من الأتراك وعدد قليل من العراقيين, وقد ﺇختلف المتصـرفون خلال عملهم في ادارة السنجق بين بعضهم البعض في جوانب الكفاءة والإخلاص بالعمل والنشاط.
تولى منصب متصـرف سنجق كربلاء خلال السنوات الممتدة (1869-1917) (29) متصـرفاﹰ , وكانت مدَّة الكثير منهم قصيرة بل تعاقب في بعض السنوات أكثر من متصـرف واحد في السنة الواحدة , وقد نص قانون الولايات لعام 1864 م على وجود معاون للمتصـرف في أداء عمله وواجباته , في الوقت ذاته يشغل المعاون منصب قائمقام مركز السنجق لكن نظام ادارة الولايات العمومية لعام 1871م أغفل ذكر منصب (معاون المتصـرف), كما كان يساعد المتصـرف في إدارة شؤون سنجق كربلاء عدد من الموظفين الاداريين والعسكريين من أهمهم (المحاسب , مدير التحريرات , مهندس النافعة (الأشغال) , مدير المالية , قائد قوة الجندرمة ) وغيرهم.
2- المحاسبَجي (المحاسب): وهو الموظف المسؤول عن إدارة الشؤون المالية للسنجق وتنظيم حساباته من نفقات وايرادات وفق التعليمات والأنظمة التي يضعها مسؤوله دفتر دار الولاية (المسؤول المالي) عن طريق الوالي ثم متصـرف السنجق , كان المحاسب عضواﹰ دائماﹰ في مجلس إدارة السنجق ولم يكن جميع المحاسبين الذين شغلوا مواقعهم في السنجق على درجة كافية من النزاهة والأمانة بل عُرف عن بعضهم الفساد المالي وتعاطي الرشوة.. وكانت دائرة المحاسب في سنجق كربلاء قد تميزت بالإنتظام والاستقرار النسبي نتيجةﹰ لمكوث المحاسبين في وظائفهم مدة طويلة نسبياﹰ.
3- مدير التحريرات: هو موظف يتم تعيينه من قبل الحكومة المركزية ليكون مسؤولاﹰ عن المكاتبات الرسمية بالسنجق وسُميت الدائرة التي يشـرف عليها بـ(قلم التحريرات) , وكان عدد الموظفين في هذه الدائرة ﺇبتداءً من سنة 1869 م وحتى نهاية الحكم العثماني في سنجق كربلاء يتراوح ما بين أربعة إلى ثمانية موظفين , كما كان يساعد مدير تحرير السنجق في ﺇنجاز عمله موظف سُمي بـ(معاون مدير التحريرات) تم تعيينه في عام 1906 وكان عضواﹰ دائماﹰ في مجلس إدارة السنجق.
4- دائرة البلدية: كانت بلدية السنجق تتألف من رئيس البلدية والمجلس البلدي ، وعدد أعضاء هذا المجلس يتكون من خمسة وقد يتقلص في بعض الأحيان إلى عضوين , وضمت دائرة البلدية عدداً من الموظفين الآخرين أهمهم الكاتب وأمين الصندوق فضلاﹰ عن طبيب البلدية الذي تم تعيينه في نهاية ثمانينات القرن التاسع عشـر وجراح البلدية الذي أُلغيت وظيفته عام 1898م وملقِّح الجدري, وكانت أبرز مهام دائرة البلدية الرسمية هي تنظيم مهام الحراسة والحماية وتنظيف الشوارع وتجهيز الماء والضياء أحياناﹰ والإشراف على الأبنية ، لكنها في الواقع لم تكن تقوم بشيء سوى دفع رواتب وأجور موظفيها والإحتفال بزائريها وبذلك كانت البلدية بشكل عام فاشلة في عملها.
الندوات الدورية في مركز تراث كربلاء 10 / 6 / 2016 |
|
مقام الامام المهدي ع في كربلاء ..عطر الامامة وملايين العشاق الوافدين 27 / 4 / 2018 |
|
الحشود المليونية في كربلاء تجدد البيعة لابي الاحرار عليه السلام |
|
خِزانة مخطوطات العتبة العباسيّة...شاهد حضاري ومعرفي كبير 5 / 4 / 2018 |
|
اسواق كربلاء 22 / 8 / 2016 |
|
زيارة الأربعين بين الامس واليوم 19 / 11 / 2016 |
|