يعود تاريخ هذا المجلس إلى مؤسّسه المرحوم السيد حسين بن السيد محمد علي آل ضياء الدين من آل فائز سادن الروضة العباسية المتوفى سنة 1288هـ، ويعقد في داره بمحلّة باب النجف الاشرف المطلّة على شارع الإمام علي عليه السلام .
كان يحضر مجلسه لفيف من أعيان وسادات كربلاء المقدسة وكبار الشخصيات والتّجار والشعراء منهم : السيد حسين الدّده والسيد عبود نصر الله والسيد عبد الوهاب آل طعمة رئيس البلدية والسيد محمد علي أبو المعالي والشيخ محسن أبو الحب والشيخ عبد الكريم النّايف الكبيسي والسيد حسين العلوي وولده السيد إبراهيم والشيخ محمد البحراني وغيرهم.
كان المرحوم السيد مرتضى من فضلاء الصلحاء، آية في الصدق والثبات وقوّة الفكر والوجدان، حلو المعاشرة، حسن الأخلاق، انبرى لصحبة الصالحين. وفي مجلسه تحلو المناجاة بين الأحبة، كان روّاد المجلس قليلين في الإصلاح ، كثيرين في الأماسي والليالي، يقصدونه لطيب المكان وعذوبته، إذ يستمتعون بالضياء البنفسجي الضئيل على ترجمة لغة الوجد، فإذا ترعرع البدر في كبد السماء الصافية، أطفئت الأنوار، ولذ للجالسين سربال النور الفضي، يركنون إليه ويتشحون به، فيكون لهم من سحره نشوة تغمر السامرين في عالم السحر والفتنة يودّ الإنسان أنه لا يحول.
وكان من الزعماء الأشراف المشهود لهم بالذكاء والحذق، ويمتاز بصفات نادرة وثقافة عالية ومنطق بليغ، يحترمه الأهلون إعظاما لشأنه وجلالة قدره. تزوّج من كريمة المرحوم السيد يوسف السيد سليمان آل طعمة المتوفى سنة( 1288هـ / 1871 م ) وأعقب ولده السيد محمد حسن آل ضياء الدين .
إن ندوته المعقودة كل مساء كان من نجومها الشيخ محمد رضا الخزاعي النجف الاشرفي المتوفى سنة( 1331هـ / 1913 م) يتّخذ له مكانا في الندوة التي واظب على حضورها ، فكان بكبريائه وبجاذبيته وأناقته وشهرته التي حققها في سنواته ألمع الموجودين مستحضرا للنوادر والأمثال والحكايات المستملحة.
جاء في كتاب: "شعراء الغري" ما يلي:_ " ومن طرف الشيخ محمد رضا الخزاعي مع صديقه السيد مرتضى سادن الروضة العباسية بكربلاء المقدسة، وكان قد وعد المترجم برأس نركيله "الغرشة" فأخلف فكتب إليه الخزاعي معاتبا ، وقال في آخر الرسالة: بينما أوشح الكتاب ببديع الخطاب، والنرقيلة في يدي، وعليها رأس يزدي، إذ خالستني المقال وأنشأت تقول بارتجال:_
أبلغ سلامي المرتضى الجدِّ من حلّ في دائرة المجدِ
واكتب غاليه أبتغي رأسها كيف تراخى منجز الوعد
وأرسل السيد مهدي السيد هادي القزويني الى سادن الروضة العباسية السيد مرتضى ضياء الدين مهنئا له بشفائه من مرض
عوفيت يا مرتضى الأفعال من ألمٍ وأذهب الله عنك السقمَ والعللا
أبقى لك الأجر يا خيرَ الورى شرفاً وزال عنك الضنا فاستأنف العملا " "
وكان المرحوم السيد مرتضى أول من جلب ماكنة ماء في المدينة وذلك في الثلاثينيات من القرن الماضي، ومقرها في محلّة باب بغداد. وعند افتتاح الخزان أقيم حفل شيق أنشد فيه الشاعر السيد حسين العلوي الكربلائي قصيدة مطلعها:_
الماء صاف كالزلال معطرُ "المرتضى" هذا وهذا "الكوثرُ"
توفى السيد مرتضـى يوم الخميس (18 ربيع الأوّل سنة 1357هـ / 17 حزيران 1938 م ) ، وأرّخ وفاته الشاعر الشيخ عبد الحسين الحويزي بقصيدة قال فيها:_
سقى الحيا بقعة صارت ببدر دجى فاقت منازله مجدا على "زحل"
