عشيرة بني سعد في التأريخ الكربلائي                                                                     

     بنو سعد بطن من هوازن وهي من القبائل العدنانية العربية الأصيلة من ذرية سعد بن بكر بن هوازن ، بيت عريق بالعروبة وله ماضٍ مجيد ، موطنهم الحجاز التي اشتهرت بالفصاحة والمروءة والشجاعة وهي الارض التي نشأ فيها الرسول الاعظم -صلى الله عليه وآله وسلم- ، تتشرّف قبيلة بني سعد في أن تكون حليمة السعدية مرضعة الرسول الكريم محمد- صلى الله علية وآله وسلم- منها .

 هاجر قسم منهم في أوائل الفتح الإسلامي وسكنوا في المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات شمال بغداد ، وبقوا فيها حتى أوائل القرن الثاني عشر الهجري ، عندما حدثت موقعة عرفت بـ (حمرة سعد) عام 1701- 1702م في منطقة أبي غريب - لكثرة الدماء التي سالت على الأرض تحول لونها إلى اللون الأحمر- بينهم وبين السلطة العثمانية التي رفضوا ادارتها السيئة ودفع الضـرائب المتزايدة فهاجمت السلطة العثمانية مقر هذه العشيرة وبعد معركة دامية قتل زعيم العشيرة الأمير فيصل السعدي وسبعة من أولاده ، وعلى أثر هذه الواقعة تفرَّق عددٌ كبيرٌ منهم إلى أماكن متفرِّقة في وسط وجنوب العراق ومنها كربلاء ، تخلصاً من الاضطهاد العثماني وبسبب هذا التفرق تعددت المشايخ وأصبح لكلِّ منطقة شيخ أبرزهم جار الله بن طعمة الذي أصبح شيخاً على عموم بني سعد بموافقة جميع الأطراف ومن بعده برز ولده علوان الجار الله خلال مدة الاحتلال البريطاني والذي كانت له مشاركة واضحه في مقاومة الاحتلال.

      كان أول من هاجر إلى كربلاء وأستوطنها في القرن الثاني عشر الهجري هو عيد بن سليمان السعدي رئيس عشيرة بني سعد ، فكان لهذه العشيرة مواقف وطنية مشهودة إذ ساهمت في حماية المراقد المقدسة ضد التسلط العثماني ولا سيما أثناء حادثة الميراخور (المناخور) عام 1825 بقيادة الشيخ العام للعشيرة طعمة العيد وولده علوان جار الله ، إذ تصدى بنو سعد بقيادة رئيسهم طعمة العيد للجيش العثماني بقيادة ، فقاد عشيرته في معركة التصدي لحملة سعد الله باشا على كربلاء و كان على رأس الفرقة الخامسة المكوّنة من أفراد عشيرته في معركة الميراخور ، كما كان لطعمة العيد رئيس قبيلة بني سعد مساهمة كبيرة في حادثة نجيب باشا عام 1842م ، وكان لعلوان جار الله السعدي وأخوته وأفراد عشيرته دور مشهود في معركة(حمزة بيك) وهو الحاكم العثماني الذي تجاوز على أهل كربلاء وعلى قدسية المدينة ، فاشتركوا بقيادة رئيسهم علوان جار الله وشقيقه مسربت الجار عام 1914م بالهجوم على مقر الحاكم العثماني في المدينة وقتلوه ، وأشترك حفيده الحاج علوان جار الله  في الثورة العراقية عام 1920م ضد الاحتلال البريطاني، وكان موقفهم فيها مشهوداً ثم توالت مساهمات بني سعد في الانتفاضات والمعارك الوطنية التالية.

مركز المشيخة في كربلاء في محلة باب الطاق يرأسها علوان جار الله في كربلاء قديماً ولا يزال عامراً، فضلاً عن مضيفهم في بيت الحاج مظهر عطا الله حسين علوان جار الله وهو رئيسها العام في منطقة الحر ومضيفهم كبير مفتوح للزائرين.

إن عشيرة بني سعد ريفية وكان أفرادها سابقاً ولا يزال بعضٌ منهم إلى اليوم يملكون مزارع وبساتين في مناطق الغريباوي والكشاشي واليوسفية والمحمودية والمسيب وبلد والسيد محمد والخالص وبعقوبة والضلوعية والصلامية والنعمانية والحمزة والقاسم والرمادي و الصويرة والبصرة وغيرها.

أما اشهر افخاذها فهم:

1. ألبو علي: رئيسهم علوان الجار الله ومنهم طعمة العيد الذي سكن كربلاء قديماً ومنهم في قرية السعدية وفي ناحية خان بني سعد في قضاء الخالص ومنهم من يعدهم من الرباح ، وفيهم الرئاسة العامة للعشيرة سابقاً وحالياً. ومن رجال هذه الأسرة : الحاج حسين كان عميد الأسرة ، ونظراً لكبر سنه ، حلّ محله ولده عطا آل جار الله، ومنهم: عزيز وطعمة وعجيل أولاد الحاج علوان الجار الله، ومنهم : رسول بن عزيز بن علوان الجار الله ، ومنهم : كريم بن عزيز الجار الله. كانت لرجالهم منزلة اجتماعية مرموقة ومكانة عالية.
2. الرباح ورئيسهم عزيز النايف العاشور وقد لمع في بيت نايف العاشور العالم الفاضل الشيخ علي (علوان) بن محسن بن حسين العاشور المولود سنة 1280هـ والمتوفي سنة 1350م ، كان قوي الحافظة ، سديد الذاكرة ، وكانت له مكتبة خاصة أعقب ولده أحمد .

ومنهم : محمد وعزيز ورشيد أولاد نايف بن حسين العاشور .

ومنهم اليوم : المحامي نايف بن رشيد النايف ، وأخواه المعلم صالح وهادي أولاد رشيد النايف.

ومنهم : عقيل ومحمد أولاد مجيد بن محمد النايف .

ومنهم : محسن بن محمد النايف .

     فضلاً عن ألبو خليفة و ألبو عاشور والكويخات، سكن بعضهم في الديوانية ومنهم ألبو كنبر والحاج علي الكنبر وقد لمع في بيت كمبر، رجال ساهموا في الحقل الوطني وثورة العشرين، وكان أول من استوطن منهم كربلاء سليمان بن رباح السعدي الذي اشترك في واقعة المناخور سنة 1825م وأبلى فيها بلاءً حسناً. كان يرأس آل الكمبر المرحوم الحاج علي الكمبر وهو شخصية محترمة من ذوي الكفاءة والاقتدار، ويعد من أبرز ملاكي كربلاء، رئيساً مطاعاً ، وكان له مجلس في داره يرتاده الوجوه وعلّية القوم، أعقب ثلاثة أولاد هم :

الحاج حسن والحاج حسين والحاج عباس ، وممن ساهم منهم في مقدمة ثورة العشرين كل من : أحمد وعبد المهدي الكمبر ونفيا إلى هنجام، كما كان عبد المهدي الكمبر أحد الوطنيين الذين اعتقلوا في ثورة مايس سنة 1941م ، وكان أمين سر حزب الاستقلال فرع كربلاء وعضو مجلس اللواء العام .

منهم اليوم : القاضي مازن والمربي عدنان وسعد وطارق وفوزي ولؤي وصالح أولاد المرحوم عبد المهدي الكمبر .

ومنهم المحامي فاضل ورياض وأركان أولاد المرحوم عباس بن علي الكمبر .

ومنهم : علي بن حسن بن علي الكمبر .

ومنهم :رشيد وحميد وسعيد أولاد المرحوم طليفح الكمبر .

ومنهم : شاكر والمحامي صبري والمحامي فوزي أولاد المرحوم محمود القنبر. وقد آلت رئاسة هذا البيت اليوم إلى المحامي فاضل عباس الكنبر، وهو شاب طيب القلب يتحلى بالمروءة والعفة ونزاهة القصد.

2-         الزريرات ورئيسهم الحاج حميد كاظم محيسن الاحمر ومنهم آل عمر ويسكنون لواء ديالى والمسيب والجيلاوية ومنهم ألبو عمر ويعدون من الرباح.

3-         المحامدة ومنهم غناوي حمودي ، جواد كاظم الجراد، عبد الحسين غناوي، واستقر قسم منهم كربلاء ورئيسهم علي قنبر الذي عينه الشيخ فخري بعد واقعة حمزة بك رئيسا على بني سعد، ومنهم في ناحية خان بني سعد وهم بنو سعد وألو حسين وألبو مهنا والنواشي.

     وان مشيخة عموم القبيلة في حمولة (جار الله ) من آل علي سمية هذه الحمولة الكبيرة بهذا الاسم، نسبة الى جدهم جار الله ابن طعمة بن عيد بن مسلم بن حسين  بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مظر بن نزار بن معد بن عدنان وهم من البيوت العربية المعروفة وشيخ مشايخ قبيلة بني سعد هو الشيخ مظهر عطا الله حسين علوان جار الله.

وقد سجلت هذه العشيرة صفحات ناصعة في تاريخ كربلاء السياسي، وظهر فيها رجال كانوا أهل شأن واعتبار وسمعة حسنة وكلمة مسموعة ووجاهة موفورة.