للسيد "المرتضى" قلب الوجود ذكا نارا وفاض عليه عارض المقل
قد جلّ حيا وميتا قدر عزته وموته غالنا بالحادث الجلل
أضحت يد الجود جدا بعد فرقته ورد بالياس عنها موكب الأمل
بالواحد الفرد قد أحصى مؤرخه "أجل مضى سادن العباس نجل علي"
الملك فيصل الاول في الروضة العباسية سنة 1921م بحضور السيد عبد الوهاب آل طعمة والسيد مرتضى ضياء الدين
تولّى من بعد وفاته ولده السيد محمد حسن سدانة الروضة العباسية المقدسة ، وكانت له حديقة غنّاء في محلّة باب بغداد أسسها في الثلاثينيات ، وقد وصفها الأديب اللبناني محمد علي الحوماني في مؤلفاته ، يحضر هذه الحديقة الكثير من العلماء والأدباء والشخصيات العراقية التي تفد على كربلاء المقدسة، وتقام فيها الولائم الفخمة، فهي مجمع ثقافي، وملتقى لفيف من أهل الفضل والأدب. وأقام السيد محمد حسن مجلسا لتوديع سعادة خليل عزمي متصرف لواء كربلاء المقدسة فأنشد الشيخ محسن أبو الحب قصيدة مطلعها:
لا زلت اشكر منك فضلا يامن حوى شرفا ونبلا
وفي هذا المجلس طلب من الخطيب الشاعر الشيخ عبد الكريم النايف تخميس بيتي الشاعر الكبير الشيخ كاظم الأزري وهما:_
ولما التقينا والمطايا مثارة وللحب نهب في قلوب وأكبد
جرى العتب حتى ظلت العيس تلتوي بأعناقها والخيل تكدم باليد
دعتنا إلى الأحباب شوقا زيارة ولم تكفنا في البعد منهم إشارة
فرحنا وللدمع المذال غزارة ولما التقينا والمطايا مثارة
وللحبّ نهب في قلوب وأكبد بكينا وعن فرط الجوى ليس يرعوي
وننشر وجدا في الأضالع ينطوي ولما تركنا البان بالدمع يرتوي
جرى العتب حتى ظلت العيس تلتوي بأعناقها والخيل تكدم باليد
وكان المرجع الديني الأعلى آية الله السيد أبو الحسن الأصفهاني قد أشار إليه الأطباء أن يغيّر مكانه لفترة استجمام، وذلك لإصابته بوعكة صحّية في النجف الاشرف، وحدد له حديقة السيد محمد حسن آل ضياء الدين في كربلاء المقدسة، المكان المناسب، فخرجت كربلاء المقدسة عن بكرة أبيها لاستقبال زعيم الطائفة ليحلّ ضيفاً في حديقة السيد محمد حسن. وظلّ معززا مكرما طيلة شهر حتى شمله الله برعايته.
وعندما توفى السيد محمد حسن آل ضياء الدين خلّفه في السدانة نجله الأكبر السيد بدر الدين وذلك سنة 1953م ، وفي باحات هذه الحديقة اقام وليمة عشاء مثقلة بكل ما لذّ وطاب لمؤتمر الغرف الزراعية وذلك في سنة 1954م. وقد أقام السيد بدر الدين وليمة عشاء على شرف الكاتب الإسلامي الكبير السيد حسن نجل السيد محسن الأمين، دعا إليها الوجوه والمحامين وأعيان الأعيان وأكابر أبناء المدينة.
وتكلّم جمع من الخطباء في ذلك المجلس من له جلالة قدر ونباهة ذكر وفخامة شأن. وكان مجلسه يضمّ نخبة ممتازة من رجالات المدينة، تتداول فيه حوادث مجهولة من تاريخ العراق في عصوره المتأخرة إضافة إلى الأمثال والحكايات العامية الطريفة والنّكات البديعة تتجلّى فيها روح الشعب بأجلى مظاهرها.
ماهي قصة مقام الامام الكاظم ع في كربلاء المقدسة ؟ 12 / 4 / 2018 |
|
لهفة الزائرين عند قبر ابي الفضل العباس عليه السلام 26/12/2014 |
|
الندوة الشهرية السابعة عشـرة لمركز تراث كربلاء التي أقيمت في الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة الموافق 22 /7 /... 26 / 7 / 2016 |
|
زيارة الأربعين بين الامس واليوم 19 / 11 / 2016 |
|
شوارع كربلاء 22 / 8 / 2016 |
|
مساجد وجوامع تاريخية 23 / 6 / 2016 |
|